زيلينسكي والقطيعة مع الروس.. عقارب الساعة تحرك "يوم النصر"
من تل يُطل على العاصمة كييف، حرّك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقارب ساعته نحو أوروبا، في قطيعة مع الروس في "يوم النصر".
وكانت أوكرانيا تحتفل بالنصر على "ألمانيا النازية" في التاسع من مايو/أيار، لكن التاريخ بات مرتبطا باستعراض قوة روسيا في احتفالات كبيرة تعم أرجاء البلاد، لا سيما الساحة الحمراء وسط موسكو.
وفي كلمة له اليوم، قارن الرئيس الأوكراني العملية العسكرية التي شنتها روسيا على بلاده في الرابع والعشرين من فبراير/شباط 2022، بـ"أهداف هتلر التوسعية لألمانيا النازية".
كلمة جاءت بمناسبة احتفال الرئيس الأوكراني بذكرى استسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وقال زيلينسكي: "في الثامن من مايو تتذكر معظم شعوب العالم انتصارا عظيمًا على النازية".
وأضاف: "لقد قدمت اليوم مشروع قانون إلى البرلمان الأوكراني، أدعو فيه إلى جعل يوم 8 مايو يوم الذكرى والانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية من 1939-1945"، موضحا أن "وثيقة الاستسلام غير المشروط لجيش ألمانيا النازية دخلت حيز التنفيذ في 8 من مايو عام 1945".
وجهه شطر أوروبا
أما التاريخ السابق 9 مايو، الذي كانت تحتفل فيه أوكرانيا، فحولته اليوم إلى "يوم أوروبا".
وفي هذا الصدد، قال زيلينسكي "تحقيقا للهوية الأوروبية للشعب الأوكراني.. قررت تأسيس يوم أوروبا".
مضيفا "سيتم الاحتفال بيوم أوروبا سنويا في 9 مايو مع دول الاتحاد الأوروبي".
وبالنسبة لروسيا ، يعتبر التاسع من مايو أحد أهم أحداثها الوطنية - ذكرى التضحيات الهائلة التي قدمها الاتحاد السوفيتي في هزيمة "ألمانيا النازية".
ودخل استسلام "ألمانيا النازية" غير المشروط حيز التنفيذ في الساعة 11:01 مساء، يوم 8 مايو 1945 ، والذي كان 9 مايو في موسكو.
قرارات رئاسية أوكرانية تزامنت مع تقدم ميداني أعلنت عنه القيادة العسكرية العليا التي قالت إن قواتها دمرت جميع الطائرات بدون طيار وعددها ٣٥, التي أطلقتها روسيا خلال ساعات الليل".
وقبل 9 مايو، كثفت موسكو هجماتها على العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، في تطور يقول مراقبون إن الرئيس فلاديمير بوتين يريد تحقيق نوع من الانتصار في الحرب الطاحنة بالتزامن مع العطلة.
وقال زيلينسكي إن أوروبا لا يمكنها السماح بحدوث ذلك وقد حان الوقت مرة أخرى لهزيمة "الشر" معا "لضمان عدم استعباد أي شخص لشعوب أخرى أو تدمير دول أخرى مرة أخرى".
وأضاف "لا نعرف حتى الآن تاريخ انتصارنا ، لكننا نعلم أنه سيكون عطلة لأوكرانيا بأكملها ، ولأوروبا بأسرها ، وللعالم الحر بأسره".
الكرملين بحلة أخرى قبل "النصر"
وقبل التاسع من مايو، تعرض الكرملين ومواقع متفرقة في روسيا، لهجمات أثارت مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية التي تقيمها روسيا في مثل هذا اليوم، والتي تعتبرها موسكو ضرورية في في خضم الحرب الدائرة في أوكرانيا.
والأسبوع الماضي، أسفرت عبوتين ناسفتين عن إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي هجمات لم يكن يُبلغ عنها قبل فبراير 2022.
وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تسبب عبوة ناسفة بأضرار في خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنوب سانت بطرسبرغ، في عمل وصفته موسكو بأنه "تخريبي"، ولاحقا، التهم حريق مستودعا للوقود قرب شبه جزيرة القرم.
وفي نهاية الأسبوع، أعلن الكرملين إحباط هجوم كان يستهدف اغتيال الرئيس بوتين، عبر مسيرات استهدفت مقر الرئاسة، في عمل اتهمت موسكو، أوكرانيا بالوقوف وراءه، وهو ما نفته الأخيرة.
وفي التاسع من مايو كل عام، تتحول الساحة الحمراء وسط موسكو، إلى عرض عسكري كبير، احتفالا بـ"يوم النصر".
يأتي ذلك فيما تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد استغرق التخطيط له أشهرا، بحسب تقارير غربية.
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA==
جزيرة ام اند امز