«جيمس ويب» يحتفل بعامه الثالث بصورة مذهلة لـ«سديم مخالب القط»

احتفل تلسكوب جيمس ويب الفضائي، التابع لوكالة ناسا، بمرور 3 سنوات على بدء مهمته العلمية، بنشر صورة مذهلة لسديم "مخالب القط" (NGC 6334).
سديم "مخالب القط" هو أحد أضخم حضانات النجوم في مجرة درب التبانة، ويقع على بُعد 4 آلاف سنة ضوئية في كوكبة العقرب.
الصورة الجديدة، التي نُشرت يوم الخميس 10 يوليو/ تموز، تكشف عن تفاصيل دقيقة وغير مسبوقة لجزء من السديم الذي يشتهر بهيئته الشبيهة ببصمة القطط، بما تحويه من بنى دائرية تُشبه "وسائد الأصابع" في أقدام القطط، وهي المنطقة التي تُعرف بين علماء الفلك بـ"toe beans".
وقالت ناسا في بيانٍ صحفي إن الصورة تُظهر كيفية تفاعل النجوم الضخمة مع محيطها الغباري، حيث تنحت تجاويف عميقة وتطلق موجات من الغاز والغبار نتيجة لانفجاراتها النجمية العنيفة. ويظهر في الزاوية العليا شكل يُطلق عليه "دار الأوبرا"، مكوَّن من طبقات برتقالية غنية بالغبار، تحيط بنجم لامع.
ويُبرز المشهد الفلكي مناطق من النجوم حديثة التكوُّن، وتدفقات غازية عنيفة ناتجة عن ولادة نجوم جديدة. وتتميّز بعض هذه المناطق بلون أحمر لامع، وهي مؤشر على نشاط نجمي مكثف.
من جانبه، قال شون دوماغال-غولدمان، المدير المؤقت لقسم الفيزياء الفلكية في مقر ناسا بواشنطن، إن "تلسكوب ويب لا يزال يفي بوعوده بعد 3 سنوات من التشغيل، بل ويتجاوز التوقعات عبر اكتشافاته المتتالية"، مضيفًا أن "الأسئلة التي يُثيرها ويب لا تقل إثارة عن الإجابات التي يُقدمها".
ويُعد سديم مخالب القط مساحة هائلة لتكوين النجوم، تمتد على نحو 90 سنة ضوئية، وتظهر بحجم أكبر من القمر الكامل في سماء الليل، لكن الصورة الملتقطة بالأشعة تحت الحمراء بواسطة أداة NIRCam في التلسكوب، تكشف تفاصيل لم تكن مرئية من قبل، نظرًا لقدرتها على اختراق سُحب الغبار الكثيف.
منذ انطلاقه في يوليو/ تموز 2022، غيّر تلسكوب جيمس ويب فهم العلماء للكون المبكر، عبر رصده لأقدم المجرات، وتحليله لأغلفة الكواكب الخارجية، ومتابعته لتكوُّن النجوم. وتأتي هذه الصورة الجديدة ضمن سلسلة من الإنجازات التي ترسم ملامح مستقبل البحث الفلكي لعقود مقبلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjI4IA== جزيرة ام اند امز