مزروعات تنمو في حماية الأشجار.. محصول أكبر وتجربة رائدة
المزرعة تقع بمنطقة إيرو في جنوب فرنسا وتضم نحو 80 نوعا من الأشجار، وتوجد فيها أشجار صنوبر حلبي وسرو وأرز الأطلس والسنديان الأخضر
تنمو الكرمة في مزرعة تعد رائدة في الزراعة الحراجية بحماية أشجار صنوبر ضخمة تقيها من الحشرات الغازية.
ونجحت السلطات الفرنسية في شراء مزرعة ريستانكليير من عالم نبات إنجليزي؛ لإجراء المعهد الوطني للبحث الزراعي (إينرا) دراسات فيها للتحقق من تأثير زراعة الأشجار على المحاصيل الزراعية.
ويوضح كريستيان دوبراز، مدير البحث في "إينرا" ومصمم موقع الزراعة الحراجية: "أظهرنا أن نظام الزراعة الحراجية أكثر إنتاجية من النظام الذي يقوم على فصل الأشجار عن المزروعات"، مؤكدا أن الأشجار والمزروعات عند جمعها يمكن أن تنتج كتلة حيوية أكبر بـ50%.
عند مدخل المزرعة، التي تقع بمنطقة إيرو في جنوب فرنسا، توجد أشجار صنوبر حلبي وسرو وأرز الأطلس والسنديان الأخضر.
ويؤكد رودولف ماجوريل، المكلف بملف البيئة في إدارة منطقة إيرو: "تضم المزرعة نحو 80 نوعا من الأشجار".
ومن مميزات هذا المختبر الممتد على 50 هكتارا في الهواء الطلق وجود قطع أرض صغيرة فيها فصل بين المزروعات والأشجار؛ للمقارنة الفورية مع النتائج المسجلة في الأراضي التي تعتمد فيها الزراعة الحِراجية تجمع بين الاثنين.
أشجار عازلة
وتوضح جولييت جريمالدي، الباحثة في "إينرا": "الأشجار تؤثر على المناخ التفصيلي من خلال ظلالها، والحرارة القصوى المسجلة خلال النهار قد تكون أقل بـ3 إلى 5 درجات للكرمة المزروعة قرب أشجار".
و"هذه الحماية مزدوجة، ففي 2017 عندما ألحق البرد القارس أضرارا كبيرة في الكروم الفرنسية، كان الجليد أقل في منطقة الزراعة الحراجية"، وفقا لماري جوسم، المسؤولة في "إينرا" عن مشروع حول تأثير الأشجار على إنتاجية الكرمة.
فبعد بلوغها ارتفاعا معينا، تؤثر الأشجار على مردود الكرمة، إذ تبدأ في التنافس على استقطاب النور، لكن الفائدة منها تكمن في كونها "تشكل عازلا حيال المناخ".
وتلخص ماري جوسم الوضع قائلة: "يكون الجو أقل حرا خلال الصيف وأقل بردا خلال الشتاء، نقبل بخسارة بعض المردودية كل سنة لتجنب الكارثة المناخية".
وتقول الباحثة اليونانية أناستاسيا بانتيرا: "هذا موقع مرجعي وقريب جدا من الظروف الفعلية، في اليونان لدينا مواقع تجريبية لكنها أصغر بكثير".
وتؤكد ماري ستيفان تيكسييه، الأستاذة المحاضرة في المعهد الوطني للدراسات الزراعية العليا في مونبولييه: "لا نقع كثيرا على أراضٍ متجاورة مختلفة مع ظروف المناخ والتربة نفسها".
مكافحة الحشرات
وأثبتت دراسات أجريت على الكرمة مساهمتها الإيجابية لأشجار الصنوبر في مكافحة الحشرات الضارة، مثل بعض القراديات، من خلال توفير موطن لقراديات أخرى قانصة لها.
وتؤكد تيكسييه: "أشجار الصنوبر هي خزان للحشرات القانصة وتوفر قوتا لها، لأنها تنتج غبار الطلع المغذي جدا لهذه الأخيرة".
وتضم المزرعة كذلك صفوفا من أشجار الجوز حول أراضٍ مزروعة بمحاصيل كبيرة مثل القمح والبازلاء والشعير.
ويوضح هنري بروتون، المزارع المسؤول عن إدارة قطع الأرض: "الأشجار تحصر النترات ما يجنبنا كل المشكلات المرتبطة بتلوث الطبقات الجوفية، فتشكل الشجرة عندها مصفاة".
وإلى جانب تأثيرها "العازل" حيال المناخ، يسهم وجود الأشجار في التنوع الحيوي.
وتقول ماري جوسم إن المزرعة تستمر في استقطاب الباحثين، موضحة: "منذ تجدد الاهتمام بالزراعة الحراجية استحدثت مواقع كثيرة، لكن لا يمكن معرفة آثارها على الزراعات قبل 20 عاما بانتظار أن تنمو الأشجار".
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز