بعد هزيمة رينزي.. " المهرج" يضع أوروبا في مأزق
استقالة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ربما تجعل حركة جريلو اليسارية تكتسح في نهاية المطاف وتصل إلى السلطة
استقالة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، ربما تجعل حركة الكوميديان بيبي جريلو اليسارية "النجوم الخمسة" تكتسح في نهاية المطاف وتصل إلى السلطة، ما سيلقي أوروبا في أزمة سياسية واقتصادية محتملة، حسب صحيفة "واشنطن بوست".
وقالت الصحيفة، إنه عندما بدأ بيبي جريلو المعجب بترامب يتصدر عناوين الصحف كزعيم أكبر حزب معارض في إيطاليا منذ ما يزيد عن 6 سنوات، قالت الصحف الأوروبية إن جريلو، الذي كان يلقب بـ"المهرج" تحول من "كوميديان إلى سياسي".
وفي عام 2013 وصفت مجلة "دير شبيجل" الألمانية جريلو بـ"الرجل الأخطر في أوروبا"، وبعد 3 سنوات، أصبح هذا الوصف ينطبق عليه للغاية، بحسب منتقديه.
وأمس الأحد، صوت أغلبية الإيطاليين ضد الإصلاحات الدستورية في الاستفتاء، الذي دعا إليه رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أقر الأخير بالهزيمة معلناً أنه سيقدم استقالته الإثنين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في أوائل العام الحالي، فشل رينزي في الحصول على أغلبية الثلثين البرلمانية اللازمة لمشروع قانون مثير للجدل من المفترض أن ينظم العملية التشريعية في البلاد، وقال منتقدو مشروع القانون آنذاك، إنه قد يمنح رئيس الوزراء مساحة كبيرة للانحراف والمناورة.
وأوضحت أن جريلو يروج منذ سنوات إلى استفتاء حول عضوية إيطاليا في منطقة اليورو، واستفتاء كهذا ربما يزعزع استقرار اقتصاد إيطاليا الهش، لا سيما مصارفها، وهو ما انعكس على انخفاض اليورو أمام الدولار لأادنى مستوياته منذ 20 شهراً فور إعلان نتائج الاستفتاء.
بالرغم من الاختلافات الكبيرة بين جريلو ودونالد ترامب، فأحدهم كان كوميديان تحول إلى ناشط سياسي، والآخر كان رجل أعمال تحول إلى سياسي مبتدئ قبل أن يصبح الرئيس الأمريكي المنتخب، لكن المقارنات زادت بينهما مؤخراً في أوروبا، حسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن جريلو نفسه قال في مقابلة معه بعد فوز ترامب بالرئاسة: "حركتنا بها بعض أوجه التشابه. أصبحنا الحركة السياسية الأولى في إيطاليا، ولم يقر حتى الإعلام بذلك".
وفيما يتشابه مع رسالة ترامب السياسية، اتخذ جريلو موقفًا مضادًا للفساد متهما رينزي بعرقلة الإصلاحات الاقتصادية والمضادة للفساد، كما تؤيد حركته "التنمية المستدامة والنقل المستدام وحق الوصول إلى الإنترنت وحماية البيئة".
وقبل كل شيء، تعارض الحركة التي ترفض وصفها بالحزب، جميع القيادات التي حكمت أوروبا على مدار السنوات القليلة الماضية التي صارعت فيها القارة وخصوصاً إيطاليا، للتعامل مع الإجراءات التقشفية.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن جريلو تهكم على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في مقابلة مع صحيفة مع "فايننشال تايمز" البريطانية العام الماضي، بقوله إنهما يعانيان من مرض يجعل من الصعب عليهما إدراك مشاعر الآخرين من ألم أو فرح أو غير ذلك.
ونقلت عنه أيضاً "أنهما لا يهتمان بوضعهما عشرات ملايين الأشخاص في حالة جوع. عهدنا بحياتنا إلى أشخاص لا يعرفون شيئاً عن الحياة".
تصريحات جريلو أثارت القلق لا سيما في شمال أوروبا، وفقاً لواشنطن بوست، التي ذكرت أن أحد الصحفيين الألمان شبهه بالديكتاتور الإيطالي السابق "بينيتو موسوليني"، زعيم الحزب الوطني الفاشي.
غير أن جريلو رفضه هذا التشبيه بشدة في حوار سابق مع "واشنطن بوست" يعود لعام 2012، وقال: "يقولون إنني شعبوي ونازي وهتلر، لكنهم لا يفهمون، الذي يحدث هو أن حركتنا تملأ فراغاً تماماً كما فعل النازيون في ألمانيا أو حزب ماري لو بان في فرنسا. لكننا لسنا مثلهم، نحن أشخاص معتدلون وحسنون، نحن الشيء الوحيد الذي تبقى للحول بين إيطاليا والمتطرفين".
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن جريلو وجد أخيراً على ما يبدو زعيما ملائما يقارن نفسه به، فكلاهما مشهور عبر شاشات التلفزيون والمؤسسة السياسية، وكلاهما يعتبر مؤذ في بروكسل وبرلين وباريس.