كيف تصبح من كبار مصرفيي «جي بي مورغان»؟.. خطة الأمن والمرونة

أطلقت مجموعة جي بي مورغان تشيس، أكبر بنك في الولايات المتحدة، مبادرة استراتيجية جديدة باسم «الأمن والمرونة».
وتستهدف استثمار 1.5 تريليون دولار لدعم قطاعات حيوية تتعلق بالأمن القومي والابتكار الصناعي. لكن أبرز ما يميز هذه المبادرة ليس فقط حجمها، بل تركيزها المكثف على استقطاب نخبة المصرفيين والاستثماريين لقيادتها وتنفيذها.
ففي مؤتمر صحفي، وجّه الرئيس التنفيذي جيمي ديمون رسالة مباشرة إلى الكفاءات المصرفية والخبرات الاستثمارية قائلاً: "إذا كنت الشخص المناسب، فقط اتصل بنا"، في دعوة صريحة لانضمام أفضل العقول في قطاع المال للمشاركة في إدارة استثمارات استراتيجية من شأنها تشكيل مستقبل الاقتصاد الأمريكي.
وتسعى المبادرة إلى تكوين فريق استثماري جديد بالكامل لإدارة 10 مليارات دولار من الاستثمارات المباشرة، يُخصص جزء كبير منها لشركات التكنولوجيا والدفاع والطاقة، والتي يمكن أن تمنح الولايات المتحدة تفوقاً في سلاسل الإمداد والتقنيات المتقدمة. وسيقود عملية اختيار هذا الفريق كل من ماري إردوس، الرئيسة التنفيذية لإدارة الأصول والثروات، ودوغ بيتنو، الرئيس المشارك للبنك التجاري والاستثماري.
جذب مصرفيين
وبحسب ديمون، فإن "العنصر البشري" هو حجر الأساس في إنجاح المبادرة، لذلك يولي البنك أولوية قصوى لجذب مصرفيين واستثماريين من الطراز الأول، سواء من داخل المؤسسة أو من خارجها، بشرط امتلاكهم القدرة على العمل مع كبار الشركات والحكومات العالمية ضمن بيئة مالية معقدة وسريعة التطور.
وأوضح بيتنو أن الفريق الجديد لن يكون امتداداً لفرق حالية، بل سيتم بناؤه من الصفر، ليواكب طبيعة الاستثمارات غير التقليدية التي تتضمن تمويلاً نقدياً وهياكل مالية متطورة لا تقتصر على الأسهم والديون.
وستشمل المبادرة 27 قطاعاً فرعياً من بينها الذكاء الاصطناعي، الحوسبة الكمية، الطاقة النووية، الروبوتات، تخزين الطاقة، والاتصالات الآمنة. لذلك، فإن البنك يبحث عن خبراء مصرفيين لديهم فهم عميق للتقنيات الناشئة والصناعات المتقدمة، وقادرين على توجيه رؤوس الأموال بطريقة استراتيجية لدعم الابتكار والبنية التحتية.
تأتي هذه الخطوة في وقت لا تزال فيه وول ستريت تعاني من انخفاض في معدلات التوظيف مقارنة بما قبل جائحة كورونا، ما يجعل تحرّك جي بي مورغان تشيس فرصة لفتح الباب أمام موجة جديدة من التوظيف النوعي، خصوصاً في مجالات تمويل الصناعات المتقدمة.
ويؤكد محللون أن تركيز البنك على جذب الكفاءات لا يعكس فقط طموحاته الاستثمارية، بل يشير أيضاً إلى ثقة كبيرة في مستقبل الاقتصاد الأمريكي، ودور القطاع الخاص في قيادة مرحلة جديدة من النمو التكنولوجي والصناعي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز