كيف أفسد هتلر حب كينيدي العاصف؟

تكشف قصة حب جون كينيدي، للصحفية الدنماركية إنغا أرفاد جانبًا خفيًا من حياة الرئيس الأمريكي الأسبق الراحل عندما اصطدم العشق المحظور
بطموحات سياسية كبرى، وتدخل أبوي صارم أنهى العلاقة وترك جرحًا غائرا لم يندمل.
وفي كتابه الجديد "جنون كنيدي الحياة العامة والخاصة والسرية"، يكشف الكاتب جاي راندي تارابوريللي تفاصيل علاقة كينيدي بأرفاد، والتي بدأت في خريف 1941 حين كان كينيدي شابًا في الرابعة والعشرين، وأرفاد صحفية لامعة تكبره بأربع سنوات، سبق لها الزواج مرتين.
الانجذاب بينهما كان فوريًا، وسرعان ما تحولت العلاقة إلى حب عاصف، حيث وصفت أرفاد كينيدي آنذاك بأنه "ساحر، طموح، دافئ.. وله جاذبية تأسر من حوله".
لكن هذا الحب لم يدم طويلًا، فبعد شهرين فقط، بدأت علامات الاستفهام تحيط بأرفاد، بعد تداول صورة قديمة لها إلى جانب أدولف هتلر، التُقطت خلال مقابلة أجرتها معه في برلين عام 1935.
ولاحقًا، دعاها الزعيم النازي لحضور أولمبياد برلين عام 1936 وجلست في مقصورته الخاصة، بل أهدى لها صورة شخصية بتوقيعه، وهي تفاصيل أثارت قلق أجهزة الاستخبارات الأمريكية في خضم أجواء الحرب العالمية الثانية.
هذه الصورة دفعت مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إدغار هوفر، لإصدار أمر بمراقبة أرفاد عن كثب، وبدأت تحقيقات أسبوعية مكثفة، لم تُنكر فيها أرفاد لقاءاتها بهتلر، لكنها نفت تمامًا أي نشاط تجسسي، وأكدت أنها رفضت عروضًا نازية للتعاون وهربت إلى الولايات المتحدة عبر الدنمارك.
رغم غياب الأدلة ضدها وتبرئتها لاحقًا في أغسطس/ آب 1942، لم يقتنع والد كينيدي، السفير السابق في لندن جو كينيدي، الذي رأى في العلاقة تهديدًا مباشرًا لطموحات عائلته السياسية. وصف أرفاد بـ"النازية الحقيرة"، وأجبر ابنه على قطع علاقته بها، وسط مقاومة عاطفية من الشاب كينيدي الذي لم يتجاوز ألم الفقد أبدًا، وظل يحمل والده مسؤولية ما جرى حتى وفاته.
بعد سنوات، حين ارتبط كينيدي بجاكلين بوفير، لم يكن الحب هو المحرك الرئيسي لذلك الزواج. فتشير الروايات إلى برود عاطفي رافق الخطوبة.
وعندما سألت والدة جاكلين ابنتها إن كانت تحب كينيدي، أجابت: "الأمر ليس بهذه البساطة". وقالت لاحقًا: "أنا أستمتع بصحبته".
وقبل أسبوع فقط من زفافه، سافر كينيدي إلى الريفيرا الفرنسية، حيث التقى شابة سويدية تُدعى غونيلا فون بوست، كانت تشبه إنغا أرفاد إلى حد كبير.
ويختم تارابوريللي كتابه بالقول إن كينيدي كثيرًا ما أرجع سلوكه العاطفي المعقد إلى علاقته الصدامية بوالده. وقال: "لو لم يتدخل جو كينيدي، ربما كان جون تزوج إنغا أرفاد، المرأة التي أحبها بصدق"، مضيفًا أن جاكي لم تكن خيار القلب بل السياسة، وإنه أحبها لاحقًا ولكن وفق شروطه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز