11 مسؤولا ليبياً يؤكدون لـ "العين الإخبارية" دعم قطر وتركيا للإرهابيين
11 مسؤولا ليبيا أكدوا في تصريحات لـ "العين الإخبارية" أن قطر وتركيا تدعمان الجماعات الإرهابية في درنة والهلال النفطي ضد الجيش الليبي.
"تحرير درنة، وتطهير الهلال النفطي"... معركتان خاضهما الجيش الليبي على جبهتين مختلفتين، وفي نفس التوقيت تقريبا، استطاع خلالهما دحر الجماعات الإرهابية، وضرب مخططات الدول الداعمة لتلك الجماعات.
وإن بدت للجميع أسماء هذه الجماعات وتوجهها الفكري المتشدد، شكك البعض حول من يقف ورائها بالدعم المالي والعسكري، لتكشف معارك الجيش الوطني الليبي في درنة والهلال النفطي الستار عن هذه الدول التي لا تتورع من استهداف الأمن الليبي خدمةً لمصالحها.
وبالتزامن مع عمليات الجيش في درنة ومنطقة الهلال النفطي، تواصلت "العين الإخبارية" مع بعض المسؤولين الليبيين، من المؤسسات العسكرية والتنفيذية والتشريعية، أكدوا أن قطر وتركيا كانتا على رأس الدول التي سخرت الكثير من مواردها الإعلامية والاقتصادية والعسكرية لزعزعة الاستقرار الليبي.
وفي السابع من مايو/اّيار الماضي، أعطي القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر إشارة البدء في عملية عسكرية لتحرير المدينة الساحلية من الجماعات الإرهابية التي عاثت بها فسادا لأكثر من خمس سنوات.
تحركات الجيش في درنة مضت بخطي ثابتة، واستطاعت القوات الليبية من تحقيق إنجازات كبيرة على الإرهابيين في أوقات قياسية، حتى بات الجيش يسيطر تقريبا علي كامل المدينة الواقعة شمال شرق البلاد.
أدلة دامغة
وعلى خلفية عملية تحرير درنة، قال عضو مجلس النواب الليبي صالح أفحيمة إن "أدلة دعم قطر وتركيا للجماعات الإرهابية "دامغة" ولا يمكن لهاتين الدولتين التنصل منها".
وأضاف في تصريحاته لـ "العين الإخبارية" في 29 مايو/اّيار الماضي، أن معركة درنة هي استكمال لعملية فرض هيبة الدولة الليبية التي بدأت من بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، وستستمر حتى يتم تطهير جميع التراب الليبي من الإرهاب بكافة أشكاله سواء كان تنظيمات إرهابية دولية، أو إرهاب المليشيات المدعومة من دول.
من جانبه، أوضح العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، في تصريحه لـ "العين الإخبارية"، في الـ 31 من مايو/اّيار الماضي، إنه و منذ الفوضى التي تلت أحداث 17 فبراير/شباط 2011، تقوم تركيا وقطر بإمداد السلاح للجماعات الإرهابية في ليبيا لتحقيق أجنداتهما بضرب الاستقرار والسيطرة على الثروات الليبية.
الأمر ذاته أكده المتحدث باسم الحكومة الليبية المؤقتة حاتم العريبي بقوله: "الدول العربية والمجتمع الدولي بأسره شاهد علي تمويل قطر للجماعات الإرهابية في ليبيا".
وأضاف العريبي، في تصريحه لـ "العين الإخبارية" في 3 يونيو/حزيران الجاري، ان جماعة "الإخوان"، المدعومة من قطر، تسعي لفرض سياسة الأمر الواقع متجاهلة رغبات الليبيين.
دعما ليس بجديد
ومن داخل ساحات المعارك في درنة، التي انطلق منها العديد من العمليات الإرهابية ضد الأراضي المصرية لقربها من الحدود، قال اّمر (قائد) غرفة عمليات عمر المختار سالم الرفادي إن دعم قطر للإرهابيين في المدينة ليس وليد اللحظة، وانما منذ زمن مستغلة عدم الاستقرار في المنطقة.
قائد عمليات "عمر المختار"، التي تقود العمليات في درنة، أكد في تصريحه لـ "العين الإخبارية"، في 4 يونيو/حزيران الجاري، أن القوات رصدت دعما مقدما للإرهابيين من جهة الغرب الليبي، قائلا تلك الجماعات: "كنا نرى جرافات وسفنا تُفرغ في الليل، كان هناك دعم قوي يأتي من غرب ليبيا هو يأتي من الخارج ويتم تفريغه في الغرب ومن هناك يوزعونه على الإرهابيين في سرت ومصراته وطرابلس ودرنة".
