يورجن كلوب وليفربول.. 7 سنوات من الإثارة والبطولات
تمر (السبت) 7 سنوات بالتمام والكمال على تعاقد نادي ليفربول الإنجليزي مع المدرب الألماني المخضرم يورجن كلوب الذي أعاد "البهجة والسعادة" لجماهير "الريدز".
ونجح يورجن كلوب خلال هذه فترة وجوده مع ليفربول في كتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي، بعدما أعاده إلى منصات التتويج الأوروبية والمحلية عقب فترة من الغياب.
المدرب الألماني تولى المهمة الفنية لـ"الريدز" يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، خلفا للأيرلندي الشمالي بريندان رودجرز، وتحديدا بعد مرور 6 جولات فقط من انطلاق الدوري الإنجليزي موسم 2015-2016.
ابتسامة لطيفة.. للرجل العادي
وفي ظل حالة الاحتقان الجماهيري، بدأ كلوب المؤتمر الصحفي الأول له بابتسامته المعروفة، ووجه بعض الرسائل لجماهير "الريدز" الغاضبة بقوله: "لا يوجد شك في أن هذا التحدي ضخم لي ولفريق التدريب، فليفربول قام بتغيير العديد من المدربين، والآن تعاقد مع مدرب ألماني لكنه ليس بساحر".
وعند سؤاله عن اللقب الذي يطلقه على نفسه أسوة بما فعله البرتغالي جوزيه مورينيو قبلها بسنوات مع تشيلسي، عندما وصف نفسه بالمدرب الاستثنائي، قال كلوب: "أنا لست استثنائيا، بل يمكني وصفي بالمدرب العادي الذي يطمح لتحقيق نجاحات مع فريق عريق".
تلك الكلمات جعلت جماهير "الريدز" تثق في المدرب الألماني قبل بداية مهمته، بعدما ظهر باتزان كبير، رغم صعوبة الموقف والتحدي.
لكن بالعودة للخلف، نجد أن كلوب برز اسمه بقوة مع بروسيا دورتموند الألماني، حيث نجح في التتويج معه بـ5 ألقاب، واحتل وصافة دوري أبطال أوروبا موسم 2012-2013.
مرحلة البناء
عاش كلوب أوقاتا صعبة في بداية فترته التدريبية مع ليفربول، حيث تسلم فريقا بلا هوية لا يمتلك أي نجوم باستثناء دانييل ستوريدج، بالإضافة إلى البرازيليين روبرتو فيرمينو وفيليبي كوتينيو.
وتولى كلوب القيادة الفنية تحديدا بعد 6 جولات من بداية موسم 2015-2016 للدوري الإنجليزي الممتاز، وكان الفريق جمع حينها 7 نقاط فقط من أصل 18.
وعمل كلوب وقتها بكل قوة، وأنهى الموسم في المركز الثامن بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي، ليفشل في التأهل لأي مسابقة أوروبية، ويبدأ في الموسم التالي رحلة جديدة بدون أي ضغوط أوروبية.
وفي موسم 2016-2017، بدأ المدرب الألماني عمله القوي باختيار نوعية معينة من اللاعبين القادرين على لتنفيذ أفكاره، وكان هدفه الأول التعاقد مع السنغالي ساديو ماني قادما من ساوثهامبتون الإنجليزي.
وفي الموسم التالي، نجح المدرب الألماني في استقدام الصفقة الأبرز المتمثلة في الفرعون المصري محمد صلاح قادما من روما الإيطالي، فضلا عن ضم أندرو روبرتسون بالإضافة إلى تصعيد ألكسندر أرنولد في مركز الظهير الأيمن.
ثم واصل رحلته في اختيار أبطال مهمة الليفر، بالتعاقد مع المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك ثم الحارس البرازيلي أليسون بيكر، لترميم ثغرات فريقه، وهو ما منح الفريق القوة على كل الأصعدة.
إعادة بطولات ليفربول
تلك الصفقات منحت كلوب قوة كبيرة في تطبيق أفكاره مع بعض العناصر المتواجدة أمثال جيمس ميلنر وجوردان هندرسون وفيرمينو، ليبدأ في تدشين حملة الفريق للعودة للبطولات.
