منزل جولييت في فيرونا.. حين يزيل الأدب الحد الفاصل بين الواقع والخيال
المنزل يخص عائلة كابوليت، وهو اسم عائلة جولييت، بطلة مسرحية "روميو وجولييت" المنشورة عام 1597، في وسط فيرونا
"قبلة المحبين".. بهذه الكلمات يصف سكان مدينة "فيرونا" شمال إيطاليا مدينتهم، التي تتميز بطابع أثري، حيث يضفي عليها وجود منزل "جولييت"، بطلة مسرحية وليم شكسبير الشهيرة، طابعا رومانسيا جذابا.
ويقع المنزل، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1200، ويخص عائلة كابوليت، وهو اسم عائلة جولييت، بطلة مسرحية "روميو وجولييت" المنشورة في عام 1597، في وسط فيرونا، على مقربة من مسرح أرينا الروماني الأثري.
وفي ساحة المنزل يقف تمثال كبير لجولييت، بالتحديد أسفل الشرفة الشهيرة التي كانت تقف فيها جولييت في انتظار حبيبها روميو، كما جاء في مسرحية الكاتب الإنجليزي شكسبير.
ووفق موقع المنزل الإلكتروني على الإنترنت فإن بلدية مدينة فيرونا اشترت المنزل من عائلة كابوليت في عام 1905، وبسبب تشابه اسم العائلة مع اسم عائلة جولييت، ووقوعه في فيرونا، المدينة نفسها التي دارت فيها أحداث مسرحية شكسبير، قررت البلدية تحويله إلى مزار سياحي.
وعلى الرغم من أن جولييت شخصية خيالية لم تعش في هذا المنزل، ولم توجد في الواقع من الأساس، تحول المنزل إلى قبلة للمحبين، وباتت تحيط به هالة كبيرة وأساطير عدة، أبرزها أن من يعلن حبه عبر لصق ورقة تحمل اسمه واسم حبيبته في ساحة المنزل لن يفترق عنها أبدا، وكذلك تقول أسطورة أخرى إن لمس الجزء الأيمن من تمثال جولييت يجلب الحظ، كما يعتقد الزوار أن إغلاق قفل في أحد شرفات المنزل يقربهم من أحبائهم.
ويزور منزل جولييت آلاف من الزوار كل عام، حسب الموقع الإلكتروني، وتبلغ تذكرة دخوله 6 يورو، ويضم في غرفه متعلقات وأثاث يعود للفترة التي دارت فيها قصة روميو وجولييت.
وعادة ما يتعانق المحبون في ساحة المنزل، ويتبادلون القبلات في أجواء رومانسية، كما يلجأ بعضهم لاستعادة مشهد وقوف روميو أسفل الشرفة من أجل حبيبته التي تخرج له خلسة.
وبالإضافة إلى ذلك، يزيل ما يعرف بـ"نادي جولييت" الحد الفاصل بين الواقع والخيال، حيث يعمل عدد من وصيفات جولييت، كما يطلق عليهن في المدينة، على الرد على آلاف الخطابات التي تأتي لبطلة رواية شكسبير على عنوان منزلها في فيرونا، سنويا.
وعادة ما يرسل آلاف الأشخاص حول العالم خطابات لجولييت، يحكون فيها مشاكلهم أو معاناتهم مع من يحبون، وترد الوصيفات عليهم بحلول مقترحة للمشكلات باسم جولييت.
وكانت قصة "نادي جولييت" محور فيلم أمريكي عرض في عام 2010 تحت اسم "خطابات لجولييت"، ولاقى نجاحا كبيرا.
وفي تصريحات لـ"العين" الإخبارية، قالت جيوفانا تاماسون، رئيسة "نادي جولييت"، إن النادي يتلقى خطابات مرسلة لجولييت على عنوان منزلها منذ 1930، تشمل حكايات عن الوقوع في الحب، أو مشاكل بين المحبين، نقوم بالرد عليها كممثلين لأيقونة الحب والرومانسية.
وتابعت "تتزايد الخطابات التي ترسل لجولييت كل عام، ويصل عددها إلى الآلاف سنويا، خاصة مع بحث كثير من الناس عن النصيحة في عالم التكنولوجيا والسرعة".
ومن شرفة بيت جولييت، يمكن للزائر أن يشاهد حبيبين يتعانقان في جهة، وآخران يحاولان لصق ورقة أو وضع قفل يحمل اسمهما في أحد شرفات المنزل أو جوانبه، فيما يكتفي آخرون بالنظر بانبهار للمنزل من الخارج، فيما تعمل وصيفات جولييت في غرفة داخل المنزل على الرد على خطابات محبين آخرين يتوقون لزيارة المكان.