المتدينون اليهود يرفعون وتيرة إصابات كورونا في إسرائيل
القدس الغربية تشهد تسجيل 352 إصابة بفيروس كورونا الجديد، فيما تم تسجيل 267 إصابة في مدينة بني براك القريبة من تل أبيب.
تبرز القدس الغربية وبني براك بين قائمة المدن الإسرائيلية الأكثر إصابة بفيروس كورونا الجديد، والمدينتان تعتبران الأكثر اكتظاظاً بالمتدينين اليهود.
ففي القدس الغربية، تم تسجيل 352 إصابة، فيما تم تسجيل 267 إصابة في مدينة بني براك القريبة من تل أبيب، التي حلت ثالثة بتشخيص 211 إصابة، رغم أن عدد سكانها يقارب ضعف عدد سكان بني براك.
وبالمقارنة مع المدن الإسرائيلية الأخرى، فإن نسب الإصابة بالفيروس في القدس الغربية وبني براك مرتفعة جداً، ويتكرر المشهد نفسه في بلدات المتدينين القريبة من القدس الغربية أو وسط إسرائيل.
ويزيد المتدينون اليهود على مليون نسمة، ويشكلون 12٪ من عدد السكان في إسرائيل البالغ 9 ملايين نسمة، ولكنهم يفرضون أنفسهم بقوة على الساحة السياسية الإسرائيلية.
ونقلت محطات تلفزيونية إسرائيلية عن مسؤولين في وزارة الصحة الإسرائيلية أنه "تشهد التجمعات السكانية المتدينة معدلات إصابة حادة، وارتفاعاً حاداً في تشخيص فيروس كورونا في الأيام الأخيرة".
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية إن "جزءاً كبيراً من المرضى في مدينة القدس هم من الحريديم (أي المتدينين)".
ويرفض الكثير من المتدينين الانصياع لتعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية، بمنع التجمعات والحرص على مسافة كافية ما بين الأشخاص لمنع انتقال الفيروس.
ويرى المتدينون أن مثل هذه التعليمات تقيد صلواتهم الجماعية، ودروسهم الجماعية في تعلم التوراة.
وتجمعات المتدينين اليهود هي في غالبيتها فقيرة ومكتظة بالسكان، ولكنها لا تلتزم أيضاً بتعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية.
وفي الأيام الأخيرة؛ قالت الشرطة ومحطات تلفزيونية إسرائيلية إنه تم رصد تجمعات كبيرة لحفلات زفاف وصلوات، رغم تعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية بحظر تجمهر أكثر من 10 أشخاص في مكان واحد، وحظر الخروج من المنازل إلا في حالة الضرورة القصوى.
ووفقاً لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أرجع المسؤولون معدلات الإصابة المرتفعة في المنطقة إلى عدم الالتزام بالمبادئ التوجيهية لوزارة الصحة، والازدحام في العديد من المجتمعات الأرثوذكسية المتشددة وعدم وصول الكثيرين إلى وسائل الإعلام ووسائل الاتصال، في إشارة إلى تحريم بعض رجال الدين اليهود استخدام وسائل التواصل.
وأضاف الموقع: "في عدة مناسبات، وردت أنباء عن وقوع اشتباكات بين أفراد المجتمعات المحلية المتدينة وقوات الشرطة التي تحاول فرض أوامر الإغلاق والإبعاد".
وكانت هيئة حكومية إسرائيلية أشارت إلى أن المعابد اليهودية كانت من أكبر مواقع انتقال العدوى في إسرائيل.
وأشارت وزارة الصحة الإسرائيلية، في تقرير نشرته صحيفة "هآرت"، إلى أنه "تمثل الإصابات في المعابد والمدارس الدينية ما يقرب من ربع الحالات المعروفة، التي لم يتم جلبها من الخارج أو التقاطها في المنزل".
وتتواصل وزارة الصحة الإسرائيلية مع المواطنين من خلال الهواتف المحمولة، للإبلاغ عن الإصابات بالفيروس تستدعي الحجر الصحي، كما أطلقت الوزارة تطبيقاً على الأجهزة الذكية يمكن الأشخاص من معرفة ما إذا كانوا بمسافة قريبة من مصابين بالفيروس، ولكن كثير من المتدينين لا يستخدمون الهواتف الذكية ويكتفون بالهواتف النقالة القديمة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن أحد القادة المتدينين "كل شيء هنا يجرى عن طريق شائعات شفهية، شخص ما يسمع إصابة الجار ويمرر الأشياء. ليس هناك مراقبة أو إشراف".
وفي ظل هذه الحقيقة؛ فإن وزارة الصحة الإسرائيلية عمدت إلى استخدام مكبرات الصوت المثبتة على سيارات تجول في تجمعات المتدينين، للإرشاد حول سبل الوقاية من الفيروس.
غير أن القناة الإسرائيلية "12" أشارت إلى أنه مع ارتفاع أعداد المصابين في أوساط المتدينين، فإنهم بدأوا شيئاً فشيئاً تطبيق توصية وزارة الصحة الإسرائيلية بالحفاظ على مسافة بين الأشخاص، لعدم تناقل الفيروس.
وفي وقت تم فيه إغلاق المساجد والكنائس في القدس كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس كورونا، فإن الكنس اليهودية رفضت إغلاق أبوابها.