"يورو 2020".. خطة مانشيني لإنعاش إيطاليا من كبوة كورونا
روبرتو مانشيني مدرب منتخب إيطاليا يجهز هديته لإنعاش شعب بلاده من أجل تخطي تبعات فيروس كورونا
جاء تأجيل كأس أمم أوروبا 2020 للعام المقبل بسبب تفشي فيروس كورونا، الذي ضرب أغلب دول العالم بشكل عام والقارة العجوز بشكل خاص، ليمنح المنتخبات المشاركة بالبطولة فرصة لإعادة ترتيب أوراقها، لا سيما الكبرى منها والساعية للمنافسة بقوة على اللقب.
وتعد إيطاليا على رأس الدول الأكثر تضررا من انتشار الفيروس في العالم، بعدما تخطى عدد الوفيات بها 16 ألفا و500 حالة، بجانب إصابة 132 ألفا بالفيروس القاتل.
وفي الوقت الذي بدأت فيه الدولة تتصدى بقوة لانتشار الفيروس، محاولة محاصرته والسيطرة عليه كخطوة أولى في طريق إعادة الحياة بشكل جزئي للبلاد، بعدما تسبب الفيروس وآثاره في تجميد كامل لها، بدأ روبرتو مانشيني مدرب منتخب إيطاليا يجهز خطته لإنعاش الإيطاليين العاشقين لكرة القدم وتضميد جراحهم.
مانشيني خرج بتصريح (الإثنين)، يعد الأول له منذ تأجيل يورو 2020، أكد فيه أن الموعد الجديد للبطولة يصب في صالح منتخب إيطاليا، الساعي للمنافسة على اللقب الغائب عنه منذ زمن طويل، مؤكدا أن الآزوري قادر على التفوق على كبار أوروبا، والتتويج بالبطولة.
جراح إيطاليا
ورغم أن الآثار التي تسبب فيها كورونا ستظل شديدة للغاية على الطليان ولن تُنسى بسهولة، فإن مانشيني الذي يعلم جيدا عشق جماهير بلاده لكرة القدم وجريانها في عروقهم مجرى الدم أراد إعطاءهم بارقة أمل ورفع معنوياتهم في ذلك التوقيت الصعب، عبر الإشارة إلى هديته التي يجهزها لهم بعد تخطي المحنة.
ولعل تصريحات مانشيني قبل اتخاذ قرار تأجيل البطولة كانت تنم عن إدراكه خطورة الأوضاع الإنسانية، حيث صرح منتصف مارس/آذار الماضي لشبكة "راي سبورت" الإيطالية بأن هناك أشياء أكثر أهمية من اليورو، أهمها بالطبع صحة وسلامة اللاعبين والجميع".
ورغم تأكيده وقتها أن فريقه كان مستعدا لخوض البطولة، وجاهزا للفوز بها؛ فإنه شدد على أن رؤية الناس يموتون شيء مؤلم كثيرا، وسيحرم الجميع الاستمتاع بكرة القدم، مشيرا إلى تفضيله قرار التأجيل.
مؤاشرت تمنح الثقة
مانشيني أكد في تصريحاته الجديدة لشبكة "سكاي إيطاليا" أن التأجيل سيمنح لاعبيه الشباب فرصة لاكتساب مزيد من الخبرة والثقة والتحسن في كثير من الجوانب، وهو ما سيكون له أثر كبير في تمكينهم من الفوز على كبار القارة.
وقال المدرب الإيطالي في تصريحاته: "لو خضنا منافسات أمم أوروبا في يونيو/حزيران المقبل لكانت لدينا فرصة طيبة للفوز بها، لكننا كنا سنواجه منتخبات جاهزة بشكل أفضل منا؛ لأنها بدأت في ضخ دماء جديدة قبلنا أو تملك فرقا أكثر استقرارا مثل فرنسا، لكن التأجيل سيغير الأوضاع".
ومما يمنح مانشيني الثقة في قدرة لاعبيه على المنافسة بقوة على البطولة والفوز بها مشواره الناري خلال التصفيات، والذي شهد تحقيقه العلامة الكاملة بالفوز في 10 مباريات متتالية، لأول مرة منذ زمن طويل، مقدما مباريات كبيرة سجل فيها 37 هدفا، واستقبل 4 فقط.
وكان المدرب الإيطالي قد تولى قيادة الآزوري في مايو/أيار 2018، بعد نحو 6 أشهر من فشل الفريق في التأهل إلى كأس العالم 2018 للمرة الأولى منذ 60 عاما، تحت قيادة مواطنه جان بييرو فينتورا.
وتمكن مانشيني من إعادة الروح للطليان ومحو الصورة السيئة التي ظهروا عليها خلال السنوات الأخيرة قبلها، مقدما تشكيلة شابة خاض بها 20 مباراة إجمالية، فاز بـ14 منها مقابل 4 تعادلات وخسارتين، ونجح في تحقيق الفوز في آخر 11 مباراة.
صعوبات منتظرة
رغم ثقة مانشيني في قدرات فريقه فإنه لم يخف أن هناك صعوبات تنتظره في سبيل تحقيق حلم تتويج إيطاليا بأول لقب لها في أمم أوروبا منذ عام 1968.
وتكمن أولى الصعوبات في أن أقرب تجمع محتمل للآزوري حال عودة الأنشطة الكروية سيكون في سبتمبر/ أيلول المقبل، أي بعد نحو 10 أشهر من آخر معسكر للفريق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما فاز على أرمينيا 9-1 في آخر مباراة بتصفيات اليورو.
وأوضح مانشيني في هذا الصدد "لم نتقابل منذ عدة أشهر، وأول لقاء مع اللاعبين سيكون في سبتمبر، وسيكون قد مر بذلك على آخر لقاء ما يقرب من عام، وهو ما قد نواجه معه صعوبات كبيرة".
وأضاف مشيرا إلى إحدى الصعوبات الأخرى "سنواجه كذلك جدولا مزدحما بسبب دوري الأمم الأوروبية وتصفيات كأس العالم، بجانب اليورو، وستكون هناك فرص قليلة جدا للتدريب".
وستنعكس كذلك مواعيد عودة الدوريات المحلية الأوروبية حال استئنافها على فرص توفير أوقات للمنتخبات من أجل التجمع، لا سيما أنه من المنتظر حال استئناف المسابقات المؤجلة حاليا لأجل غير مسمى أن تنتهي في مواعيد متأخرة قد تتلاحم مع فترات دخول المواسم الجديدة.
لكن رغم تلك الصعوبات فإن مانشيني أكد أنه لا يزال يتمسك بحلم إعادة اللقب الأوروبي إلى أحضان الآزوري بعد غياب 52 عاما، مضيفا اللقب الثاني له في تاريخ البطولة.
يذكر أن منتخب إيطاليا لم يتوج سوى بلقب واحد في أمم أوروبا كان على أرضه عام 1968 بعد الفوز على يوغوسلافيا في النهائي 2-0، بينما حل ثانيا مرتين عام 2000 بعد الخسارة من فرنسا 1-2، ثم 2012 بعد الخسارة من إسبانيا 0-4.