مقاتل و"مفتٍ" ورئيس.. من هو والد رمضان قديروف؟

في مثل هذا اليوم من عام 2004، كان ملعب "دينامو" في العاصمة الشيشانية غروزني، على موعد مع احتفالات "عيد النصر".

لكن الاحتفال تحول إلى ذكرى أليمة، يستحضر فيها الشيشانيون لحظة اغتيال رئيسهم أحمد قديروف، في لغم أرضي زُرع تحت المنصة في أثناء إشرافه على احتفالات يوم النصر، لتنجح أخيرا محاولة لم تكن الأولى للزعيم الراحل.

فمن يكون أحمد قديروف؟

ولد أحمد قديروف عام 1954 في آسيا الوسطى، إبان حقبة الرئيس السوفياتي جوزيف ستالين، ودرس في العديد من المعاهد الإسلامية.

وخلال فترة الاتحاد السوفياتي، درس قديروف الزراعة والبناء قبل أن يكرس نفسه للدين خلال سنوات التحرر في عهد ميخائيل جورباتشوف في الثمانينيات، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وذهب قديروف إلى معاهد إسلامية في بخارى وطشقند بأوزبكستان، قبل أن يؤسس أحد أحدث المعاهد الإسلامية في الشيشان. كما درس في عمان والأردن، قبل العودة بشكل دائم إلى الشيشان عام 1991 عند انهيار الاتحاد السوفياتي.

كان أحمد قديروف مقاتلا انفصاليا ضد روسيا خلال الحرب الشيشانية الأولى، في منتصف التسعينيات، وشغل منصب مفتي الجمهورية خلال فترة الاستقلال الفعلي بين الحربين.

محطات في حياة قديروف الأب

وخلال الحرب الشيشانية الثانية، التي بدأت عام 1999، غيّر موقفه ودعّم موسكو، حتى إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اصطحبه في رحلة إلى الأمم المتحدة، وظهر معه عدة مرات على شاشات التلفزيون.

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول عام 2003، أصبح أحمد قديروف الرئيس الفعلي للشيشان، ورأت فيه روسيا "الرجل الوفي".

وعمل قديروف على بناء سلطته من خلال تجنيد قوات الأمن الموالية له شخصيًا، بقيادة ابنه، فشكل جهازا أمنيا شخصيا قويا يقوده ابنه رمضان الذي كان مكلفا بالاتصالات مع المقاتلين الشيشان سعيا إلى إقناعهم بإلقاء السلاح.

ورمضان قديروف، الذي كان يبلغ من العمر 28 عاما في ذلك الوقت، نصبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد في عام 2007، بعد وقت قصير من بلوغه سن الثلاثين، وقد أدار المنطقة بدعم من بوتين منذ ذلك الحين. وفي فبراير/شباط عام 2023، اعتبر المشرعون في الشيشان زعيمها رمضان قديروف "أبوالأمة" خلال تصويت بالإجماع.

وتمثّل نهج قديروف الأب في وقف الحرب ونقل الشيشان من الصورة الذهنية المرتبطة بالإرهاب إلى رحاب العطاء الإنساني المتمثل في مظاهر التحضر والبناء وحضارة الشعب الشيشاني.