بعد مغادرتها البيت الأبيض.. ما الخطوة التالية لـ«هاريس»؟
بينما تستعد للخروج من البيت الأبيض في أعقاب خسارتها أمام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تدور أسئلة حول الخطوة التالية التي قد تتخذها نائبة الرئيس كامالا هاريس.
رغم هزيمتها تشير استطلاعات الرأي المبكرة إلى أن الديمقراطيين يريدون رؤية هاريس مرة أخرى في السباق إلى البيت الأبيض في عام 2028، لكن البعض في الحزب يتكهنون بأن نائبة الرئيس قد تسعى إلى منصب آخر، أو تسلك طرقا خارج السياسة الانتخابية للمساعدة في تعزيز المقاومة ضد ولاية ترامب الثانية.
وقالت كيت مايدر، الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية، إنها «لا تزال أمامها مسيرة طويلة، إنها شابة في السياسة في هذا البلد، وأعتقد أن الناس متحمسون حقا لرؤية ما ستفعله بعد ذلك، لأنها بنت قاعدة جماهيرية قوية حولها، وأعتقد أن هذا سيستمر بعد الانتخابات».
ليلة «مؤلمة»
كان يوم الانتخابات ليلة «مؤلمة» للديمقراطيين، فقد اكتسح ترامب جميع الولايات المتأرجحة وحقق تقدما في معاقل الديمقراطيين مع تحول معظم البلاد نحو اليمين، ونجح الحزب الجمهوري في تأمين «الكونغرس» لتمهيد الطريق لثلاثية من السلطة في واشنطن العام المقبل، بحسب صحيفة «ذا هيل» الأمريكية.
لكن في خطابها الذي أقرت فيه بالهزيمة في سباق 2024 أمام منافسها الجمهوري، أكدت هاريس أنها لن تتخلى أبدا عن «القتال الذي غذّى» مسعاها السريع لنيل ترشيحها.
وقالت مايدر إن نائبة الرئيس المنتهية ولايتها، البالغة من العمر 60 عاما، «ما زالت لديها روح القتال، سواء كان الأمر يتعلق بالسياسة العامة أو خوض معركة شريفة في القطاع الخاص، أعتقد أنه يتعين علينا الانتظار».
ويشير جويل جولدشتاين، الأستاذ الفخري بكلية الحقوق بجامعة سانت لويس والخبير في شؤون نواب الرئيس، إلى أن «هاريس من بين حفنة صغيرة من نواب الرئيس في التاريخ الحديث الذين حاولوا الترشح للرئاسة وخسروا، واتخذ كل منهم مسارا مختلفا في أعقاب ذلك».
وخاض ريتشارد نيكسون محاولة فاشلة لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا قبل فوزه بالبيت الأبيض في عام 1968، وعاد هيوبرت همفري إلى مجلس الشيوخ، ولم يترشح آل جور لمنصب سياسي مرة أخرى، وركز على النشاط البيئي وحصل على جائزة نوبل للسلام.
خيارات مختلفة
«لذا فإن هناك الكثير من الخيارات المختلفة المتاحة لها» يقول جولدشتاين، مضيفا «أعتقد أنه إذا كانت تريد أن تظل نشطة في السياسة الرئاسية فهذا بالتأكيد شيء مفتوح لها.. إذا كان هذا هو المسار الذي تريده».
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد بيركلي للدراسات الحكومية وصحيفة لوس أنجلوس تايمز هذا الشهر، أن ما يقرب من نصف الناخبين في كاليفورنيا من المرجح أن يدعموها إذا دخلت سباق حاكم الولاية عام 2026.
وقال جيم كيسلر، أحد مؤسسي مركز الأبحاث اليساري الوسطي (ثيرد واي) «إذا قررت أنها تريد الترشح للرئاسة في عام 2028 فستبدأ كمفضلة، لا أعتقد أنها مفضلة بشكل كبير، لكن بالتأكيد شخص سيبدأ في الصدارة، وسيكون قادرًا على جمع الأموال، ومعروف لدى الناخبين، وقد برأت نفسها جيدا في حملتها القصيرة ضد ترامب».
