الجميل في الأمر أن النيابة السعودية هي التي بادرت وفتحت التحقيق مع هذا الخطيب المحرض على المرأة السعودية العاملة.
قبل سنوات ليست بالبعيدة، كان من الممكن بل من الأرجح أن تمر خطبة الواعظ في العيد في حي من أحياء مدينة جدة، دون ضجيج، بل بحملة تأييد جماهيرية تدار من مطابخ الحركيين السعوديين المعجونين بأدبيات «الإخوان» ومنتجهم المشوه، «السرورية».
إن ثمة نفسا وروحا ووجهة سعودية جديدة وعامة ومحمية بقلوب جل السعوديين وعقولهم، وهذا أهم من القرارات الرسمية، وهذا يعني أيضاً أن سياسات الإصلاح والتحول التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمباركة الملك سلمان وسنده، صارت سياسة جل السعوديين.
بصراحة مرَّت كلمات ومحاضرات ونشرات بل برامج تلفزيونية أقبح مما قاله خطيب جدة ضد المرأة السعودية العاملة، فقط نحتاج إلى تقليب هذه الذكريات القريبة، وهذه فرصة لأطالب بمسح كل أدبيات الإسلام السياسي في السعودية، السني والشيعي، من كتب ومحاضرات وتسجيلات ونشرات ومجلات ومناظرات، تُجمع في أرشيف ضخم يتاح للباحثين والراغبين في معرفة كيف كان المجتمع السعودي يعاني من هؤلاء الموتورين المتوترين؛ لأن الذاكرة الحية الواعية هي ضمانة ألا يتكرر اللدغ من جحور الشر.
الجميل في الأمر أن النيابة السعودية هي التي بادرت وفتحت التحقيق مع هذا الخطيب المحرض على المرأة السعودية العاملة.
التفاصيل نقلاً عن مصدر مسؤول في النيابة العامة، تفيد بأن وحدة الإخلال بالنظام العام في النيابة العامة قد فتحت تحقيقاً في حادثة خطبة العيد المتداولة في السوشيال ميديا السعودية، التي استنكرها جل المتفاعلين.
صاحب خطبة العيد -وزارة الشؤون الإسلامية قالت إنه غير مرخص له خطبة العيد- هاجم المرأة العاملة في المملكة بصفات سيئة هيَّجت غضب الكثير من المعلقين السعوديين «العاديين» وسخريتهم.
ماذا يعني كل هذا؟
يعني أن ثمة نفساً وروحاً ووجهة سعودية جديدة وعامة ومحمية بقلوب جل السعوديين وعقولهم، وهذا أهم من القرارات الرسمية، وهذا يعني أيضاً أن سياسات الإصلاح والتحول التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمباركة الملك سلمان وسنده، صارت سياسة جل السعوديين.
مع ذلك يظل الحذر واجباً واليقظة متعينة، فحراس الظلام لا ينامون!
نقلاً عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة