جيهان السادات وزعيم أكتوبر.. أسرار الحب والحرب
"أحببته كبطل ولم يخطر على بالي قصة زواجنا. الحقيقة كنت مبهورة به. أحببت فيه مصر. أنا والدتي إنجليزية لكن عشقي لمصر لا تتخيله".
بهذه الكلمات لخصت السيدة جيهان السادات علاقتها بالرئيس المصري الراحل وزوجها محمد أنور السادات، فمنذ أن رأته انجذب كل طرف إلى الآخر دون أن يدري كلاهما بحقيقة شعورهما، إلى أن جمع القدر بينهما وعاشا سويًا أحلك الظروف وأسعدها.
اعتبرت السيدة الراحلة جيهان السادات علاقة حبها بالرئيس المصري بمثابة "المصادرة"، فقالت بحسب تعبيرها: "لقد صادرنا بعضنا البعض، كان حبّيب جدًا ليا مش لغيري".
بداية حب السادات وجيهان
حب "السادات" لـ"جيهان" جاء بفضل حضور الأول لعيد ميلاد الأخيرة الـ15، عقب خروجه من السجن، وبدلًا من العودة إلى زوجته وأولاده رافق صديقه حسن عزت قريب السيدة الراحلة، فأثار دهشتها بحسب روايتها، حتى علمت بانفصاله عن أم أبنائه.
أثناء الاحتفال بعيد الميلاد، شعر "السادات" بالحرج لعدم شرائه هدية لسوء أحواله المادية، وهو ما صارح به حبيبته: "ما عنديش أجيب لك هدية لإن أنا طالع مفلس. لا أملك حاجة ولا وظيفة"، حتى قرر تعويضها بغناء أغنية "يا ريتني طير" للمطرب فريد الأطرش.
لاحقًا، وخلال وجودهما داخل محافظة الإسماعيلية شمال شرقي البلاد، قضى "السادات" لحظات رفقة "جيهان" بأحد الشواطئ وتبادلا أطراف الحديث، ومن هنا بدأ كلاهما ينجذب إلى الآخر: " قال لي لاحقًا كنت مبهورًا بك.. سألت وقلت إيه البنت الصغيرة التي تسأل هذه الأسئلة!".
في هذه الفترة، كان "السادات" لا يرغب في الزواج مرة أخرى، مفضلًا التركيز في كتاباته بغرض العمل في مجال الصحافة، أما "جيهان" فلم تكن أمور الزواج تخطر على بالها، وهو ما انقلب رأسًا على عقب دون مقدمات: "كان يتناول معنا الإفطار والغداء إلى أن دق قلبينا، أحببنا بعضنا البعض".
بتطور العلاقة، قرر "السادات" التقدم للزواج من "جيهان"، في فترة لم يكن يمتلك فيها سوى "شخصيته القوية المصرية المحبة لبلده" بحسب رواية السيدة الراحلة، إضافةً إلى بدلة وعدد قليل من الملابس، وأصر على أن يتخذ هذه الخطوة دون أي يدعي كذبًا بأنه يمتلك أراض زراعية بحسب ما نصحه به صديقه حسن عزت.
حتى تسير الأمور بسلاسة دون تعقيدات، قرر والد "جيهان" شراء الشبكة (المصوغات الذهبية) بنفسه، حتى تعهد "السادات" برد مبلغها إلى حماه بموحب عمله في مجلة "المصور".
بعد زواجهما، ترك "السادات" الصحافة وعمل في مجال المقاولات بنصيحة من حسن عزت، قبل أن يغير وجهته بالعودة مجددًا إلى الجيش المصري، ومن هنا اختلفت حياة الأسرة البسيطة وصولًا إلى لحظة العبور.
لحظات الحرب على الحبيبين
قبل بدء الحرب، توجه "السادات" إلى قصر الطاهرة في العاصمة القاهرة، تاركًا جيهان وحيدة إلى أن علمت بنبأ العبور عبر الأثير في ظهر السادس من أكتوبر 1973.
حينها، فضلت "جيهان" الانتظار لـ3 أيام حتى تلحق بزوجها في قصر الطاهرة، واكتفت خلال هذه الفترة بإعداد عمل السيدات ضمن الهلال الأحمر المصري لإسعاف محاربي الحيش المصري في المستشفيات.
بعد 3 أيام، انتقلت "جيهان" إلى قصر الطاهرة والتقت زوجها لأول مرة، لتستقبله بالأحضان والقبلات، قبل أن تشرع في رواية ما تشاهده داخل المستشفيات بشأن الجرحى، في مهمة داومت عليها طوال فترة الحرب، بغرض الرفع من روحه المعنوية قدر الإمكان.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA== جزيرة ام اند امز