تراجع الكالتشيو وتخلف كروي.. ما هي أسباب نكسة إيطاليا في تصفيات المونديال؟
لا تزال تداعيات خروج منتخب إيطاليا المدوي من نصف نهائي المسار الثالث في الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم 2022، مستمرة وبصورة كبيرة.
وكان منتخب مقدونيا الشمالية فاز على مضيفه منتخب إيطاليا 1-0 مساء الخميس، في نصف نهائي المسار الثالث بملحق تصفيات أوروبا لكأس العالم 2022، ليضرب موعدا مع البرتغال في النهائي الذي يتأهل الفائز به للمونديال.
وبعد الفشل في التأهل إلى مونديال روسيا، عجز منتخب إيطاليا عن العودة إلى كأس العالم التي ستستضيفها قطر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
محطة "مونت كارلو" الإذاعية الفرنسية الشهيرة، سلطت الضوء على الأسباب وراء النكسة التي يعيشها المنتخب الإيطالي مع كأس العالم في السنوات الأخيرة، حيث أنه منذ تتويجه بمونديال 2006، خروج من دور المجموعات في نسختي 2010 و2014، وفشل في التأهل لنسختي روسيا وقطر.
فشل أوروبي مخيف
بصرف النظر عن تتويج إيطاليا ببطولة أمم أوروبا "يورو 2020"، فإن هذا يعد استثناء للقاعدة وليس نتاج خطة تطوير للكرة الإيطالية، بجسب أريجو ساكي الخبير الكروي الإيطالي الشهير، ومدرب ميلان التاريخي سابقا.
يقول ساكي في تصريحات لصحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت" الإيطالية: "ما حدث في باليرمو ضد مقدونيا الشمالية كان يحدث مع فرق الأندية الإيطالية منذ 12 عاما".
وتابع: "لم يفر أي فريق إيطالي بأي شيء في أوروبا منذ 2010، بعد تتويج إنتر ميلان بلقب دوري أبطال أوروبا مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو".
وأردف: "كان الفوز بلقب يورو 2020 بمثابة استثناء رائع يجب أن نكون ممتنين له، ولكن منذ تتويج إنتر بدوري الأبطال، لعب يوفنتوس بشكل جيد في نهائيين للمسابقة (2015 و 2017) لكن السيدة العجوز لم تفز بالبطولة، كما أن الفريق فشل في عبور عقبة ثمن النهائي خلال آخر 3 نسخ".
تراجع الكالتشيو
يؤمن أريجو ساكي بأن الدوري الإيطالي يشهد تراجعا حادا في المستوى، وهو ما أثر سلبا على قدرات المنتخب الإيطالي.
وحول هذه النقطة، يقول ساكي: "إيقاع المباريات في الكالتشيو سخيف، في دوريات أوروبية كبيرة أخرى، يسير اللاعبون بشكل أسرع، يعتادون على المستوى الأوروبي في بلادهم".
وواصل: "هنا يطلق الحكام صافرات كثيرة تؤثر على سير اللعب، كيف نلعب بهذه الطريقة؟، أكرر، نحن متأخرون، ليس فقط في كرة القدم، أنا أحب كرة القدم، وكرة القدم الإيطالية على وجه الخصوص، ولكن عليك كشحص أن تكون صريحًا، لا توجد أفكار للتطوير".
وأكمل: "أولاً يجب أن نعلم اللاعبين الصغار أصحاب الجنسية الإيطالية على أسلوب اللعب باختصار وبلمسات قصيرة، لن نعتمد دائمًا على اللاعبين الذين يأتون من الخارج".
غياب النجوم
على الرغم من تقديم ساسولو وأتالانتا كرة ممتعة في الكالتشيو، لكن لا يوجد في الدوري الإيطالي حاليًا أي نجوم حقيقيين، وهو الذي كان في فترة من الفترات جاذبا لكبار اللاعبين محليا أو عالميا، بحسب تقييم أريجو ساكي.
ساكي في هذه النقطة يدق ناقوس الخطر بشأن طريقة عمل الأندية. مضيفا: "نستمر في شراء الأجانب لأنديتنا وقطاعات الشباب مليئة أيضا باللاعبين الصغار القادمين من الخارج، هل نحن واثقون من أن هذا هو الطريق الصحيح أم على العكس من ذلك، أليس هناك مشكلة حقيقية؟".
وأضاف: "قطاعات الشباب مليئة بالأجانب الذين تضمهم الأندية وكأنهم مخزون فواكه وخضروات، والأندية مليئة بالديون، والفرق لا تربح شيئًا خارج إيطاليا ولا أحد يرفع صوته ليقول شيئًا، هم لا يدعمون الشباب الإيطالي، لماذا؟ "
واختتم ساكي تحليله لواقع الكرة في بلاده باستنتاج رهيب، قائلا: "كرة القدم الإيطالية تعاني من تخلف ثقافي، ولا توجد أفكار جديدة، دول أخرى تتطور ونحن منذ 60 عامًا، لم نتغير، أقولها بوضوح، أقل المذنبين في هذا الوضع الكارثي، هم اللاعبون ومدرب المنتخب، روبرتو مانشيني".
aXA6IDEzLjU5LjE4My4xODYg جزيرة ام اند امز