نصيحة يابانية تفك شفرة حرب التجارة بين الصين وأمريكا
رئيس وزراء ياباني سابق يحث الصين على الاستفادة من تجربة بلاده واستخدام الحرب التجارية فرصة ذهبية لتحويل اقتصادها ومجتمعها.
حث رئيس وزراء ياباني سابق الصين على الاستفادة من تجربة بلاده واستخدام الحرب التجارية كفرصة ذهبية لتحويل اقتصادها ومجتمعها.
وقال ياسو فوكودا، الذي شغل منصب رئيس وزراء اليابان خلال عامي 2008-2009، إن هناك أوجه تشابه واضحة بين مشاكل الصين الحالية والتوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة واليابان التي بدأت في الخمسينييات واستمرت لعقود.
وقال فوكودا: "أعتقد أن الصين يجب ألا تعد نفسها ضحية لعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، بل على العكس من ذلك، يتعين على الصين أن تأخذ هذا الوقت الصعب فرصة وطنية لحل المشاكل وإيجاد محركات جديدة للنمو الاقتصادي المستمر. "
وفي الجلسة الافتتاحية لمنتدى العلاقات التجارية الصينية-الأمريكية الذي استمر يومين في هونغ كونغ، قضى فوكودا أكثر من نصف خطابه الرئيسي في التذكير بماضي اليابان، وتجربته المريرة في التفاوض مع الولايات المتحدة، وقال إن المحادثات قد تحولت إلى "فرصة ذهبية" للتغيير.
كما قال فوكودا: "لدى اليابان فهم كبير لعلاقات اليوم بين الولايات المتحدة والصين، وذلك ببساطة لأنه كان لدينا احتكاكات تجارية مماثلة مع الولايات المتحدة لعقود من الزمن".
وتابع قائلاً: "يمكنني القول بثقة إن المحادثات الثنائية مع الولايات المتحدة وفرت فرصة ذهبية لتحويل المجتمع الياباني"، مضيفًا أنه يتعين على بكين تقييم هذه التجارب بموضوعية لأن اليابان لم تكن مثالية بأي حال من الأحوال في الماضي.
وقال فوكودا في حديثه خلال المنتدى: "لقد مررنا بتجربة مريرة مع الولايات المتحدة، إلا أن تلك التجربة ساعدتنا في تحقيق الكثير من التقدم.. من خلال تلك المفاوضات، قمنا بتدويل الشركات والمجتمعات اليابانية.. أصبحت اليابان دولة آسيوية حديثة".
وبحسب شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية، كانت قد بدأت التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة واليابان في الخمسينيات بسبب المنسوجات، وامتدت إلى الألياف الاصطناعية والصلب في الستينيات، وتصاعدت -من السبعينيات إلى التسعينيات- إلى أجهزة التلفزيون الملون والسيارات وأشباه الموصلات، حيث أدت السياسات الصناعية والتطور التكنولوجي في اليابان إلى رفع السلسلة الصناعية.
وعندما تخطت صناعة أشباه الموصلات في اليابان -بدعم من الحكومة- الولايات المتحدة لتصبح أكبر مورد للرقائق في العالم في أوائل الثمانينيات، اتهمت واشنطن طوكيو بالسياسات الصناعية التي ترعاها الدولة وسرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية وإغراق المنتجات.
وتعمل الصين والولايات المتحدة اليوم على إعادة إقامة حوار لحل خلافاتهما التجارية، عقب اجتماع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماع مجموعة العشرين في أوساكا الشهر الماضي.
واتسعت الحرب التجارية المريرة بين البلدين التي بدأت في أوائل العام الماضي من التعريفات المتبادلة لتشمل اتهامات بسرقة الملكية الفكرية والجهود الأمريكية لتوسيع تنظيمها لقطاعات التكنولوجيا الصناعية الصينية الرئيسية.
وقال فوكودا "إن المشكلات التي تواجهها الصين اليوم تشبه إلى حد كبير تلك التي تعاني منها اليابان في تلك الحقبة، عندما تعرضت اليابان لانتقادات كدولة بيروقراطية".
وكان من بين الحاضرين رفيعي المستوى في هذا الحدث، نائب رئيس مجلس الدولة الصيني السابق تسنغ بى يان ورؤساء ومسؤولون حكوميون سابقون آخرون، فضلاً عن رواد أعمال وعلماء من جميع أنحاء العالم.
كما اغتنم فوكودا الفرصة في خطابه لحث الصين على النظر بجدية في الدور الذي تريد أن تلعبه على المسرح العالمي، واصفًا إياه بأنه "أخطر قضية في العصر الذي نواجهه".
وجاء في حديثه: "الصين قبل 10 سنوات لم تكن تلعب هذا الدور المهم مثل اليوم، فكل خطوة تتخذها الصين لا تؤثر فقط على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ولكن أيضا العالم بأسره".