جمرة العقبة الكبرى.. شروطها وموعد رميها
مع بزوغ فجر يوم العاشر من ذي الحجة (أول أيام عيد الأضحى)، يتوافد الحجاج إلى مشعر منى، مهللين مكبرين، قلوبهم عامرة بالفرحة والسرور.
وذلك بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات يوم (9 ذو الحجة)، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في "مزدلفة"، وفور وصول الحجاج إلى مشعر منى يشرعون برمي جمرة العقبة الكبرى وهي القريبة من مكة المكرمة، اتباعا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ويأتي رمي الجمار تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.
نسك الحاج يوم النحر
يشرع للحاج في اليوم العاشر من ذي الحجة أول أيام عيد الأضحى المبارك (يوم النحر) أربعة أعمال، هي: رمي جمرة العقبة الكبرى، والذبح للمتمتع والقارن، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة.
ويتوجه الحاج بعد وصوله مشعر منى إلى جمرة العقبة "الجمرة الكبرى" لرمي سبع جمرات متعاقبات يكبر مع كل حصاة، وحجم الحصاة الواحدة أكبر من حجم حبة الحمص وأصغر من حبة البندق.
ويشترط في رمي الجمرات أن يكون المرمي به حصى، وأن تقع في الحوض الدائري، وترمى مفرقة، أي يرمي واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعاً بكف واحد، وإذا رمى السبع بكف واحد تعتبر له رمية واحدة.
ووقت رمي جمرة العقبة يبدأ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار، ولا يرمي يوم النحر غيرها، وأما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم ممن انصرفوا من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر، فمتى ما وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها، حيث يجوز لهم رمي جمرة العقبة بعد منتصف الليل من ليلة النحر، ويجوز للعاجز أن يوكل من يرمي عنه، أما الأفضل للأقوياء أن يكون الرمي يوم العيد بعد طلوع الشمس.
وبعد أن يفرغ الحجاج من رمي جمرة العقبة يشرع لهم في هذا اليوم أعمال النحر للمتمتع والقارن، ثم يحلق أو يقصر شعر رأسه والحلق أفضل والمرأة تقصر من شعرها قدر أنملة (الأنملة: تعادل رأس الأصبع)، ثم طواف الإفاضة، هذا الترتيب أفضل وإن قدم عملًا على العمل الآخر فلا حرج في ذلك.
أخطاء شائعة
يجب الحذر من وقوع بعض الحجاج في أخطاء تُضيع الأجر والثواب أبرزها: اعتقاد بعض الحجاج أنهم يرمون الشياطين فيرمونها بغيظ، ورمي الجمرات بحصى كبيرة أو بالأحذية والأخشاب وهذا غلو مرفوض في الدين، وكذلك من الأخطاء رمي الحصى جميعاً دفعة واحدة وفي هذه الحالة لا تحسب له إلا حصاة واحدة والمشروع رمي الحصى واحدة تلو الأخرى والتكبير مع كل حصاة.