موسيقيون يحتفون بكاظم الساهر في يوم ميلاده: عبقري القصائد
في ذكرى ميلاد كاظم الساهر تستطلع "العين الإخبارية" آراء عدد من الموسيقيين في تجربته الغنائية وأسباب نجاحه واختلافه عن الآخرين
يتعامل المطرب العراقي كاظم الساهر مع أغنياته وكأنها لوحات فنية، يهتم فيها بالتفاصيل والمعنى، ليخاطب المشاعر ويحرك العقل.
منذ ظهوره الأول على الساحة الغنائية في بداية الثمانينيات فرض شخصيته، وقرر أن يعيد للأغنية العربية هيبتها، لذا قدم ألحانا شرقية أصيلة ولغة عربية سليمة.
في ذكرى ميلاد الساهر (62 عاما)، الذي يطلق عليه محبوه لقب "القيصر"، تستطلع "العين الإخبارية" آراء عدد من الموسيقيين في تجربته الغنائية، وأسباب نجاحه واختلافه عن الآخرين.
قال الملحن الكبير محمد سلطان: "ظهر كاظم الساهر في مرحلة صعبة جدا، إذ كانت الأغنية العربية ضعيفة وتعاني من الهشاشة والابتذال، ولأنه فنان مرهف الحس وشديد الذكاء قرر أن يقدم أغاني رومانسية دافئة".
ورأى سلطان أن من "أهم مميزات كاظم قدرته على الغناء باللغة العربية الفصحى بتمكن، وبراعته في صناعة الألحان، ما صنع منه مطربا مختلفا أحبه الجمهور والتف حوله"، على حد تعبيره.
بينما اعتبر الناقد الموسيقي أحمد السماحي أن "عبقرية كاظم تكمن في اعتماده على الفلكلور العراقي في الموسيقى، وتعاونه مع شعراء متميزين أمثال أسعد الغريري وعزيز الرسام وكريم العراقي".
وقال السماحي لـ"العين الإخبارية": "لم يحاول الساهر تقليد أحد، وقرر أن يسبح في محيط بعيد عن الآخرين، وأتصور أن مشكلته الوحيدة وضعه ألحان أغلب أغنياته وعدم التعاون مع مدارس لحنية مختلفة؛ ليضمن التنوع وعدم التكرار".
وأضاف: "بدأت نجومية القيصر عام 1989 عندما قدم أغنية (عبرت شط)، التى جاءت مختلفة عن النغمة السائدة وقتها، ويعد ألبوم (مدرسة الحب) أبرز أعماله، حيث جمع خلالها بين الخبرة والإحساس".
علق الملحن معتز أمين على تجربة كاظم الساهر الغنائية قائلا: "الاجتهاد سبب نجاحه، فهو يعمل طوال الوقت ويحاول تقديم أعمال فنية مؤثرة، كما أنه فنان شديد الذكاء، وأكبر دليل على ذلك غناؤه القصيدة فى وقت صعب، واختياره كلمات جميلة لشعراء كبار أمثال نزار قباني".
وقال أمين لـ"العين الإخبارية": "بجانب ذكائه في عمله، منحه الله هيبة ووقارا، ما ساعده على تكوين شخصية غنائية وإنسانية مختلفة".
ولد كاظم جبار إبراهيم الساهر 12 سبتمبر/أيلول 1957 في مدينة الموصل بالعراق، ونشأ وسط أسرة فقيرة تضم 7 أشقاء غيره، أحب الغناء منذ الطفولة ودفعه ضيق الحال إلى العمل في مصنع نسيج.
كان يمتلك طموحا كبيرا، لذا جمع بين العمل ودراسة الموسيقى، إذ قضى 6 سنوات دراسية في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد، وتعلم العزف على القيثارة، وكان من الممكن أن يعمل مدرسا للموسيقى، لكنه لم يستسلم أو يختر الطريق السهل، وبذل مجهودا كبيرا لإيصال صوته للجمهور.
في عام 1998 لمع نجمه بعد طرحه أغنية "عبرت شط"، وتوالت أعماله الناجحة مثل "إني خيرتك فاختاري"، "كثر الحديث"، "هذا اللون" و"زيديني عشقا".
حصل على العديد من الجوائز منها: أوسكار الأغنية العربية من بغداد 1996، وسام التفوق من الأردن 2001، وسام الاستحقاق من تونس، أفضل مطرب في الشرق الأوسط في استفتاء الإذاعة البرازيلية، جائزة "جولدن أوورد" لأفضل مطرب عربي 2010، ومنحه الجمهور العديد من الألقاب، أبرزها: "سفير الأغنية العربية" و"قيصر الغناء".