"خلافة معقدة".. كوريا الشمالية على موعد مع "الابنة الحبيبة"؟
عندما ظهر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون برفقة ابنته الصغيرة لمتابعة إطلاق صاروخ باليستي، بدا الأمر إشارة واضحة لمسار الخلافة.
وظهرت جو آي، ذات التسعة أو العشرة أعوام، مرتين علانية مع والدها خلال الأسابيع التي تلت إطلاق الصاروخ الباليستي، ووصفتها وسائل الإعلام التابعة للدولة، التي لم تلمح لوجودها من قبل، بـ"الابنة الحبيبة".
وتعتبر كوريا الشمالية، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، إحدى أكثر الدول غموضا في العالم، واعتاد مراقبو بيونغ يانغ على قراءة ما بين سطور التغطية الرسمية.
وقال تشيونغ سيونغتشانغ، الخبير في شؤون كوريا الشمالية بمعهد سيجونغ في كوريا الجنوبية: "حاول كيم ربط الولاء له بالولاء لابنته. كان ينوي رسم صورة بأن ابنته ستكون خليفته".
ومع ذلك، وبعد مرور شهرين، تظهر صورة أكثر تعقيدا للعرض المتعمد والعلني للحب الأبوي بين الزعيم وابنته. وبدلا من إعلان مباشر عن خليفة، يعتقد بعض المحللين أن الظهور المتكرر كان إشارة معقدة ودقيقة تستهدف نزع فتيل المنافسة المتزايدة بين أهم امرأتين أخريين في حياة الزعيم، زوجته ري سولغو، وشقيقته القوية والطموحة كيم يو غو.
وقال تشوي جين ووك رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والثقافية في سول، إن ري سول غو هي الفائزة من ظهور الابنة، موضحا أن "الخاسرة هي شقيقة كيم. هذه أهم رسالة".
ونظريا، كما يشير اسمها الرسمي، يتم انتخاب قادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، لكن من الناحية العملية، تعتبر البلاد الديكتاتورية الشيوعية الوحيدة القائمة على توريث السلطة في العالم.
وخلف كيم والده، كيم جونغ إل، الذي كان نجل الرئيس الأسبق، كيم إل سونغ. لكن، كما الحال في العديد من السلالات الملكية، تعتبر الخلافة مسألة معقدة ومشحونة، خاصة بدون وجود قواعد ثابتة.
ولا تنطبق قوانين وراثة الابن الأكبر في حالة كوريا الشمالية، حيث إن جونغ أون اختاره والده بالرغم من كونه الأصغر بين أشقائه الثلاثة، وهو وضع جعله يشعر بوضوح بالتعرض للخطر.
وفي عام 2017، قُتل أخوه غير الشقيق، جونغ نام، الذي عاش بالخارج على مدار سنوات، وكان ينتقده بشكل طفيف، بغاز الأعصاب في ماليزيا. وهناك شكوك بأن عملية الاغتيال التي ترعاها بوينغ يانغ أذن بها القائد الأعلى نفسه.
ولم تقد امرأة سلالة كيم في السابق. وفي مجتمع محافظ وذكوري مثل كوريا الشمالية، يعتقد البعض أنه لا يمكن التفكير في الأمر.
وبالرغم من أن القيم الكونفوشيوسية المتبعة في البلاد، تعطي امتيازا للمسن على الشباب، والرجال على النساء، لم يمنع ذلك كيم جونغ أون من خلافة والده الراحل، عندما كان بعمر 27 عاما فقط.
وفي السنوات التي تلت ذلك، برزت النساء بشكل غير معتاد في مقدمة حكم كيم.
وبالرغم من أن والد كيم وجده، كانت لهما عدة زوجات، لم يناقش وجودهن علانية قط خلال حياتهما، ظهر كيم جونغ أون علانية مع زوجته الشابة ري سول غو.
ويعتقد أن للزوجين ثلاثة أطفال، ابنا أكبر وبنتين أصغر، وربما تكون غو آي الطفل الثاني أو الثالث، والوحيدة المعروف اسمها.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز