دور عربي ومحرك «جيوسياسي».. إيطاليا تمد يدها لسوريا
بشكل مفاجئ كشفت إيطاليا عن تعيين سفير جديد في سوريا بعد 12 عاما من القطيعة، فيما يبدو بداية لتيار أوروبي مماثل، فما الأسباب؟
وقال أنطونيو تاياني وزير الخارجية الإيطالي، اليوم الجمعة، إن بلاده قررت تعيين سفير في سوريا "لتسليط الضوء" على الأخيرة، مما يجعلها أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ 2012.
وبالتزامن، أعلنت الخارجية الإيطالية عن تعيين المبعوث الخاص حاليا لوزارة الخارجية إلى سوريا ستيفانو رافاجنان سفيرا لدى دمشق.
وقال تاياني لـ"رويترز" إن ستيفانو رافاجنان من المقرر أن يتولى منصبه قريبا.
سببان
وحول أسباب تحول سياسة إيطاليا تجاه سوريا، قال المحلل السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، "منذ إخلائها لأسباب أمنية في عام 2012 لم تعد السفارة الإيطالية في دمشق تعمل (على الرغم من أنها لم تغلق أبداً، فقد كانت تدار عبر بيروت)".
وتابع "أرسلت روما (في ذلك الوقت) أيضاً إشارة دبلوماسية (عبر قطع العلاقات) إلى (الرئيس بشار) الأسد المتهم بمحاولة قمع الاحتجاجات" التي حدثت في البلاد.
ومضى قائلا "ومع ذلك.. فقد طمس الوضع الحالي جزءا من الماضي القريب جدا (وجزءا من الحاضر، بالنظر إلى أن القتال لا يزال يدور في بعض المناطق السورية)، وقد أعيد قبول سوريا في جامعة الدول العربية، وتتواصل الدبلوماسية الإقليمية مع دمشق".
وفي هذا السياق من التقارب مع دمشق إقليميا، قال المحلل الإيطالي "تحاول إيطاليا التحرك قبل الأوروبيين الآخرين".
ومضى قائلا "هناك أيضا مسألة جيوسياسية، فإعادة فتح العلاقات يمكن أن تساعد في منع سقوط سوريا بالكامل في أيدي الروس والإيرانيين، وهذا ليس بالأمر الهين، بالنظر إلى كيفية توسع موسكو (وطهران) في البحر المتوسط".
ليست الأولى
ولم تكن خطوة إيطاليا الإشارة الإيجابية الأوروبية الأولى لسوريا، إذ أرسلت إيطاليا وسبع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، رسالة إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل تطلب أن يلعب التكتل دورا أكثر فاعلية في سوريا.
وجاء في الرسالة "لا يزال السوريون يغادرون بأعداد كبيرة، مما يزيد من الضغوط على الدول المجاورة، في فترة يتصاعد فيها التوتر في المنطقة، مما ينذر بخطر موجات جديدة من اللاجئين".
وإلى جانب إيطاليا، وقعت النمسا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا على الرسالة، وعبرت عن أسفها إزاء "الوضع الإنساني" في البلاد الذي "زاد تدهورا" في ظل بلوغ اقتصادها "حالة يرثى لها".
تاياني علق على تداعيات هذه الرسالة، وقال "كلف بوريل دائرة العمل الخارجي الأوروبي بدراسة ما يمكن القيام به"، مضيفا أن تعيين سفير إيطالي جديد بدمشق، "يتماشى مع الرسالة التي أرسلناها إلى بوريل.. لتسليط الضوء على سوريا".
وهناك ست سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في الوقت الحالي بدمشق، وهي سفارات رومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص وجمهورية التشيك والمجر.
ولم تقدم باقي دول مجموعة السبع بعد، وهي الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا، على خطوة إعادة تعيين سفراء لها في سوريا.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg
جزيرة ام اند امز