وشهدت تلك الحملة عدة محاولات مثيرة لكنها فشلت في النهاية، بدأت بخسارة نهائي كأس الرابطة الإنجليزية في 2016 أمام مانشستر سيتي، وبعدها نهائي الدوري الأوروبي في العام ذاته أمام إشبيلية الإسباني، لتدرك جماهير ليفربول وإدارته أنها باتت قريبة من استعادة مذاق البطولات، ويتم تمديد عقد كلوب 6 سنوات حتى 2022.
وشهد عام 2018 محاولة مثيرة جديدة للتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، انتهت بخسارة درامية أمام ريال مدريد الإسباني في النهائي 1-3، قبل أن يكسر كلوب نحس النهائيات بقيادة الريدز لاستعادة اللقب الأوروبي بعد غياب 14 عاما، وذلك بالفوز على توتنهام في نهائي 2019 بهدفين دون رد محققا لقبه الأول مع الفريق.
وكان ذلك اللقب هو التتويج الأول لليفربول في دوري أبطال أوروبا منذ الفوز بنسخة 2005 على حساب ميلان الإيطالي.
فضلا عن ذلك، فإن ليفربول حصد بعدها لقب السوبر الأوروبي لأول مرة منذ 14 عاما بالفوز على تشيلسي بركلات الترجيح 5-4، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد بل حقق بطولة كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه خلال نفس العام، بعدما سبق أن شارك الليفر في نسخة 2005 وخسر النهائي أمام ساو باولو البرازيلي.
كسر عقدة الدوري الإنجليزي الممتاز
في بداية موسم 2019-2020 خسر ليفربول الدرع الخيرية أمام مانشستر سيتي بركلات الترجيح، لكن كلوب قاد الفريق في نهاية الموسم لكسر عقدته في الابتعاد عن لقب الدوري الإنجليزي منذ 1990، وهي الفترة التي شهدت انطلاق حقبة البريميرليج في عام 1992، رغم تتويجه بـ18 لقبا في المسابقة قبل تلك الفترة.
وبعد 4 محاولات فاشلة حقق خلالها المركز الثامن، ثم المركز الرابع مرتين، قبل أن يخسر اللقب بفارق نقطة واحدة في موسم 2018-2019، نجح كلوب في قيادة ليفربول لتحقيق لقب البريميرليج الأول في تاريخه برصيد 99 نقطة، متفوقا على منافسه المُباشر مانشستر سيتي بفارق 19 نقطة كاملة.
وحفر كلوب بذلك اسمه بحروف من ذهب داخل تاريخ النادي، خاصة أن التتويج بلقب الدوري الإنجليزي له مكانة خاصة في إنجلترا بخلاف جميع البطولات الأخرى.
التمسك بالعهد
دائما ما يمر أي مدرب بلحظات صعبة، وهو ما أصاب يورجن كلوب خلال موسم 2020-2021، الذي شهد تراجعا كبيرا في المستويين الفني والبدني للفريق، حيث بدأه الفريق بخسارة الدرع الخيرية أمام أرسنال بركلات الترجيح بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 1-1.
وأنهى ليفربول الدوري الإنجليزي في المركز الثالث وفشل في التتويج بأي لقب، لكن جماهير الليفر تمسكت بخدماته ورفضت رحيله بأي شكل من الأشكال، رغم الأنباء التي ربطته بمغادرة النادي.
وشهد أبريل/ نيسان الماضي تجديد عقد كلوب مع ليفربول لفترة جديدة، ليستمر مع الفريق حتى عام 2026، وهو ما وجد ترحيبا كبيرا من جماهير "الريدز" العاشقة للمدرب الألماني.
مكافأة كلوب لليفربول
وفي الموسم الماضي، قدم ليفربول أحد أفضل مستوياته مع كلوب، وخسر الدوري الإنجليزي بفارق نقطة واحدة عن السيتي، وخسر نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد.
لكن الفريق تمكن من التتويج بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي لأول مرة منذ موسم 2005-2006، فضلا عن كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة منذ موسم 2011-2012.
وفاز كلوب مطلع الموسم الحالي بلقب الدرع الخيرية لأول مرة في تاريخ النادي منذ عام 2006، بالانتصار على مانشستر سيتي 3-1، ليصل مجموع ألقابه إلى 7 ألقاب في 7 سنوات.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg جزيرة ام اند امز