قبل زيارته للإمارات.. رسائل خضراء لرئيس وزراء اليابان
يستهل رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، الإثنين 17 يوليو/تموز الجاري.
وقد خص فوميو كيشيدا، وكالة أنباء الإمارات (وام)، بمقال حصري بمناسبة تلك الزيارة، التي تُعد الأولى لدولة الإمارات منذ تقلده منصبه رئيسا للوزراء في بلاده.
شراكة استراتيجية شاملة
رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، أعرب في مقاله عن سعادته البالغة، بأن تتاح له فرصة زيارة دولة الإمارات، الشريك الاستراتيجي لليابان، لأول مرة منذ تقلّده منصب رئيس الوزراء.
وأضاف: منذ ستينيات القرن الماضي، شاركت الشركات اليابانية في تطور قطاع النفط في أبوظبي، ولقد دعم الإمداد الثابت للنفط والغاز من الإمارات العربية المتحدة النمو الاقتصادي لليابان لسنوات عديدة ومنذ تسعينيات القرن العشرين، ساهمت العديد من الشركات اليابانية في تشييد البنية التحتية الرئيسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك عمليات إنشاء وتشغيل مترو دبي ومحطات تحلية مياه البحر.
وتحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر عدد من المغتربين اليابانيين في الشرق الأوسط وأفريقيا (حوالي 4500 شخص) والشركات اليابانية وعددها حوالي 340 شركة.
ويترسخ دور دولة الإمارات وأهميتها محورا وبوابة للمنطقة. وفي الوقت ذاته، توسعت آفاق التعاون بين اليابان والإمارات العربية المتحدة إلى ما هو أبعد من المجالات التقليدية مثل الطاقة والاقتصاد، ليشمل مجموعة واسعة من المجالات مثل تغير المناخ والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والفضاء الخارجي والدفاع. كما أن التعاون لا يتعمق ويتوسع فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولكن أيضاً في أفريقيا وعلى الساحة الدولية.
ومن أجل تعزيز هذا التعاون متعدد الأوجه، وقع البلدين الإعلان المشترك بشأن تنفيذ مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة (CSPI) في سبتمبر/أيلول الماضي، والذي تجري في إطاره مناقشات ملموسة.
بعض الأمثلة على هذا التعاون تتمثل في قطاع التعليم، حيث ستزيد اليابان من دعمها للتبادل بين البلدين على صعيد الشباب والذين سيتولون مسؤولية رسم ملامح مستقبل بلدينا و تعزز دعمها لتنمية الموارد البشرية في الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا السياق، تواصل اليابان العمل مع الإمارات العربية المتحدة لتعزيز توجه الطلاب الجامعيين والخريجين الإماراتيين لاستكمال دراستهم في اليابان، وتبادل طلاب المرحلة الثانوية بين البلدين، وقبول المواطنين الإماراتيين الشباب في برامج التدريب التي تقدمها الشركات اليابانية.
وأنا على يقين من أن هذه التبادلات في المجال التعليمي والجهود الداعمة لتنمية الموارد البشرية ستسهم في ترسيخ أسس علاقاتنا الثنائية الساعية لمزيد من التطور نحو المستقبل في مجالات عديدة، بما في ذلك الاقتصادية والتجارية.
وفي قطاع السياحة، افتتحت منظمة السياحة الوطنية اليابانية مكتبها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دبي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021.
ونأمل أن يساهم الإعفاء الكامل من التأشيرة لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تم اعتماده في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في تشجيع عدد أكبر من مواطني دولة الإمارات على زيارة اليابان ليختبروا جاذبيتها من خلال الاستمتاع بالطعام الياباني الأصيل "الواشوكو"، والمناظر الطبيعية المتغيرة عبر المواسم الأربعة، واختبار البنى التحتية الاجتماعية مثل القطارات السريعة الشهيرة "شينكانسين".
