"سوناك" يصدم البريطانيين بشأن الفائدة والتضخم.. "التزام الهدوء" الحل!
حثّ رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، البريطانيين الذين يعانون من ضائقة مالية على "التزام الهدوء" بشأن رفع أسعار الفائدة.
وشدد على أنه "لا يوجد بديل آخر" للقضاء على التضخم.
التضخم هو العدو
وقال رئيس الوزراء البريطاني في تصريحات نقلتها وكالة "بي أيه ميديا" البريطانية للأنباء اليوم الأحد إن "التضخم هو العدو" حيث دافع عن قرار بنك إنجلترا المركزي لزيادة أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في 15 عاما، الأسبوع الماضي، ما يراكم الضغوط على حاملي الرهون العقارية.
ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة للمرة الثالثة عشرة على التوالي، ورفعها هذه المرة بمقدار نصف نقطة مئوية من 4.5 إلى 5%، في أكبر زيادة منذ فبراير/شباط الماضي.
ودفعت الخطوة، التي فاجأت خبراء الاقتصاد، أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في حوالي 15 عاما. وكان الاقتصاديون يتوقعون زيادة أصغر بمقدار 0.25 نقطة مئوية.
وتهدف الزيادة إلى خفض التضخم، الذي يقيس معدل زيادة الأسعار، وظل عند 7ر8% في مايو/أيار على الرغم من جهود التخفيف منه.
وقال سوناك لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الأحد إن "بنك إنجلترا يقوم بالشيء الصحيح. بنك إنجلترا يحظى بدعمي الكامل. التضخم هو العدو لكل الأسباب التي تحدثنا عنها. التضخم هو ما يجعل الناس أكثر فقرا".
وردا على سؤال عما إذا كان هناك سبيل آخر غير زيادة أسعار الفائدة، قال رئيس الوزراء البريطاني: "لا بديل للقضاء على التضخم".
وقال: "أدركت أن هذا هو التحدي، لكن علينا أن نلتزم بالمسار".
وأوضح: "أريد من المواطنين أن يكونوا مطمئنين بأننا سنكون هادئين، وملتزمين بالخطة وسنتجاوز ذلك".
- بريطانيا والمناخ.. الفلاحون ينتظرون ثمار الأمل
- شبح رجل أوروبا المريض يعود.. ماذا أصاب الاقتصاد الأكبر بالقارة العجوز؟
الاتجاه نحو الركود المعتدل
وكانت وكالة التصنيف الائتماني "موديز" قد حذرت مطلع يونيو/حزيران الجاري من اتجاه المملكة المتحدة نحو "ركود معتدل" هذا العام، مشيرة إلى أن التضخم جاء أعلى من المتوقع، كما أن ارتفاع أسعار الفائدة أثر على موارد الأسر المالية.
وأوضحت موديز أن الزيادة في معدل التضخم الأساسي في المملكة المتحدة الذي لا يشمل الطاقة والغذاء، قد يزيد من احتمال ارتفاع أسعار الفائدة.
وقالت موديز في تقرير لها: "نتوقع نموًا ضعيفًا للغاية في الاقتصادات المتقدمة الرئيسية على وجه الخصوص، بما في ذلك الركود المعتدل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا".
فيما كشف مسح أن علامات التباطؤ ظهرت على الاقتصاد البريطاني هذا الشهر، وأن ضغوط التضخم لا تزال مرتفعة.
ونُشر المسح بعد يوم من رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بشكل حاد بمقدار 50 نقطة أساس، وتصريحه بأنه مستعد للقيام بالمزيد لكبح التضخم.
وقد تباطأ نمو القطاع الخاص في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر فيما أدت زيادة أسعار الفائدة والتضخم المرتفع بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة.
ويأتي ذلك مع إعلان الحكومة البريطانية عن إجراءات لمساعدة أصحاب الرهون العقارية بعد ارتفاع تكاليفها من جراء زيادة أسعار الفائدة، مثل زيادة مهلة عدم السداد والسماح للعملاء بتسديد خدمة الدين فقط لستة أشهر او تمديد مدة الرهن لتخفيض الدفعات الشهرية.
وأبرزت الأرقام التي صدرت 23 يونيو/حزيران 2023 المصاعب الاقتصادية التي تواجهها بريطانيا، ما زاد الضغط على رئيس الوزراء ريشي سوناك.
وانخفض مؤشر مديري الشراء (بي إم آي) التابع لمجموعة "ستاندرد أند بورز" في المملكة المتحدة إلى 52,8 في يونيو بعدما كان 54 في مايو/أيار.
كما أظهرت القراءة الأولية للمسح أن قطاع الخدمات البريطاني نما بأبطأ وتيرة في ثلاثة أشهر، كما انكمش قطاع الصناعات التحويلية بأكبر وتيرة في ستة أشهر.
ويتوقع الاقتصاديون أن تصل المعدلات إلى 6% هذا العام ما قد يؤدي بالمملكة المتحدة إلى الركود على غرار منطقة اليورو.
ومن المتوقع أن يواصل بنك إنجلترا رفع تكاليف الاقتراض في محاولة لمعالجة التضخم الذي سجل 8.7% في مايو/أيار.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg
جزيرة ام اند امز