إيران ضد أمريكا.. قصة عداء أبدي انتهى في كأس العالم
رغم أنهما ليسا من منتخبات الصف الأول في كرة القدم، غير أن العالم بأسره ينتظر المباراة المرتقبة بين إيران وأمريكا في كأس العالم 2022.
ويواجه منتخب أمريكا نظيره الإيراني، الثلاثاء، على ملعب الثمامة، في الجولة الثالثة والأخيرة من مجموعات كأس العالم 2022.
المباراة ستكون مُرتقبة، حيث سيكون الفائز منهما هو المتأهل للدور ثمن النهائي من كأس العالم، غير أن هذا ليس السبب الوحيد الذي سيجعل تلك المباراة مثيرة.
حالة من العداء شهدتها علاقات البلدين تاريخيا، غير أنها انتهت مؤقتا قبل نحو 24 عاما، عندما التقيا لأول مرة في كأس العالم 1998.
قصة مباراة أمريكا وإيران في كأس العالم 1998
"لم يكن الأمر صعبًا عليّ، كنت سعيدًا بمساعدة موطني الأصلي بقدر سعادتي بوجودي في الولايات المتحدة، تلك البلد التي منحتني حياة جديدة وفرصًا أفضل"، بهذه الكلمات تحدث جلال طالبي لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
طالبي وجد نفسه طرفا في مباراة غريبة، فبعد تأهل إيران إلى كأس العالم 1998 تحت قيادة البرازيلي فالديير فييرا، حل بدلًا منه الكرواتي تومسيلاف إيفيتش، والذي لم يستمر حتى بداية النهائيات في فرنسا أيضًا، حيث أُقيل قبل البطولة بشهر واحد.
كان طالبي قد تم تعيينه كمستشار تقني للمنتخب الإيراني، ومع اقتراب البطولة من بدايتها أصبح اختيارًا اضطراريًا في مقعد المدير الفني.
معركة خارج الملعب
في الحقيقة، كان جلال طالبي في مأزق بسبب مواجهة مرتقبة وتحمل خلفية من الصراعات السياسية التي تمتد لعقود، حيث كان واحد من آلاف الإيرانيين الذين هاجروا بعد الثورة الإيرانية في 1979 بحثًا عن حياة جديدة في الولايات المتحدة.
المأزق بالنسبة لطالبي ليس لكونها فقط مواجهة بين موطن أصلي وموطن آخر هاجر إليه، بل هي مواجهة بين بلدين يعيشان في صراعات سياسية لا حل لها، وقد أثرت بشكل واضح على أجواء المباراة.
الجانب الإيراني كان الأكثر حدة في تصريحاته قبل المباراة، حيث قال المهاجم خوداداد عزيزي: "لن نخسر في هذه المباراة، العديد من أسر الشهداء يتوقعون منا أن نفوز".
الأجواء في معسكر المنتخب الأمريكي كانت أكثر هدوء، حيث اعتبر لاعب الوسط الأمريكي تاب راموس أن الاعتبارات السياسية تبدو أكثر أهمية للجانب الإيراني في هذه المباراة عن الجانب الأمريكي.
الهدوء كان مستمدًا من تصريحات الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون، حيث قال في كلمة مسجلة للاعبين: "كأس العالم مناسبة محببة في عالمنا، لأنها تمنح الناس فرصة لأن تعبر عن نفسها دون النظر لموطنها الأصلي أو دينها أو للون بشرتها، أو الطريقة التي نشأوا عليها. الأمر متعلق بالقدرات والروح والمهارات".
وأتم: "أتمنى أن تكون تلك المواجهة في كأس العالم فرصة من أجل خطوة جديدة في علاقة أفضل بين البلدين".
صورة لا تتكرر
حاول المدرب جلال طالبي الحفاظ على هدوءه في ظل هذه الأجواء، ونجح في قيادة بلده الأصلي، إيران، للفوز في مباراة تاريخية بنتيجة 2-1.
انتهت المباراة بسلام، وجاءت تبعاتها إيجابية، حيث تبادل لاعبو الفريقين القمصان، والتقطوا صورة تاريخية سويًا، كما أهدى لاعبو المنتخب الإيراني ورودًا لمنافسيهم من المنتخب الأمريكي كتعبير عن السلام.
يقول طالبي لـ "الجارديان": "سأستمر في تذكر هذه الصورة طوال حياتي، جميعنا بشر. لسنا أعداء ويمكننا أن نلعب سويًا وأن نتبادل الاحترام وأن نتصافح في سلام وأن ننظر إلى المواجهة المقبلة. كنا هناك لنلعب في تنافس رياضي، وليس لنتصارع".
كان الانتصار التاريخي الأول لإيران في المونديال، وعلى حساب منافس مميز، ويقول طالبي: "لا أستطيع نسيان تلك الليلة، استمر الإيرانيون في الرقص في الشوارع حتى الصباح".
جولة جديدة
الأجواء الإيجابية في مدينة ليون الفرنسية منحت فرصة للتفكير في إقامة لقاء ودي بين الفريقين بعد عامين من تلك المواجهة، في ظل هدوء العلاقات بين البلدين، ومع إعادة تعيين طالبي مديرًا فنيًا لإيران في ولاية ثانية.
سافر المنتخب الإيراني إلى ولاية لوس أنجلوس لخوض لقاء ودي ضد الولايات المتحدة، وانتهى بالتعادل الإيجابي 1-1، حيث امتلأ الملعب بالجماهير الأمريكية ذوي الأصول الإيرانية، وكانت الغلبة للأعلام الإيرانية على نظيرتها الأمريكية في الملعب.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز