شولتز وماكرون ودراجي.. تفاصيل مثيرة لأخطر رحلة إلى كييف
رحلة محفوفة بالمخاطر دامت 11 ساعة، وحملت أهم قادة أوروبا إلى كييف، الخميس، لكنها لا تخلو من التفاصيل المثيرة للاهتمام.
وفي الـ8:29 صباح اليوم، بتوقيت كييف، توقف قطار ليلي بصوت خافت في محطة قطارات كييف المركزية، وعلى متنه المستشار الألماني أولاف شولتز (64 عاما)، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (44 عاما)، رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي (74 عاما).
وسافر أهم ثلاثة رؤساء دول وحكومات في أوروبا معًا إلى أوكرانيا، بعد 113 يومًا من بداية الحرب في الأخيرة، في أول زيارة من نوعها إلى البلاد.
وخضعت رحلة القطار إلى احتياطات أمنية شديدة الصرامة، إذ لأول مرة يسافر المستشار الألماني لمنطقة الحرب. وعندما أقلع بطائرته من برلين في السادسة والنصف مساء الأربعاء، لم يكن فقط حراسه الشخصيون المعتادون على متن الرحلة.
لكن انضم إلى الحراس الشخصيين، فريق من خدمة القوات الخاصة القادرة على العمل في الخارج وتتبع الشرطة الألمانية، فيما كان شولتز مرتديا بنطالا من الجينز وقميصا أسود قصير الأكمام.
ولدى دخوله الطائرة، قام شولتز بتحية القوات الخاصة الجديدة على الطائرة الحكومية، وقال "من الجيد أنكم هنا"، لأنه إذا حدث سيناريو سيئ، سيكون هؤلاء الجنود المدربون جيدا هم الحماية الرئيسية للمستشار.
وعادة ما يقول شولتز عن نفسه إنه "ليس من النوع القلق"، وعلى الأقل لا يظهر أي شيء من مشاعر القلق، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
وقبل الثامنة مساء بقليل، هبطت الطائرة الألمانية في مطار رزيسزو في بولندا. وعلى الجانب الشرقي من حلف شمال الأطلسي، يمكن للمرء، وفق الصحيفة ذاتها، أن يشعر بالفعل بأن الحرب مستعرة في أوروبا.
وأثناء تحرك الوفد الألماني باتجاه الحدود الأوكرانية، مر ببطارية من بطاريات باتريوت المضادة للطائرات التابعة لحلف شمال الأطلسي.
وبعد ساعة بالسيارة، وصل شولتز إلى محطة القطار في مكان ما في بولندا، حيث تم تغيير نقطة الإقلاع بالقطار بشكل غير مرتب، في اللحظات الأخيرة، في تدبير أمني.
وعند الوصول للقطار، تقدمت قوات الأمن الألمانية حاملة معداتها وأسلحتها إلى القطار، قبل أن يخرج شولتز من سيارته الليموزين ويمشي مسافة 200 متر إلى القطار.
وكانت العربة الصالون الخاصة بالمستشار الألماني في نهاية القطار. فيما تقع عربة إيمانويل ماكرون في المنتصف.
ووصل ماكرون بعد أكثر من نصف ساعة من وصول شولتز مع حاشيته.
وفي رحلة القطار التي استغرقت 11 ساعة، أحضر الرئيس الفرنسي صناديق كبيرة من علب طعام وشراب. في المقابل جرى تزويد وفد المستشار الألماني بصندوق بسيط من ألواح الشوكولاتة.
وكان دراجي وصل متأخرا ساعة تقريبا إلى القطار، وكانت عربة الصالون الخاصة به تقع خلف عربة القيادة مباشرة في الأمام.
وفي الساعة 11:48 مساءًبالتوقيت المحلي في بولندا، بدأت عربات القطار بالتدحرج في طريقها إلى أوكرانيا. وبعد دقيقة واحدة من منتصف الليل، توقف القطار الليلي عند الحدود الأوكرانية، حيث استقبله خدمة مراقبة جوازات السفر يرافقها جنود أوكرانيون مسلحون ببنادق الكلاشينكوف.
وأثناء الرحلة، كان لدى ماكرون ودراجي وشولتز الكثير لمناقشته حول تزويد كييف بأسلحة وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي؛ ففي الساعة 12:54 صباحًا، التقى الثلاثة في صالون ماكرون.
وكان الصالون الفرنسي مؤثثا بكراسي وستائر مخملية والكثير من الخشب الداكن، وتحدث فيه الزعماء الثلاثة على انفراد لمدة ساعة و20 دقيقة.
وفي تمام 2:17 صباحًا، سار شولتز في الممر إلى مقصورته، ليحصل على بضع ساعات من النوم، بينما يسير القطار على الطريق، ويتباطأ مرارًا وتكرارًا، وفق بيلد.
ونظرًا لأن المجال الجوي الأوكراني مغلق أمام الطائرات، لا يمكن للسياسيين الأجانب السفر إلى كييف إلا بالقطار.
ويلتقي شولتز وماكرون ودراجي سياسيا رابعا من الاتحاد الأوروبي في كييف: رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس (63 عاما).
وفي مرحلة ما خلال أسابيع الاستعدادات للرحلة، أدرك القادة الثلاثة أن اصطحاب شخص من أوروبا الشرقية كدليل على الوحدة الأوروبية قد يكون فكرة جيدة.
ويقال إن ماكرون اقترح على يوهانيس، الذي تربطه به علاقات وثيقة، القدوم إلى كييف. ولكن لم يعد هناك مكان له في القطار. لذلك، سافر يوهانيس بشكل مستقل من بوخارست إلى العاصمة الأوكرانية.