العاهل الأردني بالأمم المتحدة.. أزمات فلسطين وسوريا واللاجئين تتصدر
دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلى إيجاد حل لعدد من الأزمات التي تضرب المنطقة والعالم، وعلى رأسها المجاعات واللاجئون، وسوريا، والقضية الفلسطينية.
وقال العاهل الأردني، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78، إن "هذا العام أكثر من غيره شهد أعدادا أكبر من المجاعات واللاجئين حول العالم"، موضحا أن "اللاجئين يشكلون ثلث سكان الأردن".
- بايدن أمام الأمم المتحدة: ندعم توسيع مجلس الأمن
- نشاط مكثف لعبدالله بن زايد على هامش اجتماعات جمعية الأمم المتحدة
وتابع: "الخوف والحاجة يتزايدان بين اللاجئين الهاربين إلى أوروبا، ونفعل كل ما بوسعنا لضمان أمن وراحة اللاجئين".
وبيّن أن "الأردن من أكثر الدول شحا في المياه حول العالم"، مشيرا إلى أن "الأردن ليس لديه القدرة أو الموارد لنستضيف مزيدا من اللاجئين".
واستطرد العاهل الأردني: "العالم لن يحتمل أن يمضي في طريقه تاركا جيلا تائها وراءه"، مشددا: "سنحمي بلادنا ضد أي تهديدات قد تسببها الأزمات في المنطقة".
ودعا العاهل الأردني إلى "إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا"، لافتا إلى أن " مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم وليس في الدول المضيفة، والأردن لن يكون قادرا على رعاية وتأمين السوريين ويجب توفير حل دولي".
وأوضح أن "230 ألف طفل سوري ولدوا في الأردن منذ العام 2011، ونستضيف 1.4 مليون لاجئ سوري على أراضينا"، مقترحا أن يكون "حل الأزمة في سوريا على مبدأ خطوة مقابل خطوة".
وحول القضية الفلسطينية، قال العاهل الأردني، إن "ما دامت الضبابية تحيط بمستقبل الفلسطينيين فمن الصعب الاتفاق على إنهاء الصراع، وعلى العالم إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتحقيق التنمية الإقليمية".
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد جلالته أن المعاناة ستستمر في المنطقة إلى أن يساعد العالم في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، القضية المركزية في الشرق الأوسط".
وتابع: "بعد مرور سبعة عقود ونصف، لا تزال نيران الصراع مشتعلة" متسائلا: "إلى أين نحن سائرون؟ إن استمرت الضبابية تحيط بمستقبل الفلسطينيين، سيكون من المستحيل الاتفاق على حل سياسي لهذا الصراع".
وأشار إلى أن "5 ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال، بلا حقوق مدنية، ولا حرية في التنقل، ولا قرار لهم في إدارة شؤون حياتهم".
وتحدث حول قرارات الأمم المتحدة منذ بداية هذا الصراع مشيرا إلى أنها "تعترف بالحقوق المتساوية للشعب الفلسطيني بمستقبل ينعم بالسلام والكرامة والأمل، وهذا هو جوهر حل الدولتين، السبيل الوحيد نحو السلام الشامل والدائم".
وتطرق العاهل الأردني إلى حرمان الفلسطينيين من ممارسة الحق بالتعبير عن هويتهم الوطنية وتحقيقها في الوقت الذي ينخرط الإسرائيليون في التعبير عن هويتهم الوطنية والدفاع عنها، مؤكدا أن "المتطلب الأساسي لهذا الحق هو قيام دولتهم المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؛ لتعيش بأمن وسلام وازدهار إلى جانب إسرائيل".
واستطرد: "القدس لا تزال بؤرة للقلق والاهتمام الدوليين، وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، يواصل الأردن التزامه بالمحافظة على هوية المدينة المقدسة لكن حماية القدس كمدينة للإيمان والسلام لأتباع الإسلام والمسيحية واليهودية، مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا".
واختتم كلمته بالقول: "نلتقي هنا كشركاء للتصدي للتحديات التي تواجهنا، ومن أجل بناء مستقبل أفضل ونتحدث هنا من أجل مصلحة شعوبنا، ونتحدث من أجل العائلات والأجيال القادمة ونتحدث من أجل ضحايا النزاعات والتهجير والجوع، والكوارث التي يسببها التغير المناخي، وغيرها".
وتابع: "إنهم ليسوا مجرد إحصاءات وأرقام. إنهم إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية وشركاؤنا في عالمنا. ولا مجال أمامنا إلا أن نعيد بناء الثقة وأن نعمل في تضامن، لنتمكن من صناعة المستقبل الذي تطمح به وتستحقه شعوبنا ولا يمكننا أن نسمح بضياع جيل بأكمله ونحن في موقع المسؤولية".