نهايات كروية حزينة.. محمد عبدالوهاب.. السقوط في قمة التألق
يعد محمد عبدالوهاب، ظهير أيسر الأهلي المصري ومنتخب مصر السابق، من أبرز الذين رحلوا بشكل حزين للغاية بعد مسيرة سحرية لكنها قصيرة.
ورحل عبدالوهاب بشكل مفاجئ ومفجع عن الحياة في سن 23 عاماً، حيث كان أمامه وقتها الكثير من الإبداع ليكمل به رحلة بدأت ناجحة لكن لم يكتب لها أن تستمر.
وكان عبدالوهاب حقق العديد من البطولات خلال مسيرة قصيرة في ملاعب كرة القدم سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات.
البداية السحرية
انضم محمد عبدالوهاب، المولود في 1 أكتوبر/تشرين الأول 1983، لصفوف منتخب مصر للشباب تحت 20 عاماً بقيادة المدير الفني حسن شحاتة في عام 2003.
وكان النجم الراحل أحد أبناء جيل لا يزال الكثيرون منه يلعبون حتى الآن، مثل أحمد فتحي، ومنهم نجوم معتزلون مثل أحمد حسام "ميدو" وحسني عبد ربه وعماد متعب.
شارك عبدالوهاب في كأس أمم أفريقيا للشباب ببوركينا فاسو عام 2003، وقت كان لاعباً في نادي الألومنيوم المصري، حيث أسهم في فوز مصر بالبطولة مساهمة قوية، حيث سجل هدف الفوز 1-0 على مالي في نصف النهائي من ركلة حرة مباشرة، ليقود الفراعنة للمباراة النهائية.
بعدها تألق عبدالوهاب في صفوف الفراعنة الصغار في مونديال الإمارات 2003، الذي تأهلت فيه مصر للدور ثمن النهائي.
ولم يسجل عبدالوهاب في مونديال الإمارات، وكان هذا طبيعياً لأن الفراعنة لم يسجلوا في البطولة كلها إلا هدفين، لكن المونديال فتح الباب لانتقال الظهير الراحل لفريق الظفرة الإماراتي.
وضم الظفرة عبدالوهاب في عام 2003، لكنه أعير إلى إنبي المصري، ومنه انتقل لمواطنه الأهلي.
عبدالوهاب الأهلاوي
لا تزال جماهير النادي الأهلي تحتفظ بذكريات رائعة لعبدالوهاب مع الفريق بعدما تألق بل وتفوق أحياناً على الأنجولي سيباستيان جيلبرتو أشهر ظهير أيسر في الأهلي في الألفية الحالية.
وكان عبدالوهاب يتميز بالقدرة على إرسال الكرات العرضية والتسديد من خارج منطقة الجزاء والدفاع القوي والالتحامات، وظهر تألقه مع الأهلي بقوة في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2005، حين صنع الهدف الثاني لأسامة حسني في فوز الأهلي 3-0 على النجم الساحلي التونسي.
وفي نهائي كأس مصر 2006 أرسل صاروخاً نحو مرمى الزمالك، لكن كرته ارتطمت بالقائم ووصلت لعماد متعب الذي سجل الهدف الثالث في الفوز 3-0.
وفاز عبدالوهاب بالعديد من البطولات مع الأهلي، أبرزها لقبان للدوري ومثلهما للكأس عامي 2005 و2006، ولقب لدوري أبطال أفريقيا 2005، وكان من الكتيبة التي شاركت في بطولة 2006 لكنه لم يعش حتى لحظة التتويج بها، بالإضافة لذلك فاز مرتين بالسوبر المحلي ومرة بالسوبر الأفريقي.
وبعد أشهر قليلة من إسهامه في تتويج منتخب مصر بكأس أمم أفريقيا 2006 بعد غياب 8 سنوات، توفي النجم الراحل بشكل صاعق أثناء تواجده في مران الأهلي يوم 31 أغسطس/آب عن 23 عاماً فقط.