للمرة الثانية.. تأجيل إعادة انتخابات الرئاسة في مناطق المعارضة بكينيا
حال من الغموض والإرباك سادت كينيا السبت، حيث تصدر الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا بفارق كبير الانتخابات الرئاسية
سادت حال من الغموض والإرباك كينيا السبت، حيث تصدر الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا بفارق كبير الانتخابات الرئاسية المعادة، التي اتسمت بمشاركة جزئية وأعمال عنف دامية، فيما تم تأجيل عملية التصويت في مناطق المعارضة للمرة الثانية.
- 34.5 % نسبة المشاركة بالانتخابات الرئاسية المعادة في كينيا
- الانتخابات الرئاسية في كينيا الخميس.. والمعارضة تقاطع
وفي معاقل المعارضة الكينية -ضواحي العاصمة نيروبي وغرب البلاد- اندلعت مساء الجمعة أعمال عنف أسفرت عن 9 قتلى على الأقل منذ الخميس، وفق حصيلة جديدة.
ومساء الجمعة قتل شاب بالرصاص خلال تدخل الشرطة في هوما باي (غرب) بعدما هاجمت مجموعة من الشبان مقر إقامة مسؤول في حملة أوهورو كينياتا.
هذا القتيل الجديد يرفع إلى 49 على الأقل عدد القتلى منذ الانتخابات التي أبطلت في الـ8 من أغسطس/آب، قٌتل القسم الأكبر منهم لدى إقدام الشرطة على استخدام العنف لقمع التظاهرات.
وفي ضاحية كوانجواري في نيروبي، اندلعت صدامات بين مجموعات خصوصا بين جماعة كيكويو -التي ينتمي إليها أوهورو كينياتا، وهي الأكثرية في البلاد- وشبان من مجموعة ليو التي ينتمي إليها زعيم المعارضة رايلا أودينجا، وأحرقت أكشاك لتجار ينتمون إلى كيكويو.
وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان الذكرى المؤلمة لأعمال العنف العرقية التي رافقت الانتخابات الرئاسية أواخر 2007 وأسفرت عن 1100 قتيل، وأدت إلى تشريد 600 ألف شخص.
وحذرت صحيفة "دايلي نايشن"، السبت، من أن "هذه الحوادث المتفرقة التي عايشناها في السابق يمكن أن تتحول إلى مواجهات تنجم عنها عواقب مأساوية، وإذا لم يتخذ أي تدبير سريعا فمن المحتمل أن نتجه نحو هذا الوضع".
تأجيل الانتخابات في غرب كينيا
وأمام حالة التوتر قررت اللجنة الانتخابية، الجمعة، أن تؤجل مرة أخرى في غرب البلاد الانتخابات التي كانت ستجرى السبت، وذلك بسبب "الخطر الذي يتهدد حياة" منظميها.
وكانت لجنة الانتخابات في كينيا قد أعلنت الخميس عن تأجيل الانتخابات الرئاسية على مستوى 4 مناطق غربي البلاد، بعد أعمال العنف التي شهدتها، إثر مواجهات بين معارضين، وعناصر من الشرطة، أمام بعض مراكز الاقتراع، وتسببت في سقوط عدد من القتلى والجرحى.
والمقاطعات الأربع هي هوما باي وكيسومو وميجوري وسيايا وذلك من أصل 47 مقاطعة في البلاد.
وكشفت الأزمة الانتخابية المستمرة منذ أشهر عن مشاعر الحرمان والتهميش في نفوس قسم من المجتمع الكيني، ولا سيما جماعة ليو، ومنذ استقلال كينيا في 1963 كان 3 من 4 رؤساء من جماعة كيكويو، التي تهيمن أيضا على اقتصاد البلاد.
وأجريت انتخابات الخميس بعد خطوة غير مسبوقة في إفريقيا، فقد ألغى القضاء في الأول من سبتمبر/أيلول انتخابات الـ8 من أغسطس/آب التي أعلن كينياتا بنتيجتها فائزا على أودينجا.
وبررت المحكمة العليا هذا القرار بالمخالفات في نقل النتائج، محملة اللجنة الانتخابية مسؤولية هذه الانتخابات "غير الشفافة والتي يتعذر التحقق من نتائجها".
وكان أودينجا (72 عاما) الذي خسر انتخابات الرئاسة 3 مرات (1997 و2007 و2013)، مارس ضغوطا لإصلاح هذه اللجنة، لكن المعارضة اعتبرت التغييرات المطبقة أخيرا غير كافية.
وتواصلت السبت عمليات تجميع نتائج الانتخابات الرئاسية، وأفادت نتائج غير رسمية نشرتها "ذي نايشن" إحدى أبرز الصحف اليومية الكينية، بأن كينياتا قد يحصل على 97% من الأصوات، أما رايلا أودينجا فقد يحصل على أقل من 1%.
وكان أودينجا دعا أنصاره إلى مقاطعة ما وصفه بأنها "مهزلة" انتخابية، معتبرا أن الظروف لم تتوافر أبدا لإجراء انتخابات شفافة، لكن بطاقات انتخابية تحمل اسمه كانت موجودة في مراكز الاقتراع.
وباتت نسبة المشاركة -الضعيفة جدا، والمقدرة بـ35%- تطرح مسألة شرعية كينياتا، وإذا ما تأكدت هذه النسبة فستكون إلى حد بعيد النسبة الأدنى منذ أول انتخابات متعددة الأطراف في البلاد في 1992، إضافة إلى مقاطعة المعارضة والتهديدات الموجهة إلى ناخبي كينياتا (56 عاما) في معاقل أودينجا، لم يتوجه عدد من الأنصار التقليديين للرئيس المنتهية ولايته إلى مراكز التصويت.
ويمكن تفسير تراجع الحماسة بغضب الناخبين من تجاوزات الطبقة السياسية وطريقة إدارة هذه الأزمة الانتخابية المستمرة، وتؤجج المشاركة الضعيفة ومقاطعة المعارضة الجدال أيضا في الصحافة حول شرعية الانتخابات التي يمكن الاعتراض عليها في المحكمة العليا.
وكرر أودينجا دعوته، الجمعة، إلى حملة عصيان مدني، لإرغام السلطات -كما قال- على الموافقة على إجراء انتخابات جديدة في الأيام الـ90 المقبلة.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز