جون كيري لـ"العين الإخبارية": الإمارات تقود جهود مواجهة التغير المناخي بجرأة كبيرة
تقود دولة الإمارات جهود مكافحة التغير المناخي بجرأة كبيرة، وهي تبذل في سبيل ذلك جهودا استثنائية، وفقا لما أكده جون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية".
كما أشاد المرشح السابق في انتخابات الرئاسة الأمريكية باستثمارات الإمارات الغزيرة لتعزيز الطاقة النظيفة رغم ريادتها في قطاع النفط والغاز.
"أبوظبي في الصدارة"
وقال كيري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" من العاصمة الأمريكية واشنطن، إن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لمواجهة التغير المناخي هي جهود استثنائية بالنسبة لدولة رائدة في إنتاج النفط والغاز، مشيرا إلى أن أبوظبي في الصدارة عندما يتعلق الأمر بالاستثمارات التكنولوجية لمواجهة التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات.
وتمتلك دولة الإمارات سجلاً حافلاً في العمل المناخي والتعاون متعدد الأطراف، وتستضيف المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، وكانت أول دولة في المنطقة توقع وتصادق على اتفاقية باريس، وكذلك أول دولة في المنطقة تلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية ضمن التزاماتها المحددة وطنيا.
وأوضح كيري، الذي سبق له أن شغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة خلال الفترة من 2013 إلى 2017، أن دولة الإمارات تقود جهود مواجهة التغير المناخي بشكل رائد وجريء للغاية، مشيرا إلى أن الحكومة الإماراتية دفعت كافة المؤسسات للانخراط في العمل من أجل التحول إلى طاقة جديدة ومستقبل أفضل.
ووسعت دولة الإمارات طاقتها المتجددة 200 ضعف على مدى السنوات العشر الماضية من خلال جهودها، التي شملت بناء ثلاث محطات للطاقة الشمسية تعدّ من بين الأكبر والأقل تكلفة في العالم.
كما قدمت دولة الإمارات تمويلات ومساعدات لمشاريع الطاقة النظيفة في 6 قارات، بما في ذلك 31 دولة جزرية صغيرة نامية في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، إضافة إلى عدد متزايد من المشاريع في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
COP28.. لماذا الإمارات؟
وردا على سؤال حول اختيار الأمم المتحدة للإمارات كدولة مستضيفة لقمة المناخ (COP28) في العام المقبل، أكد كيري أن منطقة الشرق الأوسط كشفت عن التزام قوي بالجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية، مشددا على انخراط دولة الإمارات بشكل خاص في محاولات المساعدة على تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة.
ورسخت دولة الإمارات مكانتها كوجهة مثالية لاستضافة الفعاليات الدولية رفيعة المستوى التي تركز على العمل المناخي والتنمية المستدامة، بما في ذلك "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي يحشد الدعم الإقليمي والعالمي للتنمية المستدامة منذ أكثر من عقد، واستضافة الاجتماع السنوي للجمعية العامة لوكالة "آيرينا" الذي يحدد الأجندة العالمية لنشر حلول الطاقة المتجددة والنظيفة.
كما استضافت دولة الإمارات الاجتماعات التحضيرية لمؤتمرات الأمم المتحدة المناخية في عامي 2014 و2019، إضافة إلى "الحوار الإقليمي للمناخ" الذي عزز الالتزامات الإقليمية بشأن الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة، فضلا عن استضافة إكسبو 2020 دبي، الذي ركز على إيجاد حلول مستدامة ومبتكرة للتحديات العالمية.
جولة كيري
يشار إلى أن كيري الذي يشغل منصب ممثل الرئيس لشؤون المناخ في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ يناير/كانون الثاني 2021 غادر واشنطن أمس إلى بريطانيا، ليتجه بعدها إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لحضور منتدى صير بني ياس.
وفي المنتدى سيناقش كيري العمل المناخي الإقليمي واستراتيجيات تسريع انتقال الطاقة قبل السفر إلى شرم الشيخ المصرية في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، للانضمام إلى وفد الولايات المتحدة في مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ (COP27).
المبادرة الإماراتية-الأمريكية
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا، أمس، أعربت فيه عن امتنان الولايات المتحدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، على قيادته في دفع مبادرة الشراكة الإماراتية-الأمريكية للاستثمار في الطاقة النظيفة (الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة) Partnership for Accelerating Clean Energy PACE بميزانية تقدر بـ100 مليار دولار في التمويل والاستثمار وغيرها من أشكال الدعم، لتوليد 100 جيجا وات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035، فضلا عن استضافة قمة المناخ الدولية COP28 في عام 2023.
وأضاف بيان الخارجية الأمريكية أن برنامج PACE يعمل على تعميق العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات، ويعكس التزام الولايات المتحدة الأوسع بتعزيز الرخاء الاقتصادي والأمن والاستقرار في المنطقة.
ولفت البيان إلى أن الشراكة الجديدة تعتمد على التعاون واسع النطاق بين البلدين، بقيادة المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون التغير المناخي، لتعزيز العمل المناخي العالمي وتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، بما في ذلك من خلال التعاون في أول قمة شاملة للمناخ والطاقة النظيفة في الشرق الأوسط في أبوظبي العام الماضي، والأهداف المشتركة للبلدين لعام 2050.
يشار إلى أن مبادرة الشراكة الإماراتية-الأمريكية للاستثمار في الطاقة النظيفة تم إطلاقها في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري خلال فعاليات مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2022"، وتستهدف استثمار 100 مليار دولار لتوليد 100 جيجا وات، إضافية من الطاقة النظيفة في دولة الإمارات والولايات المتحدة والاقتصادات الناشئة حول العالم بحلول سنة 2035.
وتعد المبادرة محفزا مهما للوصول إلى هدف "الحياد المناخي" من خلال تسريع الاستثمار في مشاريع وتقنيات وموارد الطاقة النظيفة، وخلق فرص اقتصادية كبيرة ودفع النمو المستدام.
وتؤكد المبادرة المصلحة المشتركة في تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة العالمي وزيادة استثماراتهما في الطاقة المتجددة، وتعميق التعاون الوثيق بين دولة الإمارات والولايات المتحدة.
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز