أحزاب إيطاليا تتخبط.. رحلة عسيرة بحثا عن رئيس
تخبط تعاني من نتائجه أحزاب إيطاليا في رحلتها للبحث عن رئيس جديد قبل أقل من أسبوع على انتهاء ولاية الرئيس الحالي.
ويهدد هذا التخبط بانهيار التحالف الواسع المؤيد لحكومة رئيس الوزراء ماريو دراجي، الذي أبدى رغبته في تولي الرئاسة وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك لانهيار التحالف الحكومي الهش.
وأجرى البرلمان الإيطالي اليوم السبت تصويتا لليوم السادس على التوالي لانتخاب رئيس جديد للبلاد، لكن الأحزاب ما زالت مختلفة بشدة حول المرشح المحتمل، بينما يحاول زعماؤها جاهدين للسيطرة على نواب أحزابهم.
وتنتهي في 3 فبراير/ شباط ولاية الرئيس الحالي سيرجيو ماتاريلا التي تبلغ مدتها سبع سنوات.
وقد كشفت عملية السعي لإيجاد بديل على مدى أسبوع مدى هشاشة الوضع السياسي في إيطاليا وألقت الضوء على غياب الدور القيادي في تكتلات يمين الوسط ويسار الوسط الرئيسية.
وكتبت صحيفة كورييري ديلا سيرا اليومية واسعة الانتشار على صفحتها الأولى عنوان "البحث عن اسم وسط الفوضى"، وكتبت صحيفة لافينيري اليومية الكاثوليكية "اعتراضات أكثر من الأصوات".
وكان زعيما حزب الرابطة وحركة خمسة نجوم المتحالفة مع يسار الوسط قد أبديا في ساعة متأخرة أمس الجمعة رغبة في أن تتولى امرأة الرئاسة لأول مرة وأشارا إلى التوصل لاتفاق.
وصرحت مصادر سياسية بأن الحزبين يدعمان إليزابيتا بيلّوني رئيسة جهاز المخابرات، لكن النبأ أثار رد فعل حادا من جانب أحزاب أخرى وانقساما في كتلة يمين الوسط وانشقاقا بين صفوف خمسة نجوم.
والرئيس شخصية محورية مهمة في إيطاليا، إذ يعين رئيس الوزراء وغالبا ما يستعان به في حل الأزمات السياسية في ثالث أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، في دولة لا تمكث حكوماتها أكثر من عام واحد في المتوسط.
وعلى النقيض من دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا حيث يجري انتخاب الرئيس بالتصويت الشعبي، يكون انتخاب الرئيس في إيطاليا باقتراع سري يشارك فيه 1009 من نواب البرلمان وممثلي المناطق ويشهد أحيانا صراعا بين زعماء الأحزاب للهيمنة.
وقال ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة اليميني اليوم السبت إنه ينبغي أن يظل ماتاريلا في منصبه بعد فشل الأحزاب في الاتفاق على مرشح بديل على مدى أسبوع.
وذكر مصدر سياسي اليوم السبت أن رئيس الوزراء ماريو دراجي طلب من ماتاريلا أن يتولى الرئاسة لفترة ثانية.
وأضاف المصدر ان دراجي أبلغ ماتاريلا أنه يتعين أن يظل في منصبه من أجل "مصلحة واستقرار البلاد".
وقال حزب الحرية والمساواة اليساري اليوم السبت إن أحزاب الائتلاف الحاكم اتفقت على مطالبة الرئيس ماتاريلا بالبقاء في منصبه.
ولم يصدر مكتب ماتاريلا أي تعليق حتى الآن.
وهدد مشرعون بتجاهل زعماء أحزابهم وفرض رأيهم الشخصي، وأخذت الأصوات المؤيدة لماتاريلا تتزايد رغم أنه هو نفسه استبعد تولي فترة ثانية.
وحصل ماتاريلا في التصويت الثاني أمس الجمعة على 336 صوتا ارتفاعا من 160 صوتا يوم الخميس و125 صوتا يوم الأربعاء. وكتبت صحيفة لا ريبوبليكا اليومية في عنوان بصفحتها الأولى "البرلمان يريد ماتاريلا".
ومن غير الواضح على الإطلاق ما إن كان ماتاريلا (80 عاما) سيقبل تولي فترة أخرى، لكن كثيرا من المشرعين يرون أن وجوده في المنصب هو أفضل سبيل للحفاظ على الوضع الراهن وتمكين الحكومة من العودة للتركيز على مكافحة جائحة كوفيد-19.
وتسبب الفشل المتكرر في إيجاد أي نوع من التوافق في تعكير الأجواء السياسية بما قد يحمله ذلك من تبعات خطيرة على استقرار التحالف الواسع المؤيد لحكومة رئيس الوزراء ماريو دراجي.
وقد أبدى دراجي نفسه رغبته في تولي منصب الرئيس، لكن الأحزاب الكبرى ترفض حتى الآن طرح اسمه للتصويت لأسباب يرجع بعضها للخوف من أن يسبب تحول الأدوار المفاجئ انهيارا في الحكومة الهشة.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز