أمه ولدت بمصر.. هرتسوغ "محامي" السلام رئيسا لإسرائيل
بقدر شراسته في مناهضة سياسات اليمين الإسرائيلي، يعرف الرئيس الجديد إسحاق هرتسوغ بدفاعه بذات القوة عن السلام مع الفلسطينيين.
مقاربة تشكل الملامح الأبرز للسيرة السياسية لـ"هرتسوغ"؛ نجل رئيس إسرائيلي سابق وأم مولودة في مصر وكانت من الناشطات بمجال البيئة.
واليوم، يدخل هرتسوغ التاريخ الحديث لإسرائيل باقتطاعه تذكرة العبور نحو قصر الرئاسة في تل أبيب، خلفا لـ"رؤوفين ريفلين".
وتنافس على المنصب كل من هرتسوغ ومريام بيرتس، وهي المرة الأولى منذ 48 عاما التي يتنافس فيها مرشحان ليس بينهما عضو البرلمان الحالي (الكنيست).
وبانتخابه، يصبح هرتسوغ الرئيس الحادي عشر لإسرائيل بعد حصوله على 87 صوتا من أعضاء الكنيست، في اقتراع سري جرى بكامل هيئة البرلمان.
كما يصبح هرتسوغ أول رئيس لأب تولى المنصب نفسه وهو حاييم هرتسوغ الذي كان سادس رئيس لإسرائيل.
فيما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" أبرز المحطات في مسيرة الرئيس الإسرائيلي الجديد:
وُلِدَ إسحاق (بوجي) هرتسوغ في عام 1960 بتل أبيب، وأصبح والده حاييم الرئيس السادس لدولة إسرائيل.
والدته أورا، مولودة في مصر وكانت من بين الناشطات اللاتي كافحن من أجل الحفاظ على البيئة، حيث أنشأت جمعية مجلس إسرائيل الجميلة وقادتها خلال عقود.
ويعود اسمه إلى جدِّه الحاخام إسحاق أيزيك هليفي، وهو أول حاخام رئيسي لدولة إسرائيل، أما عمُّه، أبا إيبان، فكان أشهر وزراء خارجية إسرائيل.
في صيف 1975، أي عقب تعيين الأب حاييم هرتسوغ في منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، انتقلت العائلة للإقامة في نيويورك، وهناك حصل إسحاق على شهادة الثانوية، ولاحقا شهادة التعليم الأكاديمي في جماعة كورنيل وجامعة نيويورك.
في نهاية عام 1978، عاد إلى إسرائيل وتجند في الجيش الإسرائيلي وخدم كضابط في وحدة 8200 من سلاح الاستخبارات الإسرائيلي.
في 1985، انضم إلى حزب "العمل" وذلك خلال دراسته القانون في جامعة تل أبيب، ومنذ عام 1987 عمل محاميا.
وما بين عامي 1988-1990 شغل، من قبل وزير المالية شمعون بيرس، منصبَ وزير المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وفي حملة الانتخابات العامة لعام 1992، عمل مستشارا خاصا لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، وساعده في انتخابه لرئاسة الوزراء، قبل أن يجري انتخابه، في 1994، عضوًا بمكتب حزب العمل.
وفي عام 1996، أي خلال حملة الانتخابات العامة، عمل هرتسوغ مستشارا خاصا لرئيس الوزراء شمعون بيريس وشغل منصب رئيس لجنة الانتخابات لقائمة حزب "العمل" لانتخابات الكنيست.
تقلد، بين عامي 1998-1999، مهام مستشار خاص لرئيس حزب "العمل". إيهود باراك.
وبعد انتخاب باراك رئيسا للوزراء في 1999، تم تعيين هرتسوغ في منصب سكرتير الحكومة، وشغل هذا المنصب حتى انتخابات رئاسة الوزراء المقامة في فبراير/ شباط 2001، والتي خسر فيها باراك الانتخابات أمام منافسه أريئيل شارون واستقال من منصبه كرئيس الحزب.
وفي عام 2002، ترك هرتسوغ عمله كمحام، ليتنافس ضمن قائمة حزب "العمل" لانتخابات الكنيست وانتخِب عضوًا فيه.
السلام واليمين
عرف عنه دفاعه القوي عن السلام مع الفلسطينيين ومعارضته الشديدة لسياسات اليمين الإسرائيلي، حيث كان هرتسوغ -ولا يزال- من أكثر المؤيدين في إسرائيل للسلام.
وبعد قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريئيل شارون بالانسحاب من قطاع غزة، انضم حزب "العمل" إلى الحكومة، وتم انتخاب هرتسوغ في مركز الحزب كوزير البناء والإسكان، حيث باشر مهامه في يناير/ كانون الثاني 2005.
وفي عام 2006، حصل على المرتبة الأولى في الانتخابات التمهيدية لحزب "العمل" للقائمة الانتخابية للكنيست الـ17.
وفي حكومة إيهود أولمرت، تم تعيينه في منصب وزير السياحة.
وبعد حل الكنيست التاسع عشر، والبدء في الاستعداد للانتخابات الإسرائيلية المبكرة، تحالف هرتسوغ مع وزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني في قائمة واحدة أطلق عليها اسم "المعسكر الصهيوني"، واتفق معها على تناوب رئاسة الحكومة في حال الفوز بتشكيل الحكومة.
ودعا في صلب برنامجه لإسقاط حزب "الليكود" اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو، منتقداً سياسته في إعاقة عملية السلام مع الفلسطينيين، وفشله في التعامل بإيجابية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ما يخص الصراع العربي الإسرائيلي.
لكنه لم ينجح في الوصول إلى السلطة، وخسر أمام بنيامين نتنياهو بفارق 6 مقاعد بالانتخابات المقامة في مارس/آذار 2015 ليقر بالهزيمة.
ولاحقا، خسر هرتسوغ الانتخابات الداخلية لحزب "المعسكر الصهيوني" لصالح أفي غاباي عام 2017، وقدم استقالته من الكنيست للانتقال لمنصب رئيس الوكالة اليهودية، عام 2018، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى الآن.