يبدأ عمله قريبا.. «العين الإخبارية» ترصد التليسكوب الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط

من المقرر أن تدخل المحطة المصرية لرصد الأقمار الاصطناعية والحطام الفضائي الخدمة قريبا، وذلك بعد نجاح التشغيل التجريبي الذي جرى خلال شهر مارس/آذار الماضي.
قال الدكتور أحمد مجدي، أستاذ مساعد علوم وتكنولوجيا الفضاء بمعمل أبحاث الفضاء في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وأحد أعضاء المشروع، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن المحطة التي تم الانتهاء من تركيب أجهزتها بدعم من أكاديمية العلوم الصينية، ستشهد خلال الشهر الجاري تدريب الكوادر المصرية المسؤولة عن تشغيلها، تمهيدا لبدء العمل الفعلي الشهر المقبل.
وتتخذ المحطة من مرصد حلوان مقرا لها، وتعمل باستخدام تلسكوبين، الأول بقطر 120 سم، والثاني بقطر 70 سم، وستقدم خدماتها لقطاع الفضاء والشركات العاملة في هذا المجال، من خلال توفير بيانات دقيقة حول الحسابات المدارية للأقمار الاصطناعية العاملة، وإمكانية تصادمها مع الحطام الفضائي، فضلا عن تحسين التنبؤ بمدارات الأقمار الصناعية والمخلفات المدارية.
وأوضح مجدي أن هذه المعلومات ستُستخدم لرصد ودراسة الأقمار الصناعية والحطام الفضائي في مختلف المدارات، سواء كانت منخفضة، أو متوسطة، أو متزامنة مع حركة الأرض.
وتعتمد المحطة على تقنيتي الليزر والتصوير الكهروضوئي، حيث تعمل التقنية الأولى عبر إرسال شعاع ليزر في الفضاء، وعند اصطدامه بأي جسم، يمكن من خلال حساب زمن العودة تحديد المسافة بين الجسم والأرض بدقة، ومن ثم تحديد مداره. أما التقنية الثانية، فتعتمد على تلسكوب بصري مزوّد بكاميرات رقمية عالية الحساسية، مثل كاميرات CCD أو CMOS، تُوجه نحو السماء لتسجيل صور دقيقة للأجسام المارة، ويتم عبر تتبعها حساب موقعها وسرعتها بدقة.
وأشار مجدي إلى أن هذه المحطة تُعد ثاني أكبر محطة من نوعها في العالم بعد محطة مماثلة في الصين، وتتميز بكونها تجمع بين تقنيتي الليزر والتصوير الكهروضوئي في آنٍ واحد، على عكس المحطتين الأخريين التابعتين للمعهد، إحداهما تعمل فقط بتقنية التصوير الكهروضوئي وقطر تلسكوبها لا يتجاوز 20 سم، وقد دخلت الخدمة في مرصد القطامية عام 2019 بتمويل مصري وبالتعاون العلمي مع الشبكة العلمية الدولية للرصد البصري، بينما تعمل الأخرى بتقنية الليزر فقط، وقد تم تدشينها قبل نحو 30 عاما في مرصد حلوان بدعم وتمويل من الاتحاد السوفيتي آنذاك.
وأكد مجدي أن الخبرة التي اكتسبها الباحثون المصريون من هاتين المحطتين كانت أحد العوامل المشجعة للصين على دعم إنشاء المحطة الجديدة، التي من المتوقع أن تشكل نواة لإنشاء عدة محطات أرصاد مستقبلية داخل مصر.