حياة الشهيد جمعة الكعبي سفير دولة الإمارات في أفغانستان مثلت رحلة من العطاء من أجل الخير والإنسانية.
استشهد جمعة عبدالله الكعبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية أفغانستان، سفير شهداء الإنسانية، الأربعاء ١٥ فبراير/شباط ٢٠١٧، متأثراً بجراح أصيب بها في التفجير الإرهابي الذي استهدف مقر والي قندهار بأفغانستان.
ولحق الشهيد "جمعة الكعبي" برفقائه شهداء الإنسانية الذين طالتهم يد الإرهاب الغاشمة أثناء تنفيذهم مجموعة من المهام الإنسانية والخيرية والتنموية في إقليم قندهار جنوب أفغانستان.
وكعادتها كانت الإمارات سباقة للخير والسعي الدؤوب لرفع المعاناة عن كاهل الإنسان مهما كانت جنسيته أو طالت المسافات، لكن يد الإرهاب حاولت تعطيل مسيرة الخير الإماراتية عبر عمل إرهابي خسيس أدى إلى استشهاد 5 من خير أبناء الوطن وهم "أحمد المرزوعي، ومحمد علي بستكي، وعبد الحميد سلطان الحميدي، وعبد الله محمد الكعبي، وأحمد عبد الرحمن الطنيجي".
ونعى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشهيد جمعة محمد عبدالله الكعبي، قائلاً: "الإمارات فقدت ابناً مخلصاً من أبنائها الأوفياء، رحم الله جمعة الكعبي وشهداء الوطن".
وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، "جسّد شهيد الإنسانية الكعبي ورفاقه برحيلهم أسمى صور البذل والإخلاص، وستبقى تضحياتهم وأعمالهم الجليلة شاهداً على حجم العطاء ومصدر فخر لنا. يد الغدر والإرهاب لن تنال من نهجنا وواجبنا الإنساني تجاه نشر الخير والسلام".
وفي مشهد مهيب، شيع حشد كبير شهيد العمل الإنساني الإماراتي، حيث تمت الصلاة على الشهيد في مسجد عبد الله بن مسعود، بحضور الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم رأس الخيمة، والسفير جمهورية أفغانستان الإسلامية في الدولة.
الشهيد جمعة محمد عبدالله الكعبي التحق بالقوات المسلحة بعد تخرجه في الثانوية العامة، ليعمل لاحقاً في وزارة الخارجية، وقائماً بالأعمال في سفارة الدولة في جمهورية أفغانستان الإسلامية، قبل توليه مهام سفير الدولة في أفغانستان لمدة 8 أعوام إلى تاريخ استشهاده، حيث شارك الشهيد خلال سنوات عمله بخدمة الوطن والإنسانية من خلال افتتاح مشروعات الدولة الخيرية والإنسانية في جمهورية أفغانستان الإسلامية.
وكانت "الإمارات" دائماً في طليعة الدول المكافحة للعنف وثقافة الكراهية، وأول دولة تخصص وزارة للتسامح، وقانونها ضد الإرهاب والكراهية من أدق وأقوى القوانين في المنطقة العربية.
ورغم الحادث الإرهابي إلا أن الإمارات قيادة وشعباً عازمة على استكمال مسيرة الخير والعطاء كما عهدنا من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات العربية.