كريم بنزيما.. "كوكو" يعانق جائزة الكرة الذهبية
لأول مرة في تاريخه، تُوج الفرنسي كريم بنزيما قائد ريال مدريد بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب على مستوى العالم لعام 2022.
وحسم كريم بنزيما الصراع على الجائزة متفوقا على السنغالي ساديو ماني نجم بايرن ميونخ الذي جاء في المركز الثاني والبولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة صاحب المرتبة الثالثة والبلجيكي كيفن دي بروين لاعب وسط مانشستر سيتي، والذي حل رابعا.
وكان الصراع محسوما لبنزيما بناء على ما قدمه مع ريال مدريد على مدار الموسم الماضي 2021-2022، حيث خاض 46 مباراة بمختلف المسابقات سجل خلالها 44 هدفا وصنع 1.
كما أسهم صاحب الـ34 عاما في تتويج فريقه بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا والسوبر الإسباني، قبل أن يُتوج مع انطلاق الموسم الجاري 2022-2023 بالسوبر الأوروبي.
من هو كريم بنزيما "كوكو"؟
وتستعرض "العين الرياضية" في السطور التالية رحلة صعود كريم بنزيما حتى وصل إلى معانقة المجد مع ريال مدريد، الذي أصبح فيه ثاني أفضل هداف في تاريخه بتسجيله 328 هدفا على مدار 13 عاما بقميص "الميرينجي"، بدأت من عام 2009 حتى الآن.
كريم مصطفى بنزيما (مواليد 19 ديسمبر/ كانون الأول 1987)، وُلد في مدينة ليون الفرنسية لأبوين جزائريين.
بداية ممارسة بنزيما لكرة القدم كانت مع برون تيرايلون -إحدى الضواحي الشرقية لمدينة ليون- في سن الثامنة، وفي أثناء فترة وجوده بالنادي، أطلق عليه أصدقائه لقب "كوكو".
وبعد أن سجل هدفين في مباراة أقل من 10 سنوات ضد أكاديمية ليون للشباب، بدأ في جذب انتباه أكبر نادٍ في المدينة، وقام مسؤولو ليون بزيارة مباشرة لمحاولة التوقيع مع الطفل الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية.
ومع ذلك، رفض سانتا كروز، الذي كان رئيسًا لشركة برون تيرايلون في التسعينيات من القرن الماضي، الموافقة على تركه إلا بعد التحدث مع والد بنزيما وهو عامل صيانة في بلدية فيلوربان.
وسمح النادي بعد ذلك للاعب بالخضوع لفترة معايشة مع ليون، وبعد الوقوف على مستواه انضم كريم رسميًا إلى ليون وانضم لأكاديمية النادي.
وفي نفس الوقت، انضم بنزيما لمنتخب فرنسا تحت 17 عاما، حيث أسهم في ذلك في فوز "الديوك" بلقب أمم أوروبا للناشئات في عام 2004.
وخلال هذه البطولة، لعب بنزيما إلى جانب سمير نصري وحاتم بن عرفة وجيريمي مينيز، وسرعان ما لفت انتباه مدرب الفريق الأول بليون، وتمت مقارنته مع ديفيد تريزيجيه لإحساسه التهديفي العالمي، وتيري هنري لسرعته، ونيكولاس أنيلكا لقدرته على الانخراط في المباراة.
رحلة ليون تبدأ بالضحك
صعد بنزيما بسرعة إلى فئات الشباب في أكاديمية ليون، وكان جامع الكرات في مباريات الفريق الأول، في الوقت الذي كان يؤدي فيه أداءً جيدًا في المدرسة، وُوصف بأنه طالب "متحفظ ومحترم"، كما يتذكر السيد راج، المسؤول عن كلية "سانت لويس" الخاصة في ليون.
ومع فريق الشباب دون 16 عامًا، سجل بنزيما 38 هدفًا في الدوري الفرنسي تحت 16 عاما، وقبل موسم 2004-2005، تمت ترقية اللاعب إلى الفريق الرديف للنادي، والذي كان يلعب في الدوري الفرنسي للهواة (الدرجة الرابعة)، ورغم اللعب معهم خلال موسم الخريف إلا أنه تمكن من تسجيل 10 أهداف.
وتم استدعاء بنزيما إلى الفريق الأول للمرة الأولى تحت قيادة المدرب بول لوجوين خلال فترة الراحة التي سبقت النصف الثاني من الموسم، وكما هو معتاد مع وصول اللاعبين الجدد إلى ليون، كان على صاحب الـ17 عاما الوقوف والتحدث إلى زملائه الجدد في الفريق، والذي كان يضم في ذلك الوقت مايكل إيسيان وسيلفان ويلتورد وفلوران مالودا وإيريك أبيدال.
وأثناء حديثه، تعرض بنزيما لموجة ضحك، مما دفعه للقول "لا تضحك، أنا هنا لأحل محلك"، قبل أن يوقع في نفس الشهر أول عقد احترافي له.
وبهذه الكلمات الجريئة، بدأت المغامرة الرائعة للشاب كريم بقميص ليون، وصنع هدفا في أول ظهور له، وبعد خوض 3 مباريات كبديل، لعب في 3 أبريل/نيسان 2005، أولى مبارياته الاحترافية بشكل أساسي في الفوز 1-0 على لانس، وأنهى الموسم بست مباريات حيث فاز ليون بلقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي.