وتأكيدا لقدم ذلك الدعم، الممتد منذ نحو 7 سنوات، قال مدير مكتب الإعلام بالإدارة العامة للبحث الجنائي في بنغازي، وليد العرفي، إن قطر وتركيا استغلتا ما يعرف بأحداث "الربيع العربي" لدعم الإرهاب في المنطقة وليبيا.
وتابع العرفي، في حديثه لـ "اعلين الإخبارية"، في 11 يونيو/حزيران الجاري، ان قطر ما زالت تدعم الإرهابيين في غرب البلاد، مما يؤدي إلى مزيد من نشر الفوضى.
ومن نطاق التصريحات إلى الاثباتات العينية، قال مصدر عسكري ليبي لـ "العين الإخبارية"، في 11 من الشهر الجاري إن قوات الجيش الوطني عثرت على أسلحة مختومة بشعار الجيش القطري، داخل منزل الإرهابي عطية الشاعري زعيم تنظيم ما يسمى "مجلس شورى درنة" الإرهابي بمنطقة شيحا الغربية بمدينة درنة.
انقضاض على انتصار درنة
ويبدو ان تقدم الجيش الليبي في درنة سريعا لم يروق للجماعات الإرهابية والدول الممولة لها، حتى ينصب تركز الإرهابيين في الانقضاض على منطقة الهلال النفطي، في محاولة لقطع انتصارات الجيش، وتشتيته بين درنة والهلال النفطي.
وقبل هجوم الإرهابيين على الهلال النفطي، قال مصدر عسكري ليبي لـ "العين الإخبارية"، في 12 يونيو/حزيران الجاري، إن الجيش رصد تحركات واتصالات تؤكد حشد قطر لعملائها في ليبيا للانقضاض على منطقة الهلال النفطي، مضيفا أن الدوحة تضخ أموالا لجماعات ما يعرف بـ "سرايا الدفاع" ومجلس شورى ثوار بنغازي وأجدابيا، وذلك لتخريب الهلال النفطي.
وبعد يومان من تلك التصريحات، أكد العميد فوزي المنصوري، قائد غرفة أجدابيا، لـ "العين الإخبارية" إن قطر وتركيا وراء حشد الميلشيات الإرهابية للقيام بأعمال تخريبية في منطقة الهلال النفطي، مضيفا ان طائرات سلاح الجو الليبي رصدت ذلك الحشد وضريت تمركزات الإرهابيين.
الهلال النفطي.. ذهب ليبيا الأسود
وبدأ الإرهابيون، في 14 يونيو/حزيران الجاري، أعمالهم التخريبية ضد الهلال النفطي، والتي لم تستمر أكثر من أسبوع؛ حيث استطاع الجيش وأد تلك الهجمات، وتحرير الهلال النفطي من هذه الجماعات في 21 من الشهر ذاته.
وحول ما كان يخطط له الإرهابيون في الهلال النفطي، قال مسؤول ليبي بجهاز الاستخبارات العسكرية لـ "العين الإخبارية"، في 17 من الشهر الجاري، إن قطر وتركيا عزما من خلال الهجوم على الهلال النفطي، التي تنتج ثلثي النفط والغاز الليبي، إلى القضاء على مشروع الجيش الوطني الليبي وحرق الثروات النفطية لليبيا بعد أن تعافت اقتصاديا وزاد إنتاجها النفطي مؤخرا.
وبالعودة إلى معارك درنة، التي لم تكُ قد حررت بالكامل بعد في 18 يونيو/حزيران الجاري؛ حيث قال معاون آمر السرية المشاة الأولى الأبرق في درنة، صلاح العبيدي لـ "العين الإخبارية"، إن الأسلحة المهربة إلى مدينة درنة كانت تدخل عبر الجرافات من البحر إلي الإرهابيين، مضيفا ان قطر وتركيا ودولا أخرى يمولون الإرهابيين ويدعمون جماعة الإخوان الإرهابية والمليشيات المتمركزة في مصراتة والجماعة الليبية المقاتلة (فرع تنظيم القاعدة في ليبيا).
عقاب على الجرائم
وحول نتائج إثبات الدعم القطري والتركي للإرهابيين، هدد عضو مجلس النواب الليبي الصالحين عبد النبي، في حديثه مع "العين الإخبارية، في 26 من يونيو/حزيران الجاري باللجوء إلى المحاكم الدولية لمقاضاة الدوحة وأنقرة على جرائمهما في ليبيا.
وإزاء تشكيك قطر وتركيا ونفيهما الدائم حول أي دعم للجماعات الإرهابية في ليبيا، يأتي تأكيدات المسؤولين الليبيين لتورط هاتين البلدين في تغذية الإرهاب بالبلاد، لتنهي ذلك التشكيك وتنفي ذلك النفي.