الرحلات إلى القمر.. الفشل أول طريق النجاح

الهند تنفق نحو 140 مليون دولار على الاستعدادات للوصول إلى القمر، وهو سعر أقل بكثير مقارنة بالعمليات المماثلة التي قامت بها بلدان أخرى

بعد فشل مهمة مركبة الفضاء الهندية "تشاندرايان 2" في الهبوط على سطح القمر، وجه رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، كلمة إلى شعبه، السبت، استخدم فيها عبارات مثل "لقد اقتربتم"، و"تحلوا بالثبات" و"انظروا إلى الأمام"، وهو ما فسره البعض بأنه مجرد محاولة لرفع الروح المعنوية للشعب الذي كان ينتظر خبرا بأن بلاده أصبحت الدولة الـ4 التي تنجح في الوصول إلى القمر، دون أن يعلموا أن التاريخ ينصف "مودي"، حيث كان دائما الفشل في مثل هذه المهمات هو أول طريق النجاح.

• القمر يرفض استضافة الهند.. المقعد رقم 4 لا يزال فارغا

ويسجل التاريخ أن الاتحاد السوفيتي هو صاحب أول مركبة فضائية من صنع الإنسان تصل إلى سطح القمر، وهي المركبة الفضائية "لونا 2" في 13 سبتمبر/أيلول 1959، ولكن هذا النجاح سبقته 5 محاولات فاشلة، قامت بها مركبة الفضاء "سيميوركا 8K72" عامي 1958 و1959.

واللافت أن المحاولات الروسية بعد "لونا 2" لم تتوقف، وتم إجراء 30 محاولة أخرى خلال الفترة من 1959 إلى 1976، نجحت 8 منها، وفشلت باقي المهمات.

ولم يختلف الحال كثيرا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، التي وصلت لأول مرة إلى سطح القمر من خلال المركبة الفضائية "رينجر 7" في 28 يوليو/تموز عام 1964، وسبق هذا النجاح 15 محاولة، منها 13 محاولة فاشلة تماما، ومحاولتان حققتا نجاحا جزئيا وهما "بايونير 4" عام 1959، و"رينجر 4" عام 1964.

وكما هو الحال في روسيا، لم يكن النجاح الأول ضمانا كافيا لتحقيق النجاح في كل المحاولات التالية، حيث أجريت 9 محاولات خلال الفترة من 1965 حتى 1968، كتب النجاح لـ7 منها، وفشلت مهمتان.

وتعد محاولة "تشاندرايان 2" الهندية هي المحاولة الأولى للهند للهبوط على سطح القمر، ولم يتم إعلان موعد المحاولات التالية، وإن كانت تصريحات رئيس الوزراء الهندي تؤكد أن المحاولات ستتكرر.

وانطلقت "تشاندرايان 2" من ميناء الهند الفضائي في "سريهاريكوتا" في ولاية اندرا براديش الجنوبية في 22 يوليو/تموز، وكانت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء تأمل أن تساعد المعلومات التي سترسلها المركبة العلماء في فهم أصل وتطور القمر بشكل أفضل من خلال إجراء دراسات طوبوغرافية مفصلة وتحليلات معدنية ومجموعة من التجارب الأخرى.

وأنفقت الهند نحو 140 مليون دولار على الاستعدادات لهذه المهمة، وهو سعر أقل بكثير مقارنة بالعمليات المماثلة التي قامت بها بلدان أخرى.