يواخيم لوف 61.. من القمة إلى القاع في 3 سنوات
يعتبر يواخيم لوف المدير الفني لمنتخب ألمانيا أكثر المدربين في العصر الحديث على صعيد المنتخبات الوطنية حفاظاً على منصبه.
لوف تولى تدريب منتخب الماكينات منذ 15 عاماً، خلفاً ليورجن كلينسمان عقب نهاية مشوار الماكينات في كأس العالم 2006، لينجح في تثبيت خطاه بشكل جيد حتى عام 2014.
ويجد لوف الذي يبدأ عامه الـ61، اليوم الخميس، أن التحولات التي طرأت على مسيرته في السنوات الأخيرة كانت فاصلة لأقصى حد.
وما بين تتويج المدير الفني السابق لشتوتجارت بطلاً للعالم قبل 7 سنوات وبعد فوز كاسح في نصف النهائي على البرازيل 7-1 في معقل السليساو، إلى السقوط أمام إسبانيا بسداسية نظيفة، وقبلها الخروج المخزي للماكينات من الدور الأول لكأس العالم 2018 ونتائج كارثية أخرى، قيل الكثير عن لوف.
لوف بعد المونديال
الثلاث سنوات الأخيرة في حياة لوف الفنية لم تكن على نفس قدر النجاح الذي تحقق خلال الفترة من الأولى من 2006 إلى 2014.
في الفترة الأولى تأهلت ألمانيا مع لوف لنهائي كأس أمم أوروبا 2008 وتوجت بكأس العالم في 2014، وبينهما خرجت بصعوبة بالغة من نصف نهائي كأس العالم 2010 بهدف ضد البطل اللاحق إسبانيا، ثم خسرت بصعوبة شديدة ضد إيطاليا 1-2 في يورو 2012 لحساب نفس الدور.
في تلك السنوات حققت ألمانيا انتصارين تاريخيين، الفوز الأول في تاريخها بكأس العالم على البرازيل 7-1، كأكبر خسارة يتلقاها السليساو في مسيرته المونديالية، ثم في 2016 قاد المدرب العجوز بلاده لأول انتصار على إيطاليا في لقاء رسمي، وكان ذلك في ربع نهائي يورو 2016 بركلات الترجيح بعد تعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
ولكن منذ كأس العالم 2018، لم تعد ألمانيا بنفس القوة، لعدة أسباب، من أبرزها عدم إحداث تعديلات على التشكيلة الرئيسية التي اعتمد عليها المدرب منذ توليه المسؤولية، بقيادة النجوم توماس مولر ومسعود أوزيل وتوني كروس وغيرهم.
وحتى بعد استبعاد الثلاثي مولر وماتس هوملز وجيروم بواتينج واعتزال أوزيل دولياً بسبب خلافات مع الاتحاد الألماني، سار منتخب الماكينات من سيء إلى أسوأ، في الوقت الذي كان يتألق فيه نجوم مثل مولر وبواتينج مع بايرن ميونيخ في طريقه للتتويج بدوري أبطال أوروبا 2020 ويحافظ الفريق على هيمنته على البوندسليجا منذ 2013 إلى الآن.
ما عاب لوف وأجمع عليه الجميع، هو تحويل ألمانيا لمنتخب ضعيف يتلقى هزائم ثقيلة من منتخبات المستوى الأول بشكل دائم، حيث خسرت ألمانيا منذ 2016 بنتائج 0-2 و1-2 من فرنسا، في اليورو ودوري الأمم الأوروبية، ثم خسرت من هولندا 0-3 و2-4 في دوري الأمم وتصفيات اليورو، والخسارة الثانية جاءت في ملعب الماكينات، بالإضافة للخسارة المهينة 0-6 من إسبانيا في ختام مجموعات دوري أمم أوروبا 2020-2021.
الجمهور الألماني يطالب بإيجاد اسم بديل لقيادة ألمانيا التي تمتلك جيلاً واعداً من النجوم يضم تيمو فيرنر وليروي ساني وكاي هافيرتز بالإضافة لنجوم الحرس القديم مانويل نوير، وبديله مارك أندريه تير شتيجن، الذي يتعرض لوف لنقد كبير لعدم الاعتماد عليه خاصة في كأس العالم 2018.
أسطورة الكرة الألمانية لوثار ماتيوس وجه انتقادات حادة للوف عقب النتائج المذرية الأخيرة، فقال في حوار لصحيفة "بيلد" عقب تعادل ألمانيا 3-3 مع تركيا: "فشلت ألمانيا في الحفاظ على تقدمها 5 مرات في آخر 3 مباريات، لوف ارتكب أخطاء تكتيكية كلفت الفريق الكثير، إنه يمنح الفرص للاعبين بدلاء، لا يشاركون بشكل أساسي مع فرقهم".
وواصل، أكبر لاعب سناً تسجيلاً للأهداف في تاريخ ألمانيا، نقده اللاذع للوف عقب الخسارة الثقيلة من الماتادور في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "لم أر فشلا مثل هذا للمنتخب الألماني، الجدال بشأن هوملز وبواتينج سيستمر، وبالطبع توماس مولر، نحن بحاجة لقادة مثل هؤلاء في الوقت الحالي".
وتبقى أمم أوروبا المقبلة التي ستقام في الصيف، الفرصة المنتظرة للوف، فإما الرحيل من الباب الضيق حال الخروج من مجموعة تضم بطل أوروبا البرتغال وبطل العالم فرنسا، والمجر، أو إعادة تصحيح الأوضاع وإسكات منتقديه ومواصلة عمله لما بعد الحادية والستين كمدرب للماكينات.