وبعد ذلك بعامين، كانت بداية الانفجار لبنزيما في موسم 2007-2008 بعد توهجه بتسجيل 31 هدفا في جميع المسابقات، حيث كان يشارك بشكل غير منتظم خلال الموسمين الماضيين حيث تعرض خلالهما لإصابة شديدة في الفخذ، إلى أن حجز مكانه في التشكيل مع مغادرة فلوران مالودا وجون كارو وسيلفان ويلتورد للنادي.
وتألق بنزيما في هذا الموسم 2007-2008 بالقميص رقم 10، وتم الاعتماد عليه كرأس الحربة الأساسي، ليتصدر هدافي الدوري برصيد 20 هدفًا، بخلاف تسجيل 4 آخرين في دوري أبطال أوروبا، كما أسهم في فوز ليون بأول ثنائية في تاريخه بعدما جمع بين الدوري الفرنسي وكأس فرنسا.
لفت أنظار ريال مدريد
استمر بنزيما في تألقه خلال الموسم التالي 2008-2009 حيث سجل 23 هدفا، ونتيجة لأهدافه المبكرة مع انطلاقة الموسم، قام رئيس نادي ليون جان ميشيل أولاس بإخماد شائعات الانتقالات العديدة التي أحيطت به من خلال تحديد مبلغ 100 مليون يورو لبيعه، قبل أن يتم ترشيحه جنبًا إلى جنب مع فرانك ريبيري للظهور على الغلاف الفرنسي للعبة "فيفا 09" الإلكترونية.
وفي المرحلة الأخيرة للدوري، تضاءل مستوى كل من بنزيما وليون، حيث خسر الفريق أربع مباريات، وتعادل في ثلاث وفاز في اثنتين فقط من أصل 7 ، مع تسجيل الدولي الفرنسي هدفين فقط في تلك الفترة وكلاهما ضد لومان، ليؤدي ذلك إلى فقدان ليون قبضته على المركز الأول وخروجه في النهاية من سباق اللقب.
وبذلك أنهى رفاق بنزيما سلسلة من 7 ألقاب متتالية في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، كان المهاجم الفرنسي جزءًا من 4 منها.
على الرغم من خسارة ليون للقب، إلا أن بنزيما أنهى الموسم في المركز الثالث بين أفضل هدافي الدوري الفرنسي، ليصبح في عام 2009 حديث الساعة في فرنسا، بعد رحيله في صفقة قياسية إلى ريال مدريد مقابل 35 مليون يورو.
قصة نجاح مع ريال مدريد
وبدأ بنزيما مع الريال مسيرة مذهلة حصد خلالها العديد من الألقاب، وعلى المستوى الشخصي أيضا أصبح ثاني الهدافين التاريخيين لريال مدريد، بتسجيله 327 هدفا على مدار 13 عاما، علما بأن البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد الحالي، يتصدر القائمة بـ450 هدفا.
وبعد الكفاح من أجل إثبات نفسه في موسم ظهوره الأول، وصل بنزيما في النهاية إلى مكانة بارزة في ريال مدريد، وبخلاف احتلاله المرتبة الثانية كأكثر الهدافين في تاريخ النادي، فهو أيضا أكثر من صنع أهدافًا في تاريخ النادي، وأثناء وجوده حصل على جائزة أفضل لاعب فرنسي في العام 3 مرات، إلى أن حصل على الكرة الذهبية للأفضل في العالم 2022.
وفي الموسم الماضي، لعب بنزيما دورا محوريا في تتويج فريقه ريال مدريد بألقاب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإسباني، بجانب فوزه بجائزة هداف الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وحيث سجل 44 هدفا وقدم 15 تمريرة حاسمة مع النادي الملكي.
تجاوز أزمة فالبوينا
ومع تتويج بنزيما بالكرة الذهبية، لا يجب نسيان يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، حين ألقت الشرطة الفرنسية القبض على بنزيما لدوره المزعوم في ابتزاز زميله السابق في المنتخب، ماتيو فالبوينا بسبب تسجيل مزعوم لشريط جنسي على هاتف محمول.
وقبل عام، حكم مكتب المدعي العام في مدينة فرساي الفرنسي على بنزيما بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، مع غرامة قدرها 75 ألف يورو و80 ألف يورو يتم دفعها إلى فالبوينا بسبب الضرر المعنوي.
ولم يمتثل كريم بنزيما أمام محكمة استئناف فرساي في 30 يونيو/حزيران الماضي كما كان مخططا، والمفارقة أنه عاد إلى فرنسا بمسرح "دوشاتليه" في العاصمة الفرنسية باريس ليُتوج بالكرة الذهبية الأولى في مسيرته.
كريم بنزيما صنع التاريخ وأصبح ثاني أكبر لاعب يحصل على جائزة الكرة الذهبية عن عمر 34 عاما و290 يوما.
وعن هذا، قال بنزيما: "سعيد بالعودة إلى منتخب فرنسا بعد مشكلة سابقة، الآن نحن في الحاضر لا أريد أن أتحدث عن الماضي".
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS4xNzEg جزيرة ام اند امز