- الإمارات الرابعة عالميا في جودة الحياة للوافدين.. والأولى بالمنطقة
- الإمارات والهند.. نموذج استثنائي للتعاون المناخي قبيل COP28
المركز العالمي للطاقة الخضراء.. مبادرة جديدة بأفق العلاقات
وتستضيف الإمارات مؤتمر الأطراف "COP28" في نوفمبر من هذا العام، وهي أول دولة في الشرق الأوسط أعلنت سعيها لتحقيق صافي الانبعاث الصفري بحلول عام 2050 وباعتبارها دولة مصدرة رئيسية للطاقة، لدى اليابان تقدير كبير لدولة الإمارات التي تعمل بمسؤولية لضمان أمن الطاقة العالمي وتبذل جهوداً استباقية لمعالجة قضايا تغير المناخ. وستعمل اليابان بشكل وثيق مع دولة الإمارات لضمان نجاح المؤتمر.
و في هذا الإطار، كشف فوميو كيشيدا، أنه يخطط لاقتراح مبادرة "المركز العالمي للطاقة الخضراء" خلال زيارته لدولة الإمارات، والتي تهدف إلى الجمع بين نقاط قوة البلدين: المزايا الجغرافية وموارد الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة والقدرات الاستثمارية القوية لدولة الإمارات والشرق الأوسط من جهة، وأحدث تقنيات إزالة الكربون اليابانية من جهة أخرى من خلال الاستفادة الكاملة من نقاط القوة هذه في كلا البلدين، حيث يمكن معاً تحويل الشرق الأوسط إلى مركز عالمي في سلسلة توريد الجيل الجديد من مصادر الوقود والموارد المعدنية .
وبموجب هذه المبادرة، سيتمكن البلدان من التعاون في المجالات المتعلقة بإنتاج واستخدام الهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى إعادة تدوير الكربون من خلال نهج متعدد المستويات.
شراكة ابتكار يابانية-إماراتية.. نحو مستقبل بلا كربون
من المهم للغاية أيضاً تعزيز الابتكار، بما في ذلك في مجال إزالة الكربون، في طريقنا نحو "COP28" وما بعده. ولهذا الغرض، تعتزم اليابان اقتراح "شراكة ابتكار يابانية-إماراتية".
وبينما نرحب بالتقدم المحرز في التعاون في مجال تقنيات إزالة الكربون من خلال خطة التنسيق الياباني-الإماراتي للتكنولوجيا المتقدمة، والتي تم الاتفاق عليها في يناير من هذا العام، فإن اليابان مستعدة لإنشاء إطار عمل موسع للتعاون الصناعي مع دولة الإمارات.
وعلى وجه الخصوص، ستبذل اليابان جهوداً أكبر لدعم التدفق الموسع للاستثمار الأجنبي المباشر إليها وصناعة أنصاف النواقل بهدف زيادة مرونة سلسلة توريد أنصاف النواقل العالمية.
كما تعمل اليابان على الترويج لرؤية "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة"، والتي يتوخى بموجبها دعم وتعزيز نظام دولي حر ومفتوح قائم على سيادة القانون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي.
ولتحقيق هدف هذه الرؤية، تتعاون اليابان مع جميع الدول دون استثناء، وتتمنى اليابان بشدة أن تتمكن من العمل عن كثب مع دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد، حيث تولي دولة الإمارات أيضاً أهمية كبيرة لسيادة القانون والتسامح. وبالنظر إلى تاريخ العلاقات الإماراتية اليابانية الثنائية منذ تأسيسها، أبدى رئيس وزراء اليابان ثقته الكاملة بالإمكانيات الكبيرة لمزيد من التعاون بين البلدين.
وختم رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، مقاله، بقوله إنه "على مدار الخمسين عاماً القادمة، أنا مصمم على العمل مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لجعل هذه الإمكانية واقعاً ملموساً وأتطلع قدماً لمناقشة سبل تعزيز علاقتنا الثنائية مع رئيس دولة الإمارات وشعبها خلال زيارتي القادمة".
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA=
جزيرة ام اند امز