سياسة "الباب الدوار".. زعيم كوريا الشمالية يرسخ سلطة العائلة بنظام الحكم
تفعيل خطة طوارئ، وتعزيز سلطة العائلة، خطان متوازيان رسمهما زعيم كوريا الشمالية في إطار رؤيته لمستقبل نظامه، وسط شائعات أثيرت مؤخرًا عن اعتلال صحته.
ذلك الخطان بدا واضحين خلال الفترة الأخيرة، بعد تصدر شقيقة وابنة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون المشهد، خلال عمليات إطلاق صواريخ وحضور اجتماعات رسمية، في مشهد قالت عنه صحيفة ذا صن البريطانية، إنه محاولة لتعزيز سلطة عائلته في كوريا الشمالية لأجيال قادمة.
ويعتقد خبراء في تصريحات للصحيفة البريطانية، أنه حال موت كيم، 40 عامًا، في سن مبكرة أو اضطر إلى التنحي، فإن النظام سيستمر - على الأرجح بقيادة أخته الصغرى القوية كيم يو جونغ.
وتقول "ذا صن"، إن تكهنات أثيرت خلال الفترة الماضية، حول الدور المتزايد لابنة الزعيم الكوري، جويه البالغة من العمر 9 سنوات – بعد مشاهدتها بصحبة والدها في جولة بأحد مصانع الصواريخ هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن الدائرة الداخلية لكيم تشبه الباب الدوار، والتي يعمل من خلالها على إحكام قبضته بتطهير كل من تنزع عنهم الثقة.
لكن أخته، 35 عامًا، كانت أحد أبرز أعضاء الدائرة المقربة له منذ عدة سنوات، إضافة إلى زوجته ري سول جو وشقيقه كيم جونغ تشول وابنته جو آي وكبار جنرالاته - رئيس الوزراء كيم توك هون والجنرال تشوي ريونغ هاي والمارشال باك جونغ تشون.
ونقلت الصحيفة عن مدير ومؤسس شبكة إن كيه ليدرشب ووتش، مايكل مادن، قوله: "إذا أصيب كيم جونغ أون بالمرض أو توفي، فسنرى على الأرجح قيادة جماعية للنخب الكورية الشمالية الأساسية، تكون كيم يو جونغ في مركزها"، مشيرًا إلى أنها ستتولى دور صانع القرار الرئيسي للنظام.
وفيما قال مادن إن فريق القيادة سيضم أيضًا أعضاء من الدائرة المقربة لكيم، أضاف: "عندما ننظر إلى الأشخاص الذين يتولون المناصب القيادية العليا في كوريا ترى أن هؤلاء أفراد تم اختيارهم بسبب ولائهم الواضح لقيادة عائلة كيم".
تصاعد التكهنات
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه التكهنات بشأن صحة كيم، وسط تقارير قالت إن زعيم كوريا الشمالية يعاني مجموعة من المشاكل الصحية بينها ارتفاع ضغط الدم المحتمل والسكري وارتفاع الكوليسترول، وغيرها من الأمراض الناجمة عن سنوات من التدخين المتواصل.
إلا أنه رغم مشاكله الصحية ومعارك الدائرة الداخلية، فإن الخبراء يعتقدون أن كيم يعتزم التمسك بالسلطة لأطول فترة ممكنة.
رؤية وافقها مادن، قائلا إنه سيكون من شبه المستحيل الإطاحة بنظام كيم، في ظل حملات "التطهير" التي استبدلها الزعيم الكوري الشمالي بخفض الرتب بحق كل من تثور شكوك حول ولائه، مشيرًا إلى أوامر صدرت العام الماضي بتجريد أحد كبار مستشاريه، ري بيونغ تشول، من لقبه العسكري وخفض رتبته إلى منصب صغير بعد "حادث خطير" لم يكشف عنه.
وقال مادن: "الشيء الوحيد الذي يجب أن نضعه في اعتبارنا هو أنه منذ المؤتمر الثامن للحزب في يناير/ كانون ثاني 2021، واصل كيم إجراء تعديلات كبيرة على المؤسسات والمنظمات الكورية الشمالية، وشرع في إجراء تعديلات كبيرة عليها