انتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة المبارك في 13-5-2022 المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله.
ومع هذا الحدث المحزن يتذكر العارفون بدولة الإمارات ومسارها عهداً مفعماً بالثبات على الأسس والأركان التي وضعها الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والاستمرار على نهج البناء والتطوير وصنع الجديد والمتقدم.
لكل دولةٍ قصة نشوء من حيث الفكرة، ثم من حيث الإدارة.. ولكل فكرة عصبٌ أو جذعٌ وفروع.. وقد اختار الشيخ خليفة وإخوته ومواطنو الدولة أن تتمحور فكرة الدولة -كما هو الواقع- على المؤسس الشيخ زايد الذي أقام عمود هذه الدولة في أبوظبي، وناضل في الوقت نفسه بالداخل، ومع حكام الإمارات الآخرين، ولدى الجوار والعالم، حتى أُعلنت الدولة الاتحادية في عام 1971، وما تزال تشمخ مذ ذاك الحين على أكتاف وسواعد وعقول أبناء الشيخ الكبير.
لماذا الكلام على القائد المؤسس ونحن في أجواء توديع خليفته الراحل؟
لأنّ الراحل كان هذا توجُّهه مثل سائر إخوته ومواطني الدولة وإجماعهم.
قابلتُ الراحل مرةً مع الرئيس رفيق الحريري، وكان ولياً للعهد عام 2002، ثم قابلتُه مرتين عامي 2005 و2006 مع الرئيس فؤاد السنيورة.
وفي المرة الأولى كان كلامه على الثبات من حول الشيخ المؤسس، وفي المرتين الثانية والثالثة، وقد صار رئيساً للدولة، كان كلامه بعد الثبات على الوفاء للسيرة والمسيرة.
وبين الثبات والوفاء والاستمرار في بناء الدولة وتطويرها مع إخوته، يمكن التعرف إلى هذه الشخصية العربية الكبيرة، صانعة الخير وبانية المؤسسات.
وحيثما يتوجه المرء في أبوظبي وفي العين وفي الجهات الأخرى، يشهد المستشفيات والجامعات وجهات الخير والرحمة والإنسانية التي أشرف الشيخ خليفة على تشييدها، وأتاح لها بعنايته النماء والازدهار.
وقد سمعته عام 2005 يُحدّث ضيوفَه بالأثر النبوي الشريف أنه لا يبقى من عمل ابن آدم إلا ثلاث: العمل الصالح، والصدقة الجارية، والولد الصالح الذي يدعو له.
وها هو رحمه الله وقد غادر إلى دنيا الحق تشهد له أعماله الصالحة وصدقاته الجارية في الخير العام، وأولاده وإخوته البررة بوالدهم وبأخيهم الأكبر الذي عرف منه وعنه مواطنو هذه الدولة وشعبُها والمقيمون قولَ الحقّ وعمله وسياسات الرشد والرشاد.
يمضي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، مطمئناً إلى العمل الكبير الذي تابَعه على سنن والده، وإلى أنه خلّف دولةً مكتملةَ الأركان، تقودها نخبةٌ متميزةٌ من إخوةٍ ذوي تجربة عميقة وممتدة في البناء والإعمار ومبادرات الإبداع واجتراح الجديد والمتقدم، والدفع إلى الأمام بسياسات السلم والأمن والتنمية والتضامن العربي والعالمي.
يمضي مشيعاً بدعوات مواطنيه وشعبه. لقد جرى إعداد شبابهم وشاباتهم في أفضل جامعات العالم وفي شتى التخصصات، وهو التدريب الفائق الذي يتيح لهم فُرَصاً واعدةً للمشاركة في البناء الوطني، ولتظلّ دولتهم الوطنية الزاهرة نموذجاً متقدماً في عالم العصر وعصر العالم.
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة