الأردني جلال برجس: المثقف العربي في أزمة كبيرة وخارج "سلّم الأولويات"
قال الكاتب الأردني جلال برجس الفائز بجائزة "البوكر العربية" لعام 2021 عن رواية "دفاتر الورّاق" إن المثقف العربي في أزمة كبيرة.
وأضاف برجس خلال ندوة عن "الجائزة العالمية للرواية العربية" على هامش فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، الخميس: "المثقف العربي في أزمة كبيرة وعادة هو خارج سلّم أولويات المؤسسات الرسمية العربية والمؤسسات الأهلية وكذلك الجمهور".
وحول قضية ولادة الفكرة الروائية، علّق قائلاً: "ولادة الفكرة الروائية أو اقتناصها ليس لها قالب ثابت، فممكن أن تكون نتيجة حادثة أو موقف، وأرى الحدث مرتبط بتراكمات معرفية لكل شخص".
وتابع: "رواية (دفاتر الورّاق) قامت على مجموعة سمات رابطها هاجس يتحرك في مخيلتي، وهي نتيجة لكل المشاهدات التي مرت عبر حياتي، ولكن موقف واحد فجّر كل هذه التراكمات خلال جولتي بعمان عبر مشاهدات للبيوت وما هو مستقبلها".
وأشار إلى أن "الرواية قادرة على استشراف المستقبل وإطلاق الأسئلة فقط، لأن الرواية لا تقدم حلولاً ولا إجابات.. فقط أسئلة وتترك الإجابات للقراء.. والغريب هو من في غربته غريب، جملة قالها أبو حيان التوحيدي وتعد صلب بناء روايتي دفاتر الوراق".
وتقع أحداث "دفاتر الورّاق" في الأردن وموسكو خلال الفترة بين 1947 و2019، وتروي الرواية قصة إبراهيم، بائع الكتب والقارئ النهم، الذي يفقد كشكَه ويجد نفسه أسيرَ حياة التشرّد، وبعد إصابته بالفصام، يستدعي إبراهيم أبطالَ الروايات التي كان يحبها ليتخفّى وراء أقنعتهم وهو ينفِّذُ سلسلةً من عمليات السطو والسرقة والقتل، ويحاول الانتحار قبل أن يلتقي بالمرأة التي تغيّر مصيره.
وتتوزع "دفاتر الورّاق" بين إبراهيم وبين شخوص الرواية، وهم متقاطعون مع البطل، وتحكي مضمون هذه الحكاية المؤلمة والمتشظيّة، وهي حكاية المهمشين الذين دائماً ما يُنظر إليهم بإهمال أو لا ينظر لهم أصلاً، حيث يعيشون إلى جانب نمو طبقة متنفذّه فاسدة.
كما تشير الرواية إلى أهمية البيت، رمزاً للوطن، وتلامس واقعاً صعباً ليس في الأردن فحسب، بل في المنطقة العربية بشكل عام.