"المطرب" خيسي.. خليفة رونالدو الذي نبذته كرة القدم
يعيش الإسباني خيسي رودريجيز، لاعب ريال مدريد الإسباني السابق، واحدة من القصص المخيبة، وما أكثرها في عالم كرة القدم.
وأطلق خيسي مؤخرا أغنية مصورة "فيديو كليب"، الجمعة، فيما يبدو كإشارة ليأسه من الاستمرار في ملاعب كرة القدم كلاعب كرة قدم محترف.
أغنية مبتذلة
ونشرت صحيفة "El Desmarque" الإسبانية تقريرا عن الأغنية التي أطلقها خيسي، الذي لا يرتبط بأي نادٍ حاليا، حيث حملت اسم "المفضل لديك"، وأشارت إلى أنها واجهت عاصفة من الانتقادات والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت الصحيفة أن كلمات هذه الأغنية صعبة ومبتذلة للغاية، كما حملت الكثير من الإيحاءات غير الأخلاقية.
الجدير بالذكر أن هذه ليست أول أغنية أو "كليب" يصدره خيسي، الذي يحمل اسما فنيا هو "JeyM"، وسبق له إطلاق عدة "كليبات" مشابهة.
خليفة رونالدو
نشأ خيسي صاحب الـ27 عاما في أكاديمية ريال مدريد، وتدرج في الفئات السنية بها حتى تصعيده إلى الفريق الأول في 2013، ونجح في تثبيت أقدامه كواحد من أبناء "الكانتيرا" المنتظر تألقهم بقميص النادي الملكي.
بمرور الوقت بدأ خيسي يلفت أنظار جمهور ريال مدريد المتطلب ويحوذ على إعجابه، كما اعتبره قطاع عريض من المشجعين والنقاد خليفة كريستيانو رونالدو، نجم الريال سابقا ويوفنتوس حاليا.
تألق خيسي في الملاعب ألقى بظلاله على حياته الشخصية، حيث أوفى بوعده لوالده لمساعدته على التقاعد من مهنته كعامل في إحدى الصيدليات بجزر الكناري، وفي اليوم التالي لتوقيعه عقدا احترافيا مع ريال مدريد، قام بشراء منزل لأسرته.
في موسم 2013-2014 وصل طموح خيسي إلى منتهاه، وكشف عن أمنيته بالحصول على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
في مارس/آذار 2014، تعرض خيسي لإصابة قوية بقطع في الرباط الصليبي، تسببت في انتهاء موسمه، وكانت الصخرة التي تحطمت عليها طموحاته، وآمال جمهور ريال مدريد، في وجود خليفة لرونالدو، الهداف التاريخي للفريق الملكي.
سوء حظ متواصل
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإن خيسي تلقى صدمة جديدة بعد أسبوع واحد من إصابته بالرباط الصليبي، حيث نشب حريق كبير في منزله، أثناء محاولته لتركيب عازل للصوت، على هامش محاولاته لإنشاء استوديو منزلي لممارسة هوايته، الغناء.
لم يكن هذا آخر الأخبار السيئة التي لاحقت خيسي في تلك الفترة، حيث فشلت الجراحات الـ3 الأولى لعلاج ركبته، وبينما كان ريال مدريد يحتفل بلقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا، كان نجمه الواعد في المستشفى يخضع للعلاج من الإصابة اللعينة.
وفي 2015 تلقى خيسي خسارة غير مباشرة، بإقالة المدير الفني كارلو أنشيلوتي الذي كان في مقدمة المؤمنين به وبقدراته، ولم يتمكن "خليفة رونالدو" من إثبات قدراته في عهد المدربين اللاحقين، رافائيل بينيتيز ثم زين الدين زيدان، رغم حصوله على الفرصة.
في شتاء 2017 رحل خيسي صوب باريس سان جيرمان الفرنسي، لكن الأمور لم تتحسن هناك أيضا، ليرحل إلى لاس بالماس معارا بعدها بأشهر قليلة، ثم إعارة جديدة إلى ستوك سيتي، وأخرى إلى ريال بيتيس، ثم إلى سبورتنج لشبونة البرتغالي، قبل أن يقرر النادي الباريسي التخلص منه في الموسم الحالي.
يمكن للأرقام ترجمة الوضع الكارثي الذي عاشه خيسي بعد الإصابة، حيث إن اللاعب الذي كان مشروع نجم كبير، سجل فقط 9 أهداف وصنع 4 منذ رحيله عن ريال مدريد في 2017، وذلك في إجمالي 83 مباراة مع كل الفرق التي تنقل بينها، وهي أرقام هزيلة مقارنة بسجله مع الفريق الأول للريال، أو حتى رديفه "كاستيا".
ليس بريئا تماما
خيسي ليس ضحية الإصابة فقط، بل هو أيضا ضحية استهتاره وقراراته الخاطئة كشخص، والتي كشفت عنها صديقته السابقة أورا رويز، والدة "نيان" أحد أطفاله الـ5.
وكشفت رويز في 2017 أن خيسي لم يقم بأداء واجبه كأب تجاه نيان، الذي كان يعاني من مشاكل صحية هددت حياته بعد فترة قصيرة من ولادته.
وقالت أورا رويز في منشور عبر حسابها على موقع "أنستقرام" إن خيسي يتنقل برحلات في طائرات خاصة لقضاء عطلته، وينفق أمواله بسخاء على أصدقائه، ويترك ابنه يصارع الموت في المستشفى.
كذلك فإن اللاعب الإسباني لم يظهر رغبة حقيقية في إنقاص وزنه الزائد، واستعادة لياقته، وبالتالي استعادة مكانته كلاعب من ضمن الصفوة، ويبدو أن اهتمامه الزائد بمشواره الفني قد يدفع ثمنه من مسيرته الكروية.