طقوس تنصيب الإمبراطور الياباني.. اعتلاء "تاكاميكورا" وموكب وصلاة
المراسم يحضرها مبعوثون خاصون من 195 دولة، وهذا الرقم أكبر بـ30 وفدا، مقارنة بمراسم التنصيب السابقة (1990)
تشهد اليابان، الثلاثاء، مراسم تنصيب الإمبراطور ناروهيتو الذي حُدد عطلة قومية بالبلاد لمرة واحدة فقط، وسط طقوس تاريخية تبدأ باعتلاء العرش ثم موكب احتفالي وتنتهي بصلاة.
ولم تشهد اليابان في تاريخها الحديث اعتلاء الإمبراطور العرش في نفس عام تنصيبه، حيث كان يلزم الدخول في حالة حداد لمدة عام كامل على الإمبراطور الراحل، وهو ما لم يحدث هذه المرة إذ تنازل سلفه عن العرش.
وتنحى الإمبراطور أكيهيتو عن العرش أبريل/نيسان الماضي، وستقام احتفالات تنصيب الإمبراطور ناروهيتو في نفس عام صعوده للعرش، وفق موقع "اليابان بالعربي".
تاكاميكورا
وحول المراسم، فإن سيتم اتباع نفس الإجراءات التي اتبعت في المرة الأخيرة التي أقيمت فيها هذه المراسم عام 1990 حين تولى الإمبراطور الأب أكيهيتو.
ويعتلي الإمبراطور الجديد الذي سيرتدي ملابس إمبراطورية رسمية، منصة تبدو عليها الأبّهة تسمى "تاكاميكورا"، حيث سيعلن للشعب توليه العرش.
وتاكاميكورا هو اسم العرش الياباني المستخدم منذ عصر هييان (794- 1185م)، ويبلغ ارتفاعه 6.5 متر، ويزن 8 أطنان.
أما الإمبراطورة الجديدة فستدخل منصة أصغر تدعى "ميتشوداي" تقع بجوار منصة الإمبراطور، ويحضر أفراد بالغون من العائلة الإمبراطورية المراسم مرتدين ثيابا متقنة الصنع من فترة هييان.
فيما يقف في الخارج ضمن أراضي القصر أمام قاعة ”ماتسو نو ما“ أعضاء وكالة البلاط الإمبراطورية، مرتدين ملابس تقليدية وحاملين سيوفا طويلة وأقواسا وسهاما وأشياء أخرى مثل شعارات إمبراطورية، سيقفون أمام مجموعة من الرايات الملونة.
"بانزاي"
عقب إعلان الإمبراطور اعتلاءه العرش، يلقي رئيس الوزراء آبي شينزو بصفته ممثلا عن الشعب الياباني كلمة تهنئة ثم يقود الأشخاص المجتمعين في ثلاث صيحات متتالية بكلمة "بانزاي".
في مراسم التنصيب التي أقيمت عام 1990 وهي الأولى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) أثير بعض الجدل حول دور رئيس الوزراء في المراسم والهتاف بكلمة "بانزاي"، وامتد الجدل ليشمل ما يجب على رئيس الوزراء ارتداؤه ومكان وقوفه.
وتمت مراسم تنصيب الإمبراطور شووا التي جرت عام 1928 في ظل دستور مييجي (1868-1912م).
وقد ارتدى تاناكا غيئيتشي رئيس الوزراء آنذاك ملابس رسمية تقليدية، وبعد إلقاء كلمات تهنئة رسمية خرج إلى أرض القصر واستدار بحيث يواجه العرش الإمبراطوري وهتف "تينّو هييكا بانزاي (يعيش الإمبراطور)".
وقبل مراسم تنصيب أكيهيتو عام 1990، أثير جدل كبير حول دور رئيس الوزراء فيها.
وقد أصر المحافظون على وجوب اتباع الإجراءات التقليدية، لكن أحزاب المعارضة اعترضت متذرعة بأنها تتنافى مع مبادئ دستور ما بعد الحرب وسيادة الشعب.
وبعد مشاورات بين الحكومة ووكالة البلاط الإمبراطوري، ارتدى رئيس الوزراء كايفو توشيكي نفس المعطف الرسمي الطويل الذي يرتدى في المناسبات الحكومية، وظل واقفا في قاعة ”ماتسو نو ما“ عندما صرخ هاتفا ”تينّو هييكا بانزاي (تهانينا على صعود الإمبراطور إلى العرش)“.
ومن المتوقع أن يتبع رئيس الوزراء آبي تلك الإجراءات في مراسم التنصيب الحالية.
موكب احتفالي
وبعد المراسم التي ستستمر 30 دقيقة تقريبا، سيقوم الإمبراطور والإمبراطورة بتغيير ملابسهما ويرتديان ملابس غربية وسيستقلان سيارة مكشوفة في موكب احتفالي.
وتسير السيارة في طريق طوله 4.6 كيلومتر من القصر الإمبراطوري إلى مقر إقامة أكاساكا.
وعندما صعد الإمبراطور الأب العرش، كان موكبه مكونا من 44 سيارة وحيّاه 120 ألف شخص على طول الطريق.
مراسم دايجوساي
وهي طقوس صلاة يؤديها الإمبراطور كل عام من أجل السلام والحصاد الوفير.
وتُعرف أول مراسم تقام في بداية أي عهد إمبراطوري باسم "دايجوساي" وهي شعائر يتم الإعداد لها جيدا على نحو خاص.
وستبدأ مراسم دايجوساي من مساء 14 نوفمبر/تشرين الثاني وتستمر طوال الليل.
وعلى غرار المراسم السابقة، ستجري الطقوس في مجمع من المباني المشيدة خصيصا لهذا الغرض يُعرف باسم دايجوكيو.
ويشق الإمبراطور الجديد طريقه نحو وسط القاعة المقدسة "يوكيدين" التي ستقام فيها أكثر الشعائر أهمية، مرتديا ملابس احتفالية ذات لون أبيض نقي، وذلك عبر ممر يحتوي على مشاعل تخفق النيران فيها.
ويتبع الإمبراطور في سيره الإمبراطورة وأعضاء آخرون من العائلة، جميعهم يرتدون ملابس بيضاء أيضا.
يدخل الإمبراطور بمفرده إلى غرفة الخلوة الواقعة في أعمق مكان داخل المجمع.
وهناك سوف يقدم رسميا إلى آلهة الشمس أماتيراسو وغيرها من الآلهة قرابين مثل الأرز وغيره.
وبعد ذلك سوف يقرأ من لفافة "شكرا لاستمرار السلام للأمة وشعبها ولوفرة المحاصيل".
وتختتم الطقوس بتناول الإمبراطور نفس الطعام الذي قدم للآلهة.
وبعد هذه المراسم التي تستمر 3 ساعات، يخلد الإمبراطور لاستراحة.
وسيكرر الإمبراطور الطقوس عند الفجر صباح اليوم التالي في سوكيدين، وهو مبنى آخر ضمن المجمع.
وهذه الطقوس الرسمية لها جذور عميقة في ثقافة الزراعة التقليدية لليابان.
وفود 195 دولة
ويحضر المراسم مبعوثون خاصون من 195 دولة، وهذا الرقم أكبر بـ30 وفدا مقارنة مع مراسم التنصيب السابقة (1990) إلى جانب حوالي 2500 من كبار الشخصيات المحلية والأجنبية (في آخر مراسم تنصيب كان هناك 2200 شخص).
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز