قوة مخفية شيشانية يضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كامل ثقته بهم، يبث اسمها الرعب في قلوب خصومها العسكريين منهم والمدنيين.
يقاتلون ببراعة جعلتهم يتفوقون بجدارة على الجماعات الجهادية، أكسبتها نشاطاتها موقعا على قائمة العقوبات الأمريكية.. إنهم المجموعة شبه العسكرية الشيشانية المعروفة بـ"القديروفيين".
ويعني المصطلح "قديروفتسي" باللغة الروسية "أتباع قاديروف" وعمل أفراد المجموعة التي تأسست عام 1994 لحماية رئيس جمهورية الشيشان، لكن المصطلح يستخدم بشكل شائع في البلاد لوصف أي رجل شيشاني مسلح تحت سيطرة الرئيس، رغم أن المجموعة المسلحة "اسميا" تحت مظلة الحرس الوطني الروسي، بحسب موقع Military History.
ما قصتهم؟
في منتصف التسعينيات وبعد فترة وجيزة من إعلان جمهورية الشيشان برز القديروفيون في البلاد بقيادة رئيسها أحمد قديروف الذي تولى الحكم لاحقا عقب انشقاقه عن الحكومة الشيشانية لكن مفارقة عجيبة صاحبت وجود القديروفيين إذ كان الهدف من تأسيسها محاربة روسيا في الشيشان.
إلا أن العدو الروسي آنذاك سرعان ما تحول إلى حليف عام 2000 بعدما أعانت قائدهم لتولي رئاسة البلاد حتى عام 2004 ليحذو رمضان قديروف حذو والده في موالاة الروس.
مع تولي قديروف حكم البلاد، ارتفع عددهم إلى 7 آلاف مقاتل غير أنهم كانوا يعملون بشكل مستقل في هذا الوقت إلى أن قرر الرئيس الشيشاني حلهم لا لإنهاء خدمتهم بل ليندمجوا بشكل أكثر في مفاصل الدولة فتولوا مناصب عدة بالحكومة وذلك عام 2006 حتى أصبحوا المنظمة الأكثر رعبا للمدنيين الشيشان لما أشيع عن الفظائع التي ارتكبوها خارج إطار القانون وهي الحجة التي اتخذتها واشنطن لفرض عقوبات عليهم وذلك عام 2020.
كان لكل هذا التمكين أن يدفع روسيا لضم القديروفيين إلى مظلة الحرس الوطني التابع لها.
وما أن اندلعت الحرب الأوكرانية حتى أعلن قديروف عن مشاركة نحو ألف منهم ليقاتلوا بجانب الجيش الروسي.
فبجانب الحرب الدائرة على جبهات القتال، أشعل عن طريقهم قديروف حربا نفسية أكثر اشتعالا حيث وصل الأمر إلى تهديد رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي شخصيا باغتياله، ورغم عدم تنفيذ تلك التهديدات يبقى وجود القديروفيين المخفي في أوكرانيا حقيقة تؤرق حلفاء كييف وتطمئن موسكو.