لكن القوائم المبكرة للمرشحين المحتملين لعام 2028 مزدحمة بالفعل بالنجوم الصاعدة من الحزب الديمقراطي، بما في ذلك حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم (ديمقراطي)، وحاكمة ولاية ميشيغان جريتشن ويتمر (ديمقراطية)، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو (ديمقراطي)، ووزير النقل بيت بوتيجيج، وقد يجعل الميدان المكدس من الصعب على هاريس استعادة الزخم الذي رأته هذا العام.
وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي فريد هيكس «أعتقد أنها ستواجه صعوبة في الفوز بالانتخابات التمهيدية في عام 2028 وهذه فترة طويلة جدا بين الآن وحتى ذلك الحين.. عندما يكون لديك الكثير من الأشخاص الجالسين هناك الذين سيترشحون، ومن المرجح أن يترشحوا».
وبدلاً من ذلك، قد تكون هناك فرصة أخرى لهاريس في ولايتها الأصلية كاليفورنيا، التي يُنظر إليها بالفعل على أنها معقل لمقاومة الولايات الزرقاء لولاية ترامب القادمة.
دعم شعبي
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد بيركلي للدراسات الحكومية وصحيفة لوس أنجلوس تايمز هذا الشهر، أن ما يقرب من نصف الناخبين في كاليفورنيا من المرجح أن يدعموها إذا دخلت سباق حاكم الولاية عام 2026.
وفي حملتها الانتخابية للبيت الأبيض هذا العام روجت هاريس لخبرتها كمدعية عامة في كاليفورنيا، فقد عملت كمدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو ثم المدعية العامة للولاية، فسجلت التاريخ كأول امرأة وأول أمريكية من أصل أفريقي وأول أمريكية من أصل آسيوي في كلا المنصبين. وفي عام 2017 صعدت إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث مثلت المعقل التقدمي حتى انضمت إلى إدارة بايدن.
وقال هيكس إن الترشح لولاية مدتها أربع سنوات كحاكمة من المرجح أن يخرج هاريس من المنافسة في عام 2028، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها لن تحاول الوصول إلى المكتب البيضاوي مرة أخرى، مشيرا إلى عام 2032 ومؤكدا صغر سن هاريس مقارنة بترامب وبايدن، وكلاهما أكبر منها بأكثر من 20 عاما.
لكن بغض النظر عن المسار الذي تختاره هاريس فإنها «يمكنها وينبغي لها أن تصبح وجه المقاومة الديمقراطية»، كما أكد هيكس.
الهدف رقم 1
وقال المحامي والاستراتيجي الديمقراطي أبوعمارة إن سباق حاكم ولاية كاليفورنيا، أو الترشح للرئاسة مرة أخرى أو حتى خطوة في عالم المناصرة كلها تبدو وكأنها مطروحة على الطاولة بالنسبة لهاريس، لكن «الهدف رقم 1» هو «الحفاظ حقا على المرونة بينما تتحرك إلى الأمام».
وأكد خبراء وناشطون ديمقراطيون على حد سواء أنه بعد أسبوعين فقط من يوم الانتخابات وقبل شهرين من تغيير أيدي البيت الأبيض، من السابق لأوانه النظر في مستقبل هاريس، ومع ذلك فإن التوقع المتفق عليه هو أن نائبة الرئيس المنتهية ولايتها ستبقى في اللعبة وستظل شخصية صانعة للتغيير للحزب مع إعادة البناء بعد عام 2024.
وقالت مايدر: «أعتقد أنها تستحق بعض الوقت المستحق للراحة والتفكير في خطواتها التالية. أعتقد أنها أثبتت للحزب الديمقراطي والأمة أنها لديها ما تقدمه عندما يتعلق الأمر بالقيادة والجيل القادم من القيادة الذي يتوق إليه الحزب الديمقراطي، لذا أعتقد أن ما ستفعله بعد ذلك هو ما يجب أن ننتظره».
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز