تاريخ الصين العريق مُلهم السينما الغربية
التبادل والتعاون بين السينمائيين الصينيين والغربيين يعدّ ضرورة ملحة، خاصة للحفاظ على أصالة العناصر الصينية في الأفلام الغربية.
أصبحت الصين الآن ثاني أكبر سوق للسينما في العالم، وأحد الأسواق الرئيسية التي تستهدفها السينما العالمية، خصوصاً مع إعلان استديوهات والت ديزني للرسوم المتحركة استعدادها لطرح جزء جديد من فيلم "Mulan مولان"، ربيع 2020، بحسب موقع صحيفة "الشعب" الصينية.
و"مولان" فيلم رسوم متحركة أنتجت منه شركة والت ديزني جزأين سنة 1998 و2004، وهو يدور عن أسطورة صينية لفتاة تدعى "هوا مولان" ودفاعها عن عائلتها والإمبراطورية الصينية.
يأتي هذا في سياق تحسن صورة الصين داخل السينما الغربية، حيث أصبحت أكثر إيجابية، بعد أن كانت تحتوي على العديد من الصور النمطية والسلبية. وفي عدد غير قليل من الأفلام الغربية، لم تعد الصين تحضر في ثوب الدولة الفقيرة، مثل فيلم "المهمة المستحيلة 3" (2006)، وفيلم "الرجل الخفاش: فارس الليل" (2008)، وغيرهما من الأفلام التي تضمنت مشاهد للمدن الصينية الحديثة.
كما نقلت مجلة "فاريتي" الأمريكية، اشتراط شركة مارفل في بطل فيلمها الجديد "شانغ تشي" أن يكون من أصل صيني، وعمره بين 20 و29 سنة، ويتقن فنون "الووشو"، إذ استلهم المخرج هذا الدور من نجم الكونغ فو الصيني بروس لي.
ويفسر ستانلي روزن, أستاذ العلوم السياسية بجامعة كارولينا الجنوبية، سبب ذلك الاهتمام، قائلاً: "إن الثقافة تمثل كلمة السر في كسب صناعة السينما الغربية للمشاهدين الصينيين"، فعراقة تاريخ الصين وثراء ثقافتها، هو ما يوفر لصناعة السينما في هوليود خامة غنية للتصوير والابتكار وتقديم مادة سينمائية جديدة تناسب ذوق الجمهور، فضلاً عن أسهم النمو السريع للاقتصاد الصيني في توسيع حجم سوق السينما في الصين.
وتمتلك الصين في الوقت الحالي أكبر عدد من شاشات العرض، لذلك باتت السينما الغربية في حاجة إلى العناصر الصينية، لكسب متابعة محبي السينما الصينيين، ومن ثم تسهيل عملية دخولها إلى السوق الصينية ورفع إيرادات شبابيك التذاكر.
وعلى الرغم من تحسن الصورة في السينما الغربية، فإن الأخيرة ما زالت تتوقف عند التناول السطحي من خلال بعض الرموز الثقافية الصينية، مثل التهايجي واليينغ يانغ وسور الصين العظيم ورسم الجبال والمياه والعمارة والحدائق الصينية، من دون التطرق إلى جوهر هذه العناصر التي غالبا ما يتم استعمالها للتعبير عن قيم الثقافة الغربية.
في المقابل يحاول السينمائيون الغربيون توظيف العناصر الصينية في عملية الإنتاج والإخراج وصناعة الحبكة الدرامية والروائية للأفلام، مما يسهم في تقريب المسافة بين العناصر الصينية والجمهور الغربي.
ويمكن القول إن ظهور العناصر الثقافية الصينية في السينما الغربية قد دفع بقوة التبادل الحضاري بين الصين والغرب؛ فمن جهة أسهمت هذه العناصر في تعزيز معرفة الجمهور الغربي بالثقافة الصينية التقليدية، وهو ما من شأنه أن يرفع القوة الناعمة والتأثير الدولي للثقافة الصينية، ومن جهة ثانية، أتاحت الصورة التي صنعتها السينما الغربية للصين فرصة للصينيين للتعرف على ثقافتهم من زاوية مختلفة.. ثالثا، تتيح السينما فضاء للتبادل والحوار والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والغربية.
ومن جهة أخرى، يعد التبادل والتعاون بين السينمائيين الصينيين والغربيين ضرورة ملحة، خاصة للحفاظ على أصالة العناصر الصينية في الأفلام الغربية.
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز