يوم النصر الروسي.. احتفال "حذر" بـ"هزيمة النازية" على أوتار أوكرانيا

في خطابه، الذي برر به العملية العسكرية على أوكرانيا لم تغب كلمة "النازية" عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كررها 7 مرات.

وذكّر بوتين الروس بتاريخ الاجتياح النازي الدموي في أربعينيات القرن الماضي، الذي كلّف الاتحاد السوفياتي ملايين الأرواح، وتسبب في فقدانه مناطق "ذات أهمية استراتيجية"، متعهدا بـ"ألا يسمح بتكرار مثل هذا الخطأ مرة ثانية".

• زيلينسكي والقطيعة مع الروس.. عقارب الساعة تحرك "يوم النصر"
• دعوة إيلون ماسك لزيارة روسيا في يوم النصر.. هل يقبل؟

وما بين "النازيين" الألمان، الذين انتصر عليهم "الاتحاد السوفياتي" سابقا، في عام 1945، وبين من يتهمهم بوتين بأنهم "النازيون الجدد" في أوكرانيا، تحتفل روسيا بحذر على وقع العملية العسكرية بأوكرانيا التي ألقت بظلالها على الكرملين.

وقبيل أيام استهدف هجوم بطائرتين مسيرتين الكرملين، واتهمت روسيا كييف بمحاولة اغتيال بوتين، متوعدة بالرد.

وكثيرا ما يشبه بوتين حرب أوكرانيا بالتحدي الذي واجهه الاتحاد السوفياتي بعد الغزو النازي بقيادة هتلر عام 1941، ويصف بوتين الحرب بأنها معركة أمام قوميين يستلهمون النازية.

فيما تصف كييف ذلك بالسخف وتتهم روسيا بالتصرف على غرار ألمانيا النازية بعد أن شنت حربا عدوانية بلا داعي وسيطرت على أراض أوكرانية.

ما هو يوم النصر؟

هو اليوم الذي تحتفل فيه روسيا، بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وتحل ذكراه في 9 مايو/أيار من كل عام، عبر عرض في الميدان الأحمر.

ويوم النصر من أهم العطلات الرسمية في روسيا ويحيي الروس فيه ذكرى التضحيات الكبيرة التي بذلها الاتحاد السوفياتي في أثناء ما يعرف باسم الحرب الوطنية العظمى بين عامي 1941 و1945 والتي راح ضحيتها نحو 27 مليون مواطن روسي.

وتكتسب ذكرى هذا العام بعدا آخر مع تشييع روسيا لمئات وقد يصلوا لآلاف الجنود الذين قُتلوا بالعملية العسكرية بأوكرانيا المستمرة منذ 15 شهرا، والتي لا تشير أية بوادر على انتهائها.

وكثيرا ما يشبه بوتين حرب أوكرانيا بالتحدي الذي واجهه الاتحاد السوفيتي بعد الغزو النازي بقيادة هتلر عام 1941. ويصف بوتين الحرب بأنها معركة أمام قوميين يستلهمون النازية.

وتصف كييف ذلك بالسخف وتتهم روسيا بالتصرف على غرار ألمانيا النازية بعد أن شنت حربا عدوانية بلا داعي وسيطرت على أراض أوكرانية.

تفاصيل الاحتفال "الحذر"

ومن المتوقع أن يشهد بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ومسؤولون كبار آخرون عرضا في الميدان الأحمر عادة ما يشمل الدبابات وقاذفات الصواريخ العابرة للقارات وجنود المشاة.

لكن السلطات ألغت تحليق طائرات فيما يعكس الحذر وتدابير أمنية مشددة لأسباب من بينها هجمات الطائرات المسيرة.

كما أشارت تقارير إلى مشاركة عدد أقل من الجنود والعتاد العسكري في العرض هذا العام لأن الحرب الأوكرانية تستنزف الرجال والعتاد بشدة.

كلمة بوتين

وسيلقي بوتين كلمة في الميدان الأحمر، ينضم إليه فيها زعماء عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة.

وخلال العام الماضي، لم يتطرق بوتين إلى أوكرانيا لكنه انتقد حلف شمال الأطلسي "الناتو" لتوسعه حتى الحدود الروسية وأثنى على بطولة السوفيات في مقاومة "هتلر".

وردا على سؤال عن إلغاء بعض فعاليات يوم النصر، ألقى دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين باللائمة على أوكرانيا قائلا: "عندما يتعين علينا التعامل مع دولة راعية للإرهاب بالفعل فمن الأفضل اتخاذ إجراءات استباقية".

وإلى جانب الهجوم على مجمع الكرملين، تتهم موسكو أوكرانيا أيضا بالمسؤولية عن ضربات بالطائرات المسيرة خلال الأسبوع المنصرم على مستودعات وقود وقطارات شحن وعدة أهداف في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها من أوكرانيا عام 2014.

وتتهم موسكو كييف والغرب أيضا بالمسؤولية عن تفجير وقع، السبت، وأسفر عن إصابة الكاتب الروسي القومي البارز زاخار برليبين.

وأثار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انزعاج روسيا، الإثنين، بإعلان احتفال بلاده بذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في 8 مايو/أيار تماشيا مع الدول الغربية الأمر الذي يعد نبذا لماضي أوكرانيا السوفياتي.

ووصفت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية زيلينسكي بأنه "خائن" وقالت إنه خان ذكرى الأوكرانيين الذين خسروا أرواحهم في قتال النازيين.

زيلينسكي: محاربة الروس تشبه النازيين

أما زيلينسكي فقد ساوى بين الدفاع الحالي لبلاده والقتال ضد ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وقال زيلينكسي في خطابه اليومي بالفيديو، مساء الإثنين: "اليوم، في 8 مايو/ أيار، عندما يتذكر العالم عبارة (لن يتكرر ذلك أبدا) فإننا في أوكرانيا نعطي معنى لهذه الكلمات".

وأضاف أن "الأمر لا يتعلق فقط بالتذكر، ولكن أيضا بحماية القيم وهزيمة المعتدين"، وتحيي أوروبا ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية في 8 أيار/مايو.

وقال زيلينسكي: "إن نجاح الأوكرانيين في الدفاع ضد العدوان الروسي هو بالتأكيد ترياق للاعتداءات الأخرى".

 وأضاف أن العالم يمكن أن يرى كيف يحمي الشعب الحر نفسه من الغزاة. وتابع: "إذا استطعنا القيام بذلك، فيمكن للآخرين القيام به".

وتحدث فقط عن "أخبار جيدة" عن إمدادات الذخيرة، دون إعطاء تفاصيل. ويمثل توريد الذخيرة مشكلة كبيرة لكلا الطرفين المتحاربين منذ شهور.

كما دعا إلى إزالة الألغام بشكل أسرع. وفي أوكرانيا، هناك 170 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل ما يقرب من نصف مساحة ألمانيا، ملوثة بالألغام.

 وقال إن تطهير الأراضي من الألغام عادة ما يستغرق عقودا، لكن يجب أن يكون أسرع.

رئيس بيلاروسيا.. حضور "غير معلن"

وكان رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، وصل، الاثنين، إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة غير معلنة، قبيل العرض العسكري المقرر، الثلاثاء، بمناسبة انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية.

وأظهر مقطع فيديو، نائب رئيس الوزراء الروسي دينيس مانتوروف، وهو يستقبل الرئيس البيلاروسي.

ولا يشارك لوكاشينكو، في العادة، في احتفال موكب يوم النصر الروسي، لأنه يرأس الاحتفالات في بلاده.

وكان رؤساء دول الجمهوريات السوفياتية السابقة، مثل أرمينيا وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان، قد وافقوا على الحضور قبل فترة وجيزة، بينما تم الإعلان مسبقا عن مشاركة الرئيس القيرغيزي صدير جباروف.

 وفي العام الماضي ، في الذكرى السنوية في أيار/مايو ، لم يحضر أي ضيوف دوليون احتفالات موسكو.

وهذا العام، تم إلغاء الاحتفالات إلى حد كبير في المناطق القريبة من الحدود وفي شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي ضمتها روسيا لأسباب أمنية.