جونسون وسوناك.. صفقة تجنب "المواجهة" مقابل "المقعد الآمن"
يعتقد مقربون من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون إنه قد يقبل صفقة تجنبه مواجهة رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك.
والصفقة المحتملة التي تحدثت عنها صحيفة "التايمز" البريطانية تقضي بأن يؤمن سوناك مقعدا آمنا في الانتخابات المقبلة لجونسون مقابل عدم منافسته على زعامة حزب المحافظين.
ويخشى معسكر سوناك من أن يدفع أداء غير جيد للحزب في الانتخابات المحلية المقررة في مايو/ أيار المقبل، بمعسكر جونسون لمزاحمته على الزعامة.
وبعد أربعة أشهر من مغادرة جونسون لداونينغ ستريت، ما زالت مجموعة داخل معسكره تأمل في أن يعود لرئاسة الوزراء قبل الانتخابات العامة المقبلة.
وقال حليف وثيق لرئيس الوزراء إن عدد نواب البرلمان المحافظين الذين يريدون إطاحة جونسون بسوناك يصل إلى "عشرين أو ربما ثلاثين كحد أقصى"، محذرا من أن الحزب سيبدو سخيفا "إذا غيرنا رئيس الوزراء مجددا. يعي معظم الناس ذلك".
وكانت ليز تراس خلفت جونسون لأيام قبل أن تتقدم باستقالة تاريخية بعد فشلها في الالتزام بخطة تعهدت بها خلال حملتها للفوز بزعامة الحزب الحاكم.
وتراجع جونسون عن منافسة رئيس الوزراء الحالي بعد استقالة تراس، لكن من غير المرجح أن يبتعد رئيس الوزراء الأسبق عن السياسة، حيث قال أحد حلفائه: "سيجد صعوبة بالغة في التخلي عنها."
وبدلا من ذلك، يدرس أصدقاء جونسون السبل التي يمكن من خلالها أن يوافق على "هدنة غير رسمية" مع سوناك والتي تضمن أن يظل بمجلس العموم بعد الانتخابات المقبلة.
وقال أحد أصدقائه: "سيكون جونسون في موقف قوة على افتراض تلقينا (نحن المحافظون) ضربة في مايو/أيار. يمكنه الذهاب إلى ريشي والقول: اعطني مقعدا مقابل حسن التصرف".
وفي حين لا يتمتع سوناك بسلطة مباشرة لاختيار المرشحين، ستحظى قيادة المحافظين في الأسابيع قبل الانتخابات بمزيد من السلطة لفرض جونسون بصورة فعالة على أي مقعد يعلن شاغله عن خطط لتقاعده.
ومثل جونسون الدائرة الانتخابية "أوكسبريدج وساوث روسليب" منذ عودته إلى مجلس العموم عام 2015، وحصل على أغلبية بأكثر من 7 آلاف من حزب العمال في 2019. ومع ذلك، يعتقد على نطاق واسع أن مقعد غرب لندن معرض لأن يستعيده حزب العمال.
ونفى متحدث باسم جونسون وجود أي خطط لديه للإطاحة بسوناك أو تغيير المقعد، قائلا: "هذا غير صحيح. يدعم بوريس جونسون الحكومات تماما ويترشح عن أوكسبريدج وساوث روسليب بالانتخابات المقبلة."
وعندما غادر داونينغ ستريت في سبتمبر/أيلول، أثار جونسون التكهنات بشأن عودته، مقارنا نفسه بسينسيناتوس، القنصل الروماني الذي أعيد إلى السلطة.
وفكر جونسون في الترشح أمام سوناك لخلافة ليز تراس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قبل التوصل إلى أنه لن يكون قادرا على تشكيل حكومة فاعلة.
ويعتزم بعض النواب المحافظين ضمان عدم عودة جونسون للمشهد. وقال وزير، كان مخلصا لمعظم الفترة التي أمضاها جونسون بالمنصب: "لن يعود جونسون. سأبذل قصارى جهدي لمنع ذلك".
ومن جانبها، تحث بنادين دوريس، وزيرة الثقافة السابقة، زملاءها على إعادة جونسون، قائلة إن ذلك هو السبيل الوحيد للحفاظ على مقاعدهم.
وقالت هذا الأسبوع: "النواب المحافظون أمامهم سؤال بسيط للغاية ليسألوه لأنفسهم عندما ينظرون بالمرآة.. هل تريد أن تظل نائبا بالبرلمان؟".