القتل بزعم الحب.. هل سنّ محمد عادل "شريعته الدامية" في 2022؟ (خاص)
في العشرين من يونيو/ حزيران الماضي، شهدت مدينة المنصورة بدلتا مصر، أبشع وأشهر جريمة وقعت داخل المحروسة في عام 2022.
منذ هذا التاريخ، بات اسم الطالبة المصرية نيرة أشرف معروفًا لدى كثيرين في مصر والوطن العربي، كما حازت قضيتها ومحاكمة قاتلها، محمد عادل، على اهتمام بالغ، شهد مشاركة ألمع رموز المحاماة.
رغم سرعة إجراءات المحاكمة الخاصة بذبح فتاة المنصورة، ظلت أصداء هذه الواقعة تدوي داخل مصر وخارجها، فإزهاق روح نيرة أشرف ومحاكمة قاتلها، كان مجرد بداية لعدد من الجرائم المشابهة، فاتخذ الجناة من بعد محمد عادل الحب سببًا لارتكاب أفعالهم أسوة به.
مع تكرار جرائم القتل باسم الحب، وتهديد الجناة ضحاياهم بمصير نيرة أشرف، طرح كثيرون سؤالًا، مفاده: هل سن محمد عادل "شريعته الدامية" في 2022؟
السر وراء تكرار القتل بزعم الحب
قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن انخفاض الوعي وحدوث حالة من حالات المسخ الثقافي، تدفع الشباب إلى تقليد الرموز السيئة، وهو ما حدث فيما يخص جرائم القتل باسم الحب.
وأضاف "فرويز" لـ"العين الإخبارية" أن مواقع التواصل الاجتماعي دمرت بعض الأخلاقيات المجتمعية بشكل عام، مشددًا على ضرورة إصلاح درجة الوعي داخل الأسر لتلافي نتائج قد تكون كارثية مستقبلًا.
وأوضح استشاري الطب النفسي أن تبرير البعض لما ارتكبه محمد عادل بحق نيرة أشرف، والحديث عن احتمالات براءته، كان له دور في سلوك آخرين لاتخاذ النهج نفسه، فهذا رسّخ في العقل الباطن لبقية الجناة أن بالإمكان تفادي العقاب، كما دفعهم للادعاء بأنهم شعروا بالاستغلال من ذوي الضحايا.
في السياق نفسه، ذكر الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة، أن جرائم العاطفة موجودة في كل دول العالم، لكن عددًا من العوامل الجديدة ساهمت في تسليط الضوء عليها بشكل أكبر خلال الأشهر الأخيرة.
نوه "صادق" في تصريحه لـ"العين الإخبارية" بأن توثيق وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجرائم، وتناولها بشكل واسع عبر وسائل الإعلام، ساهم في توسع هذه الوقائع، مستدلًا بما فعله قاتل إيمان إرشيد في الأردن: "قبل الجريمة هددها بمصير نيرة أشرف".
تسلسل زمني لجرائم القتل باسم الحب في 2022
منذ مصرع الطالبة نيرة أشرف ذبحًا على يدي محمد عادل في مصر، فوجئ الجمهور العربي بتكرار الواقعة نفسها، وهو ما ظهر سريعًا بعدها بأيام قليلة.
- 23 يونيو/ حزيران
شهدت جامعة العلوم التطبيقية الخاصة في الأردن، مصرع الطالبة إيمان إرشيد، بعدما أطلق عليها الجاني 5 رصاصات وفر هاربًا.
حينها، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن رسالة، وجهها القاتل إلى المجني عليها، وتوعدها بنفس مصير نيرة أشرف في مصر.
ونجح الأمن الأردني في تحديد هوية ومحل اختباء الجاني خلال 3 أيام، وأثناء مطاردته أطلق النار على نفسه قبل ضبطه.
9 أغسطس/آب
في هذا التاريخ، أنهى الشاب إسلام محمد حياة زميلته، الطالبة سلمى بهجت في محافظة الشرقية شمال العاصمة المصرية القاهرة، في واقعة وثقتها كاميرات الهواتف المحمولة عقب ارتكابها.
وعلى غرار قاتل نيرة أشرف، أرجع "إسلام" ارتكاب جريمته إلى تعرضه للاستغلال من جانب "سلمى"، ورفض ذويها لفكرة ارتباطها به، في أمر دفعه إلى تسديد الطعنات لها وإنهاء حياتها، داخل أحد العقارات السكنية.
وأسدلت محكمة جنايات الزقازيق شمال القاهرة، الستار على القضية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حينما أصدرت حكمها النهائي بالإعدام شنقًا، عقب إدانته بقتل المجني عليها.
4 سبتمبر/ أيلول
أقدم الشاب أحمد أبوعميرة على قتل الطالبة أماني عبدالكريم بطلق خرطوش، بعدما رفضت الزواج منه، في واقعة شهدتها محافظة المنوفية شمال القاهرة.
وبعد ساعات من ارتكاب جريمته، ظهر القاتل في مقطع فيديو عبر "فيسبوك" باكيًا، أعرب خلاله عن ندمه لما فعله، منوهًا بأنه أقدم على جريمته رغمًا عنه.
الفيديو السابق، صوره الجاني قبل ساعات من انتحاره، فأصدرت وزارة الداخلية المصرية وقتها بيانًا، أعلنت فيه عثورها على جثمان القاتل، موضحةً أنه أنهى حياته بنفس السلاح الذي نفذ به جريمته.
17 أكتوبر/ تشرين الأول
عثرت جهات الأمن المصرية في محافظة بورسعيد، شمال شرق القاهرة، على جثمان الشابة خلود درويش، وكشفت التحقيقات أنها تعرضت للقتل خنقًا على يدي خطيبها، بعدما قررت عدم الزواج منه عقب نشوب خلافات بينهما.
وألقت الشرطة القبض على الجاني بعد ارتكاب جريمته بساعات، واعترف خلال التحقيقات بارتكاب جريمته.
في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قررت محكمة جنايات بورسعيد إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
آخر مستجدات محاكمة قاتل نيرة أشرف
ينتظر دفاع المتهم محمد عادل يوم 26 يناير/ كانون الثاني من العام المقبل، لحضور أولى جلسات نظر وقف إعدام موكلهم، وهذا بعدما طعن المحامي المصري الراحل فريد الديب على قرار الإعدام، الصادر في 6 يوليو/ تموز الماضي.
وعقب وفاة فريد الديب، أعلن المحامي أحمد حمد، في تصريح سابق لـ"العين الإخبارية"، عدم إكمال عمله في هذه القضية، مؤكدًا استمرار 11 محاميًا آخرين في مهمتهم.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg جزيرة ام اند امز