هجوم مستشفى كابول.. تواطؤ داخلي وطالبان أرجح من "داعش"
ناجون ومصادر أمنية يؤكدون وجود تواطؤ داخلي في هجوم ضرب مستشفى كابول العسكري، بينما تشير أصابع الاتهام إلى طالبان رغم تبني داعش.
أكدت روايات ناجين ومصادر أمنية في أفغانستان وجود تواطؤ داخلي خاصة من قبل أطباء خلال هجوم على المستشفى العسكري الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة بكابول، ما يشكل ضربة لأجهزة الأمن والاستخبارات الأفغانية.
وفي الوقت نفسه، نفى عدد من الشهود لوكالة فرانس برس مسؤولية تنظيم "داعش" المعلنة عن هذه المجزرة التي قتل فيها أكثر من 100 شخص حسب مصادر عدة، فيما أشار أطباء إلى أن "المهاجمين كانوا يهتفون: الله أكبر تحيا طالبان".
ومنذ بداية الهجوم على المستشفى الذي يبعد بضع خطوات عن السفارة الأمريكية بكابول، تحدث شهود والسلطات عن مهاجمين يرتدون ملابس أطباء، واعترفت وزارة الدفاع الأفغانية، مساء الأحد، بأن مدبري هذه العملية التي تم الإعداد لها بدقة "استفادوا حتما من متواطئين داخل المستشفى".
وقال مسؤول في المستشفى لفرانس برس، إن التواطؤ كان خصوصا مع "طبيبين متدربين جاءا من جلال آباد"، وهي المدينة التي تشهد أكبر اضطرابات في البلاد وتعد معقل المتمردين في الشرق، وكان هذا المسؤول تابع بنفسه تقدم القوات الخاصة لإنقاذ الضحايا وقت الحادث، وتعرف على جثتي الطبيبين.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "الطبيبين المتدربين وعمرهما 25 و26 عاما وصلا قبل 4 أشهر إلى المستشفى بتوصية من كلية الطب في جلال آباد. نحن جميعا كنا نعرفهما"، مضيفا: "أحدهما فجر نفسه في الطابق الثاني والآخر قتلته القوات الخاصة".
وفيما صرح ناج آخر أصيب بجروح ويكاد لا يصدق ما رآه: "كان معروفا لدي... هو أحد طلابي.. شعرت بالغضب عندما رأيته يطلق النار على الجميع"، أكد مصدر أمني كذلك تورط الطبيبين المتدربين.
وبلغت الحصيلة الرسمية للهجوم الذي استمر 6 ساعات في المبنى الذي يتسع لـ400 مريض، 31 قتيلا و44 جريحا، لكن الناجين ومصادر أمنية تحدثوا لوكالة فرانس برس عن "أكثر من 100قتيل، سقطوا طعنا بالسكين او في تفجير قنابل يدوية أو إطلاق نار من رشاشات.
وأكد المسؤول في المستشفى أنه "أحصى شخصيا 53 جثة".
أماكن علاج عناصر طالبان "لم تهاجم"
وبدأ الهجوم بقيام انتحاري بتفجير نفسه عند مدخل المستشفى حوالي الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي. وداخل طوابق المبنى، بدأت مجزرة ممنهجة.
وقال مصدر آخر من داخل المسشتفى، إن "المرضى الذين لا يستطيعون التحرك قتلوا طعنا بسكاكين أو ضربا بعصي. والذين يستطيعون التحرك أعدموا برصاصة في الرأس أو بين العينين.. أما المكان الذي يضم عددا كبيرا من المرضى تلقى قنبلة يدوية".
وشاهد زميل هذا المصدر لقطات لكاميرات المراقبة خلال جلسة استماع في وزارة الدفاع قال إنها "تظهر امرأة تدفع مريضا على كرسي متحرك لتساعده على الهروب.. قتلت هي، ثم تصافح مطلق النار والمريض".
وأكد جميع الشهود أن عدد المهاجمين كان بالتأكيد أكثر من 5 تحدثت عنهم الرواية الرسمية، حيث أكدوا أن المهاجمين "كانوا يعرفون المستشفى تماما"، و"يبدو أنهم وجدوا أسلحتهم في داخلها في كل طابق"، وأطلقوا النار بشكل متزامن.
وأوضح أحد الأطباء أن المهاجمين "الثلاثة الأوائل دخلوا من باب خلفي مقفل عادة، وتم فتحه".
وذكر ممرض: "كانوا يعرفون إلى أين عليهم أن يذهبوا وعن من يجب أن يبحثوا"، وأضاف أنهم "توجهوا إلى قسم مخصص للشخصيات المهمة وطلبوا بالاسم أحد أبناء شقيق وزير سابق للدفاع وجنرال موجودين حاليا في المستشفى".
وفي المقابل، حرص المهاجمون على تجنب صالتين يعالج فيهما مقاتلون من طالبان في الطابق الأول، وقال الممرض "قتلوا الأطباء لكنهم لم يمسوا أي مريض بأذى بينما هاجموا عمليا كل الغرف حتى الطابق السابع".
ورأى الشهود أن ذلك يؤكد مسؤولية طالبان. وقال أحدهم: "كانوا جميعا يتحدثون اللغة البشتون (إحدى اللغتين الرسميتين واللغة الشائعة في الشرق والجنوب)، باستثناء واحد كان يتكلم بلغة البنجاب" السائدة في باكستان المجاورة.