مشاريع كيم جونغ أون «الفاشلة».. من فندق الموت إلى المدينة المهجورة
تعتبر مشروعات زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الكبرى من أبرز الأمثلة على «الفشل المدمر» لـ"حكم الرجل الواحد".
ورغم رغبة النظام في إبراز "عظمة" كوريا الشمالية وتحقيق تطلعاته عبر مشروعات ضخمة وفاخرة، فإن الواقع يكشف عن كوارث بناء مدمرة وعواقب اقتصادية وخيمة، بحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية.
وبدءا من منتجعات الشاطئ المهجورة التي تحاكي منتجع بنيدورم الإسباني إلى المنشآت السياحية التي تحولت إلى "مصائد موت"، لا تعكس هذه المشاريع سوى دلائل على سوء التخطيط والتنفيذ.
حتى الفندق الشهير "ريو غيونغ" الذي يتكون من 105 طوابق أصبح محل سخرية، ولم يفتح أبوابه رغم مرور عقود، لتكشف هذه المشروعات الاستعراضية التي كانت تهدف إلى إظهار "قوة" كوريا الشمالية، عن أمة تكافح تحت وطأة "أوهام العظمة"، حسب وصف الصحيفة البريطانية.
نسخة بيني دورم الإسبانية:
وحاول كيم استجلاب الشواطئ الرملية الشهيرة في مدينة بيني دورم الإسبانية إلى كوريا الشمالية عقب زيارته ومسؤوليه منطقة كوستا بلانكا في البلد الأوروبي عام 2017، لكن المشروع لم يسر كما كان متوقعا، وواجه العديد من العقبات.
وكان يفترض أن يتحول المشروع الطموح إلى منتجع شاطئي واسع قادر على استقبال ما يصل إلى 100 ألف زائر، وكان مقررا افتتاحه في 2019، لكنه تأجل عدة مرات بسبب تحديات مثل جائحة كوفيد-19 ونقص التمويل والمواد.
ورغم كل ذلك أبدى كيم تصميما على إنجاز المشروع، متعهدا بفتحه في يونيو/حزيران 2025 بعد زيارة الموقع مؤخراً برفقة ابنته كيم جو-آي، التي يعتقد على نطاق واسع أنها خليفته المحتملة.
وفي حال تحقق المشروع سيصبح أحد أكبر المنتجعات الشاطئية في العالم، حيث يضم 150 مبنى، ومطارات، وحدائق مائية، وعدة فنادق.
منتجع التزلج المهجور:
وأطلق كيم منتجع التزلج "ماسيكريونغ" في عام 2013 بهدف جذب السياح من جميع أنحاء العالم والترويج للرياضات الشتوية.
لكن عزلة كوريا الشمالية وقيود السفر الصارمة لم تجذب سوى عدد قليل للغاية من الزوار إلى المنتجع.
الأمر الأسوأ أنه في عام 2017 أُبلغ عن أن أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما كانوا يجبرون على إزالة الثلوج بأيديهم في المنتجع.
ورغم إنفاق كيم مبلغا ضخما قدره 242 مليون جنيه استرليني على المشروع، فإنه ظل خاويا في معظمه.
فندق الموت:
بدأ بناء هذا الفندق الهرمي المكون من 105 طوابق في عام 1987 بهدف أن يكون أطول فندق في العالم.
وكانت ضربة البداية في بناء الفندق عام 1987، الذي خطط ليشمل 3 آلاف غرفة فندقية ومرافق فاخرة، بهدف تعزيز مكانة كوريا الشمالية على الساحة الدولية كدليل على قوتها الاقتصادية والتكنولوجية.
لكن المشروع واجه العديد من التحديات، بما في ذلك مشاكل هيكلية حادة، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية التي أدت إلى توقف البناء في عام 1992، وعلى الرغم من بعض المحاولات لإعادة استئناف البناء في السنوات التالية ظل الفندق غير مكتمل لعدة عقود، مما جعله عرضة للسخرية على مستوى العالم.
ومن أجل هذه الأسباب أطلق عليه لقب "فندق الموت"، مما جعله يبدو كأنه مشروع محكوم عليه بالفشل منذ البداية، كما أُطلق عليه هذا الاسم أيضاً بسبب أن بناءه غير المكتمل ظل يلوح في الأفق لسنوات طويلة دون أن يُستخدم أو يُفتتح، ليصبح رمزاً للفشل الكبير في السعي وراء العظمة والتفاخر.
والآن.. يخطط كيم لتحويل المبنى إلى كازينو ضخم على طراز لاس فيغاس.
"ديزني لاند" الفاشلة:
كما سعت كوريا الشمالية إلى رفع الروح المعنوية بمتنزه "مانغيونغدي" الترفيهي، الذي يُعتبر نسختها من "ديزني لاند".
لكن المتنزه المليء بالألعاب الصدئة والمهملة وصفه زواره القليلون بأنه "مصيدة موت".
تظهر الصور ألعابا متداعية مثل الأفعوانية والأرجوحات والقطار الصغير، وقد تغيرت ألوانها الزاهية إلى بني يثير الكآبة بسبب الصدأ والإهمال.
وفي يوليو/حزيران الماضي، أقال كيم مسؤولين كبار بسبب "إدارتهم غير المسؤولة" لمشروع بناء مدينة "سامجيون"، ما تسبب في خسائر مالية وانحرافات خطيرة.
كان المشروع يهدف إلى إنشاء "يوتوبيا اشتراكية" تتضمن شققا وفنادق ومنتجعا للتزلج ومرافق تجارية وثقافية وطبية.
لكن سرعان ما انتقد كيم كبار المسؤولين بسبب العمل الرديء والخسائر.
تم الاستعانة بشباب العمال للعمل في المشروع، حيث وُصفوا بأنهم "عمالة عبودية" من قبل ناشطين في حقوق الإنسان.
ورغم طموحات كيم جونغ أون الكبيرة فإن العديد من مشاريعه الفاخرة تتحول إلى رموز للفشل بدلا من الإنجاز، مما يكشف النقاب عن ضعف البنية التحتية وعزلة البلاد المتزايدة.