"بطة عرجاء".. خيارات محدودة لخلافة لوف في ألمانيا.. ومرشح مفاجأة
يبدو أن مصطلح "البطة العرجاء" قد اقتحم عالم الرياضة في الفترة الأخيرة، بالتزامن مع إعلان يواخيم لوف مدرب منتخب ألمانيا رحيله عن منصبه.
وقرر لوف الاستقالة من تدريب "الماكينات" عقب الانتهاء من المشاركة في منافسات يورو 2020، وذلك قبل أشهر قليلة من انطلاق الحدث المرتقب.
وإذا كان مصطلح "البطة العرجاء" ينطبق على الساسة في نهاية فترات الحكم، فإنه وجد طريقه لكرة القدم مؤخرا، ووصف بدقة ما حدث مع بروسيا مونشنجلادباخ مؤخرا، بعد إعلان مدربه ماركو روز ترك الفريق بنهاية الموسم، مما أدى لدخول الفريق في حالة من الفوضى والتراجع.
والآن يتكرر الأمر مع لوف والمنتخب الألماني، إذ يتخوف مراقبون من أن يتسبب إعلان المدرب الرحيل في فقدانه السيطرة على الفريق قبل بطولة مهمة.
ويمني لوف نفسه بتحقيق بطولة الأمم الأوروبية في الصيف ليخرج من الباب الكبير، بعد سنوات من التراجع في أداء المنتخب الألماني، لكن إعلانه الرحيل مبكرا يمكن أن يضرب خططه في مقتل، وفق مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
وذكرت تقارير أن لوف قرر الرحيل لأنه لم يعد يرى نفسه قادرا على بناء جيل جديد يمثل الفريق الألماني في بطولة الأمم الأوروبية 2024، أو كأس العالم 2022، ولذلك فضل إفساح المجال للتغيير في هذا الوقت.
وبعد قراره الرحيل وتخليه عن الخطط طويلة المدى، بات تركيز لوف منصبا الآن على يورو 2020، وضرورة الفوز بها، لذلك سيعود للحرس القديم الذي طال استبعاده من الفريق مثل توماس مولر وجيروم بواتينج وماتياس هوملز.
من يخلف لوف؟
ربما السؤال الأكثر ترددا الآن في ألمانيا هو "من يخلف لوف؟" في الجهاز الفني لمنتخب الماكينات بعد منافسات يورو 2020.
ووفق مراقبين، فإن الاتحاد الألماني مطالب بالبحث عن مدير فني يمتلك شعبية كبيرة، حتى لا تحدث ضجة أو انتقادات كبيرة للمدرب الجديد تؤثر على مسيرته مع الفريق في ظل قرب تصفيات كأس العالم 2022.
وفي إفادة لـ"العين الرياضية"، ذكر المكتب الإعلامي للاتحاد الألماني أن "الوقت لا يزال مبكرا لحسم خليفة لوف على رأس المنتخب الألماني، أمامنا وقت طويل لتسمية المدرب الجديد، وننظر في جميع الخيارات".
لكن الخيارات الحقيقية أمام الاتحاد الألماني "محدودة للغاية"، خاصة بعد أن حسم المدرب الألماني يورجن كلوب أمره، بالقول قبل أيام إنه "غير متاح لتدريب المنتخب حتى إذا رحل عن ليفربول"، مضيفا: "لن أرد على الهاتف".
بينما لا يريد هانز فليك ترك فريقه بايرن ميونخ، ويشعر بالسعادة في قيادته، ولن يفرط فيه البافاري كذلك، وفق مجلة "دير شبيجل".
ونقلت المجلة عن مصادر في بايرن ميونخ أن: "الاتحاد الألماني بكل ما فيه من صراعات وصعوبات في الوقت الحالي ليس وجهة جيدة لفليك، كما أن الفوز بالألقاب مع بايرن أسهل بكثير من المنتخب الوطني".
وأضاف المصدر: "لذلك، فإن أهم مدربي ألمانيا غير متاحين حاليا لقيادة المنتخب، جنبا إلى جنب مع توماس توخيل الذي بدأ لتوه تجربة مع تشيلسي الإنجليزي".
لكن المجلة حددت أسماء بعينها متاحة لتدريب منتخب بلادها، يتقدمها اللاعب الفذ السابق لوثار ماتيوس، الذي لا يملك اسما كبيرا في عالم التدريب، والمدير الفني السابق لفريق لايبزيج رالف رانجنيك، لكن الأخير سيكون اختيارا صعبا لأنه يريد التحكم في كل شيء داخل الاتحاد الألماني، وهو ما سيجده مسؤولوه أمرا صعبا كذلك.
كما يفكر الاتحاد الألماني حاليا في تعيين مدرب فريق الشباب ستيفان كونتز، في القيادة الفنية للمانشافت لحين العثور على اسم كبير، وفق "دير شبيجل".
وقالت المجلة: "يعتبر كونتز خبيرا في كرة القدم ويمكنه تطوير الفريق والقيام بعملية بناء جيل جديد، لكنه يفتقر بشكل صارخ إلى الكاريزما والشعبية، وهو المرشح المفاجأة".
ولم تتداول وسائل الإعلام الألمانية أي اسم أجنبي لتدريب المنتخب، لأن هذا الأمر لم يحدث في الـ100 عام الأخيرة، ويبدو كسر هذه القاعدة صعبا، وفق المصدر نفسه.
وقت صعب
وضعت استقالة لوف الاتحاد الألماني في موقف صعب للغاية، لكنها كانت استباقا لإقالة متوقعة في أي وقت، خاصة في ظل مناقشات متفرقة على مدار الأشهر الماضية عن جدوى استمرار المدرب على رأس القيادة الفنية للمانشافت، وفق صحيفة "بيلد" الألمانية.
الصحيفة ذكرت أن: "لوف كان ذكيا، وتحرك قبل أن تحدث أي مفاجأة غير متوقعة، أو إقالة في حالة الإخفاق في يورو 2020، لكنه وضع الجميع في مأزق في ظل خيارات خلافته المحدودة".
ويقول كلاوس شنايدر وهو مشجع ألماني أربعيني في حديث لـ"العين الرياضية": "الثقة في لوف تهاوت بعد سنوات من الأداء الضعيف للفريق، وبات التغيير ضرورة ملحة.. تحرك المدير الفني كان ذكيا ومطلوبا".
وتابع: "لوف تولى تدريب الفريق لمدة 15 عاما، ولن يكون مجديا في المهمة الأهم في الفترة المقبلة، وهي بناء فريق جديد لكأس العالم 2022 ويورو 2024".
وأضاف: "نريد مدربا مناسبا للمرحلة، حتى لو كان شابا ودون تاريخ كبير. الأهم أن يكون يملك المعرفة والقدرة والشغف لبناء فريق قوي".
ويتولى لوف قيادة المنتخب الألماني منذ 2006، وحقق معه كأس العالم التي أقيمت في البرازيل عام 2014، بعد أداء رائع.
يذكر أن لوف غمار بطولة "يورو 2020" مع المنتخب الألماني في مجموعة صعبة تضم فرنسا والبرتغال والمجر.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز