بوريس جونسون.. وريث تركة ماي الثقيلة يدخل حلقة النزال مع خامنئي
جونسون سيتولى رئاسة وزراء بريطانيا خلفا لتيريزا ماي، بعد حصوله على 92153 صوتا من أعضاء الحزب مقابل 46656 لجيريمي هنت.
بعد فترة نار سياسة تحت رماد حكومة تيريزا ماي في بريطانيا، فاز بوريس جونسون، الثلاثاء، بزعامة حزب المحافظين ليهبط كرجل إنقاذ لأزمة لندن مع الاتحاد الأوروبي، وفي مواجهة مباشرة مع تهديدات النظام الإيراني لمصالح بلاده بالشرق الأوسط.
وسيتولى جونسون رئاسة وزراء بريطانيا خلفا لتيريزا ماي، بعد حصوله على 92153 صوتا من أعضاء الحزب مقابل 46656 صوتا لمنافسه وزير الخارجية جيريمي هنت.
ونهاية شهر مايو/أيار الماضي، أعلن "بوريس" ترشحه لزعامة المحافظين، ليكون أبرز خلفاء رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي.
ويحظى جونسون بدعم كبير من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعتبره في تصريحات له عقب إعلان فوزه أنه سيكون رئيسا "عظيما" للحكومة البريطانية.
باب العمل السياسي
ومنذ فترة، بدأ جونسون بالفعل ترتيب أوراق ترشحه لخلافة "ماي" صاحبة أكبر نضال حكومي للبقاء في منصبها، وإقناع مجلس العموم البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي باتفاق مسبق.
وولد جونسون عام 1964 في نيويورك، وانتقل إلى بريطانيا وهو طفل صغير مع أسرته، ودرس في كلية إيتون كوليج الشهيرة، وأظهر ميلا إلى دراسة اللغة الإنجليزية، كما درس الآداب القديمة في جامعة أوكسفورد، وانتخب رئيسا لاتحاد الطلبة عام 1984.
وبدأ "جونسون" حياته العملية صحفيا في صحفية "ديلي تلغراف"، ثم أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبي، ونائبا للمدير، قبل أن يصبح مديرا لصحيفة "سبيكتيتور" عام 1991.
وأكسبته مسيرته الصحفية شهرة ومنحته مكانة اجتماعية، فتحت له باب العمل السياسي، لينتخب عام 2001 نائبا في مجلس العموم، عن حزب المحافظين.
وفي عام 2014 عين وزيرا للدولة مكلفا بالفنون، واضطر للاستقالة، بعد انكشاف علاقته الغرامية مع الصحفية بترونيلا وايت، ولكنه عاد إلى الحكومة عام 2005، في منصب وزير للدولة مكلف بالتربية.
عمدة لندن
اكتسب جونسون شهرة كبيرة، وأصبح له علاقات ومؤيدون عندما تولى عمدة العاصمة البريطانية لندن، وبعدما تزعم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، مما جعل المراقبين يتوقعون توليه منصب رئيس الوزراء، وقيادة حزب المحافظين، عقب استقالة ديفيد كاميرون، ولكنه لم يحدث وقتها.
هذه الشهرة لم تعف "جونسون" من الانتقادات من هنا وهناك، حيث انتقدته تيريزا ماي نفسها، لضعف قدراته على التفاوض عندما كان عمدة لندن.
وبات على "جونسون" ردع إيران وسياساتها التخريبية كأولى مهامه في رئاسة الحكومة البريطانية، في ظل هجمات طهران المتكررة على السفن في مضيق هرمز.
وانتقد كثيرون عدم تركيز تيريزا ماي على أزمة ناقلة النفط التي احتجزتها إيران.
وتعرض جونسون للفصل من منصب المتحدث باسم حزب المحافظين عام 2004، بسبب "كذبه" بشأن علاقاته النسائية، ولكن هذه المصاعب كلها لم تقض على مستقبله السياسي كغيره من مشاهير السياسة العالمية.
جونسون كان مرشحا لرئاسة الوزراء، إذ إنه كان أحد أبرز وجوه حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه انسحب في آخر لحظة، بعدما تخلى عنه زميله، وزير العدل وقتها ووزير البيئة حاليا، مايكل غوف الذي رشح نفسه لمنصب زعيم الحزب، وخسر في نهاية المطاف المنافسة لصالح رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي.
وعرف "جونسون" بتصريحاته المثيرة، وميله إلى النكتة والانتقاد الحاد، وهو ما جعل الكثيرين يتفاجأون بتوليه وزارة الخارجية.
وقد عرف بمظهره اللافت للانتباه، وبدراجته الهوائية، وطرح مشروعا ضخما لتشجيع استعمال الدراجات في لندن، ارتبط باسمه، وجلب نحو 90 ألف شخص، يستعملون الدراجة في الذهاب إلى العمل، وقضاء مصالحهم.
ليس هذا فحسب؛ بل ظهر خلال مصارعته شرطية والتقاط السيلفي وصعود السلم إلى اقتحام السيارات، كأنشطة تدريبية في مركز "تايمز فالي" بمدينة ريدينج.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز